عائلة ناصر أبو حميد تصرّ على استعادة جثمانه قبل تلقي العزاء: "من يحبه فليرمِ الاحتلال بحجر"
جددت عائلة الأسير الشهيد ناصر أبو حميد تمسكها بقرارها عدم فتح بيت عزاء له حتى تسلم جثمانه، مطالبة الفلسطينيين، وخاصة أبناء المخيمات، وتشكيلات المقاومة في الضفة الغربية، بالعمل من أجل استعادة جثمان الشهيد.
وحول قرار احتجاز سلطات الاحتلال جثمان القائد في كتائب شهداء الأقصى، الذراع المسلح لحركة فتح، خلال انتفاضة الأقصى ناصر أبو حميد، قال شقيقه يوسف، خلال مؤتمر صحافي عقدته العائلة مع مؤسسات الأسرى في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية: "من كان منكم يحبّ ناصر فليرم الاحتلال بحجر، فذلك أفضل ألف مرة من التعزية".
وقال يوسف، لـ"العربي الجديد" على هامش المؤتمر: "إن العائلة توقعت ما أعلنه اليوم وزير جيش الاحتلال بيني غانتس من احتجاز الجثمان"، مؤكدا أن "العائلة لا تأمل شيئاً من حكومة متطرفة، وقد قررت أن لا تنصاع لما يريد الاحتلال إملاءه عليها، ولذلك تريد أن يكون استشهاد ناصر سابقة، من خلال عدم فتح بيت عزاء، وعدم أخذ العزاء حتى تسليم جثمانه وتنظيم جنازة له، تكون عرسا فلسطينياً".
وأضاف يوسف: "إن المطلوب على المستوى الوطني الفلسطيني؛ من نابلس ومخيم جنين، ومخيم قلنديا، ومخيم الأمعري، وكتيبة جنين، وعرين الأسود، وكل إنسان شريف يحب ناصر، ووفي لطريقه، المساعدة في تسلم جثمانه".
وتابع يوسف: "صحيح أن ناصر شقيقي، ولكنه ابن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وكان رمزاً في الانتفاضة، وقائداً ملهماً، أسس حركات الشبيبة، وكان على علاقة جيدة بالشهيد ياسر عرفات، نأمل من شعبنا الفعل، ولكل المناضلين من كتيبة جنين ونابلس نقول؛ ما ترونه صعباً، من الممكن أن يكون سهلاً جداً، فالاحتلال أوهن من بيت العنكبوت، ولا يأتي إلا بالقوة، وعندما يشعرون بالخوف فسنحقق ما نطلب".
وقال شقيق الشهيد: "الشعب الفلسطيني لا يعدم الوسيلة، الاحتلال إذا وجد الإصرار والتحدي فسيسلم جثمان ناصر وهو صاغر، أنتم قادرون إذا كنتم تحبون ناصر أن تحققوا استرداد جثمانه خلال 48 ساعة، وأنتم لا تعدمون الوسيلة، ولا تعدمون القوة والشجاعة حتى تجبروا الاحتلال على إعادة جثمانه، نحن نعول على الشرفاء من أبناء شعبنا الفلسطيني، ونعول على كتائب شهداء الأقصى في كل مكان، وفي كل مخيم".
من ناحية أخرى، طالب يوسف أبو حميد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد أن شكره على جهوده، بـ"مزيد من الخطوات العملية على الأرض حتى لا يتم تكريس احتجاز الجثامين، وحتى لا يسلم الفلسطينيون بهذه السياسة".
بدوره، أمل باسل، شقيق ناصر أبو حميد، بأن تشكل قضية جثمان شقيقه "بداية لكسر الحاجز الذي أراد الاحتلال وضعه باحتجاز جثامين الشهداء في ثلاجات الموتى ومقابر الأرقام". وأضاف أن العائلة ترفض فكرة العزاء التزاماً بالعادات والتقاليد الوطنية، بعدم ترك الجثمان دون إكرام بالدفن.
أما رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس فقال: "إن رسالة العائلة ومؤسسات الأسرى وحركة فتح بأن من يحب الشهداء يجب أن يعمل من أجل أن يكرموا"، مؤكداً أن "سلطات الاحتلال تأخذهم رهائن لابتزاز الشعب الفلسطيني".
وأضاف فارس أن "الكل مدعو للعمل"، معتبرًا أن خطوة العائلة بعدم تقبل العزاء يمكن أن تعطي زخماً ودفعة قوية لعائلات الشهداء التي تناضل من أجل إملاء إرادة الفلسطينيين على الاحتلال، مؤكداً أن "الاحتلال يحاول أن يفرض على الفلسطينيين طقوس القوة الغاشمة، ليوقعهم في اليأس والإحباط".
وطالب عضو المجلس الثوري لحركة فتح أسامة القواسمي بخطوات عملية، عبر إرسال رسائل إلى كل المحافل الدولية، قائلاً: "إن الاحتلال يخشى الرأي العام الدولي"، ودعا الجاليات الفلسطينية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى إطلاق حراك دولي وحراك إعلامي بكل اللغات، مشددًا على أن "الاحتلال يخشى الميدان كذلك"، داعيا إلى "الاستمرار بالفعاليات الميدانية".
وأثنى أمين سر حركة فتح في رام الله والبيرة موفق سحويل على قرار العائلة، قائلا: "إنه من صلب موقف الشعب الفلسطيني، حيث إن العادات والأعراف الوطنية ترفض استقبال العزاء إلا إذا أكرم الشهيد بدفنه".