طولكرم تحت النار: الاحتلال الإسرائيلي يخلّف دماراً شاملاً وشهداء وسط اقتحام دام 16 ساعة

23 يوليو 2024
دبابة إسرائيلية تقتحم مخيم طولكرم، 23 يوليو 2024 (عصام الريماوي/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اقتحام دامٍ وتدمير شامل:** انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من طولكرم بعد 16 ساعة، مخلفة خمسة شهداء وتدمير كبير للبنية التحتية، مع خسائر تقدر بـ5 ملايين دولار.
- **استهداف ممنهج للبنية التحتية:** فرضت قوات الاحتلال حزاماً نارياً، واحتجزت جثامين الشهداء، ومنعت طواقم الإسعاف، مما أدى لتدمير عشرات المنازل وشبكات المياه والكهرباء.
- **سياسة العقاب الجماعي:** أكد رئيس الغرفة التجارية أن الاحتلال يستهدف البنية التحتية والمحال التجارية ضمن سياسة العقاب الجماعي، مع تكرار الاقتحامات والاغتيالات.

بعد اقتحام دام نحو 16 ساعة، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الثلاثاء، من مدينة ومخيم طولكرم شماليّ الضفة الغربية، مخلفة 5 شهداء، بينهم امرأة وفتاة، واحتجاز جثامين أربعة منهم، وسط تدمير كبير للبنية التحتية والمنشآت التجارية والمنازل، وقُدرت الخسائر الأولية بنحو 5 ملايين دولار على الأقل.

وأكد أمين سر حركة فتح في طولكرم، إياد جراد، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال اغتالت ثلاثة مقاومين عبر قصف من طائراتها المسيّرة في أثناء وجودهم في أحد أزقة المخيم، وهم: أشرف عيد زاهر نافع، القيادي بكتائب القسام، ومحمد إبراهيم محمد عوض، القيادي بكتائب شهداء الأقصى، والشاب محمد بديع محمد رضوان، من كتائب الأقصى. كذلك استشهدت خلال القصف الفتاة بيان محمد جمعة سلامة عيد، ووالدتها إيمان محمد جمعة (50 عاماً)، وأصيب خمسة آخرون نتيجة القصف وإطلاق الرصاص الحيّ.

أشار جراد إلى أن قوات الاحتلال فرضت حزاماً نارياً بالرصاص بعد عملية الاغتيال، وسحبت جثامين الشهداء الثلاثة والشهيدة بيان، باستخدام جرافاتها واحتجزتها، بينما نُقلت الشهيدة إيمان إلى المستشفى. وأوضح أن "جرافات الاحتلال شطرت الشهيدة بيان إلى نصفين، حيث احتُجز نصفها وتُرك النصف الآخر تحت الأنقاض"، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تعمدت التنكيل بجثامين الشهداء.

ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الدخول إلى مخيم طولكرم، ما زاد من حجم المعاناة، وأطلقت الرصاص على الصحافيين دون وقوع إصابات. جرى الاقتحام بواسطة قوات كثيفة ووحدات خاصة وآليات متنوعة، بينها 7 جرافات ضخمة وطائرات مسيّرة واستطلاع وأجهزة تشويش على الاتصالات.

وأدى الاقتحام إلى تدمير عشرات المنازل، نتيجة نسف عدد منها، وتدمير شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت والصرف الصحي. وأشار جراد إلى أن الكهرباء لا تزال مقطوعة عن المخيم ومحيطه، وأن هناك استهدافاً واضحاً للبنية التحتية للضغط على المواطنين في سياق الانتقام والعقاب الجماعي.

أدى الاقتحام أيضاً إلى دمار في المحلات التجارية والمركبات، وتدمير السوق التجاري في مدينة طولكرم وبعض الشوارع والبنية التحتية فيها. بدوره، قال مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية طولكرم، مهند مطر، لـ"العربي الجديد"، إن الخسائر الأولية تقدر بحوالى خمسة ملايين دولار، مؤكداً أن الدمار في المخيم كان هائلاً وغير مسبوق.

وأوضح مطر أن "التدمير طاول البنية التحتية والشبكات من مياه وصرف صحي وكهرباء واتصالات وإنترنت، إلى جانب تضرر منازل بشكل كلي وجزئي، وأسوار استنادية، ومركبات". وأكد أن بلدية طولكرم ستبدأ بفتح الطرقات لتسهيل عمل الآليات، وفتح أبواب المنازل المتضررة، وإزالة الركام، إضافة إلى بدء العمل على إصلاح الشبكات، مشيراً إلى أن لجنة خاصة ستقوم بحصر الأضرار ووضع خطة للبدء بالعمل في المخيم بشكل خاص.

من جانبه، أكد رئيس الغرفة التجارية والصناعية في محافظة طولكرم، منير الدحلة، في تصريحات صحافية، أن هناك استهدافاً متكرراً وممنهجاً للبنية التحتية والمحال التجارية والمركبات، ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح الدحلة أن المحال التجارية الواقعة على الشارع الرئيسي في مخيم طولكرم دُمِّرَت بالكامل، وكذلك سوق الخضار في مدينة طولكرم. ولفت إلى أن الوضع في مدينة طولكرم ومخيماتها صعب للغاية، وحجم الأضرار كبير، مشيراً إلى أن هذا الاقتحام غير مسبوق. 

تتعرّض مدينة طولكرم ومخيما طولكرم ونور شمس شرقيّ المدينة لاقتحامات متكررة وصلت إلى نحو 90 اقتحاماً، واغتيالات مكثفة، بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما أوقع حتى اليوم 128 شهيداً وشهيدة، احتُجزَت جثامين عدد منهم.