طالبت عائلة الشهيد محمد الزواري في الذكرى السابعة لاغتياله، التي تصادف يوم غد الجمعة 15 ديسمبر، القضاء التونسي، بأن يدين رسميا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وجهاز الموساد الإسرائيلي، مؤكدة أنهما وراء جريمة الاغتيال التي جرت في مسقط رأس الشهيد في محافظة صفاقس، وسط تونس.
وقال رضوان الزواري ، شقيق الشهيد محمد الزواري في تصريح لـ"العربي الجديد ": "إن على القضاء التونسي التحلي بالشجاعة وتوجيه اتهام رسمي للجهات التي تقف وراء الجريمة بعد مرور 7 أعوام من الاغتيال"، موضحا أنه "تم تكليف جاسوس مجري للتجسس على شقيقي، وقد قدم هذا الأخير الى تونس محاولا استقطابه على أساس تكوين شركة في المجر تمهيدا لتصفيته واغتياله ولكنه رفض العرض".
وأضاف أن "إسرائيل تعتمد على العصابات بقيادة نتنياهو الذي وقع على جريمة الاغتيال، خاصة بعد أن اكتشف الجاسوس المجري خلال زيارته المدرسة الوطنية للمهندسين أن محمد الزواري بصدد إختراع غواصة وأرسل تقريرا بذلك لحكومة الاحتلال"، لافتا إلى أن" مجلسا أمنيا مصغرا إجتمع بقيادة نتنياهو وتقرر خلاله تصفية الزواري".
وأكد أن "الملف تم التلاعب به أمنيا وسياسيا وقضائيا، مما أدى إلى إتلاف القضية، ولم يصدر أي حكم طيلة 7 سنوات، و رغم القبض على 10 تونسيين ممن شملتهم الأبحاث وصدور قرار بالايداع بالسجن بحق 3 منهم إلا أن العائلة فوجئت مؤخرا بغيابهم أو ربما تهريبهم خارج البلاد، فهم حاليا غير موجودين لا في السجن ولا في تونس، في حين أن الـ7 الباقين ثبت أن أغلبهم أسماء وهمية، ما يعني التلاعب بالقضية".
وتابع "رغم أن السلطة التونسية مع المقاومة ومع فلسطين، ورغم إحراز تقدم طفيف في ملف محمد الزواري لكن يبدو أن الدولة العميقة ومن كانوا سندا في العملية أقوى من السلطة، ولهذا لم يحدث تقدم كبير في الملف"، مبينا "أن الاعتراف الرسمي بوقوف الموساد وراء الاغتيال مهم في حال حدوثه، وذلك لتتبع من يقف وراء اغتياله وربما تدويل القضية لاحقا".
وقال إن "قياديين بارزين من حماس كانا سيزوران تونس في ذكرى اغتيال الشهيد الزواري ولحضور مؤتمر صحافي حول ذلك ولكن حالت بعض الإجراءات دون ذلك، حيث تم إعلامهم من قبل السلطات الأمنية أن الطلب ورد متأخرا لذلك لا يمكن استيفاء الإجراءات"، مشددا على أن عائلة الشهيد تشعر بالفخر لا سيما وأن ابنها منح الكثير للمقاومة التي تقدره كثيرا، وتجسّد ذلك في معركة طوفان الأقصى حيث شاركت طائرات ومسيرات محمد الزواري الاستطلاعية في المعركة".
بدوره، أكد عضو هيئة الدفاع في قضية الزواري، المحامي عبد الرؤوف العيادي أن "القضية لا تزال إلى الآن في الطور التحقيقي وهذا دليل على أن القضية تتعثر"، مضيفا في تصريح للإعلاميين على هامش مؤتمر صحافي نُظم أمس الأربعاء بدار المحامي في تونس العاصمة أن "هذه القضية لم تأخذ مسارا عاديا، وهي قضية سياسية وهناك عدة أطراف متورطة فيها".
ولفت إلى أن" القضية حاليا في الطور التعقيبي، وأن قضية أخرى فتحت في نفس الإطار تتعلق بالجوسسة وهي لا تزال في طور التحقيق ولا بد من تظافر الجهود لكشف الحقيقة".
وقال عميد المحامين التونسيين، حاتم المزيو خلال الندوة ذاتها، إن كشف الحقيقة يحتاج إلى الجرأة، خاصة وأن هذه القضية سياسية وسيادية تتعلق باستقلال التراب الوطني وبأحد شهدائنا الأبطال، لافتا إلى أن عدم صدور حكم بعد سبع سنوات من اغتيال الزواري يعني أن المنظومة القضائية لم تثبت أن لها من الجرأة والاستقلالية الضرورية لكشف الحقيقة، ومن المفروض أن تكون لهذه الملفات الأولوية القصوى لأنها تمس من السيادة الوطنية واستقلالية الدولة".
طائرة محمد الزواري
جدير بالذكر أن مهندس الطيران محمد الزواري المولود عضو في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأشرف على مشروع تطوير صناعة الطائرات بدون طيار في وحدة التصنيع في الكتائب، والتي أطلق عليها اسم أبابيل 1، وظهرت هذه الطائرة أول مرة في 2014 في معركة العصف المأكول، أما مشروع الغواصة المسيّرة عن بعد فقد عمل عليه في إطار الدكتوراه التي كان يعدها.