اعترف طيار إسرائيلي، اليوم السبت، أن تدمير الأبراج السكنية خلال العدوان على قطاع غزة كان "طريقاً للتنفيس عن إحباط الجيش بعد فشله بوقف إطلاق الصواريخ من القطاع".
جاء ذلك في حوار أجرته القناة (12) الإسرائيلية الخاصة مع عدد من الطيارين الذين شاركوا في نسف 9 أبراج سكنية في غزة، بما فيها برج كان يضم مكاتب إعلامية، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول".
وقال الرائد "د" (اكتفت القناة بالإشارة إلى الحرف الأول من اسمه)، إنه لا يقلل من شدة الهجمات التي نفذها هو وأصدقاؤه.
وأضاف: "ألقينا عليهم أطنانا من الذخيرة والنيران بشكل لا يشك فيه أحد".
لكن الضابط "د" تحدث عن مشاعر يشاركه فيها زملاؤه، قائلاً: "كنت أخرج لشن غارة مع إحساس أن إسقاط الأبراج أصبح طريقنا للتنفيس عن الإحباط مما يحدث لنا، ومن نجاح الفصائل في غزة في الاستمرار بركلنا". ومضى قائلاً: "لم ننجح في وقف إطلاق الصواريخ، لم ننجح في المساس بقيادة حماس، لذلك نسقط الأبراج".
وأسقط طيران الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على غزة 9 أبراج، من بينها برج الجلاء الذي يضم مقري "شبكة الجزيرة" ووكالة "أسوشييتد برس" في غزة.
وتسيطر مشاهد دمار المنازل والوحدات السكنية والطرق والبنية التحتية على الملامح العامة لكافة مناطق قطاع غزة، وتحديداً مدينة غزة التي تعتبر القلب التجاري والاقتصادي والمركز الحكومي في القطاع. فقد استهدف العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استمر 11 يوماً، بشكل أساسي، البنية التحتية والاقتصادية إلى جانب المساكن.
ولا تقتصر نتائج العدوان الإسرائيلي على الأضرار المباشرة التي لحقت بالأبراج السكنية التي طاولها القصف إلى جانب الطرق والشوارع، بل تشمل المنازل والأبراج الملاصقة التي تضررت نظراً لحجم القصف الصاروخي والمدفعي الذي كان ينفذه الاحتلال.
ولم تسلم شبكات الصرف الصحي والمياه من الاستهداف الإسرائيلي، إذ تعمد الاحتلال قصفها بشكل مباشر، ما تسبب في تراكم كميات المياه جراء تدمير الشبكات في بعضها، عدا عن انقطاع المياه عن الكثير من المنازل والأحياء أياماً طويلة نتيجة العدوان الواسع وانقطاع الكهرباء نحو 20 ساعة يومياً.
أما شبكات التيار الكهربائي الداخلية، فعانت هي الأخرى نظراً للقصف الإسرائيلي العنيف لمختلف المناطق، ما تسبب في عدم وصولها إلى أحياء ومنازل حيوية مثل حي الرمال الذي كان مركزاً للقصف، فيما كانت الأسلاك والتمديدات تتناثر بين الطرق والشوارع.
يقول وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان المهندس ناجي سرحان إن التقديرات الأولية لحجم الخسائر الناجمة عن قصف الأبراج والوحدات السكنية تقدر بمبلغ 150 مليون دولار في حصيلة أولية للعدوان الإسرائيلي، فيما لم تنته عملية الإحصاء بشكل نهائي.
ويوضح سرحان لـ"العربي الجديد" أنه في مجال الوحدات السكنية، فقد تدمرت 2000 وحدة سكنية بشكل كامل، عدا عن تعرض 15 ألف وحدة سكنية للضرر بشكل جزئي ومتوسط، فيما يوجد الكثير من المناطق التي لم يتم رصدها كونها مناطق حدودية.
ويرجح المسؤول الحكومي أن يتم الانتهاء من عملية إعادة إعمار القطاع خلال مدة لا تزيد عن عام واحد، حال تم توفير الأموال اللازمة لإتمام عملية إعادة الإعمار هذه، إذ يحتاج القطاع لمبلغ 350 مليون دولار لإنجاز ما تم تدميره في العدوان الأخير وما تبقى من عدوان العام 2014.
وفجر الجمعة، عقب 11 يوماً من العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، بدأ سريان وقف إطلاق النار في القطاع المحاصر.
وأسفر العدوان الإسرائيلي عن 279 شهيداً، بينهم 69 طفلاً و40 امرأة و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت أنها "شديدة الخطورة".