بعيد وصوله إلى العاصمة الإيرانية طهران، صباح اليوم الأحد، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، بدعوة إيرانية، بدأ رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية، عبدالله عبدالله، المقرب من إيران، مباحثاته مع وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، ورئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) محمد باقر قاليباف، على أن يلتقي غداً مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأميرال علي شمخاني، فضلاً عن لقاء آخر من المفترض أن يجمعه مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، حسب الإعلام الإيراني.
وتأتي زيارة عبدالله لطهران في إطار جولة إقليمية، شملت باكستان والهند أيضاً، وذلك بهدف كسب الدعم لمسيرة السلام الداخلي في أفغانستان وتعزيز فرص نجاح الحوار بين الحكومة وحركة "طالبان".
ورغم ترحيب طهران بجهود إرساء السلام الداخلي في أفغانستان وإعلانها دعمها للحوارات الأفغانية وكذلك مشاركة "طالبان" في السلطة، لكنها، كما ظهر في تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين أجرى رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية لقاءات معهم، تصوب بالدرجة الأولى على التواجد الأميركي في أفغانستان، لتكيل اتهامات للجانب الأميركي بالتدخل في الشؤون الأفغانية ونشر الفوضى في أفغانستان.
وفي السياق، أشار رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، لدى استقباله عبدالله، إلى التواجد الأميركي في أفغانستان، مؤكداً أن "الأميركيين يتابعون تحقيق أهدافهم فقط ولا يهمهم الأمن والازدهار في الدول الإسلامية"، وقائلاً وفق ما أوردته وكالة "إيسنا" إن "أفغانستان منذ الحرب السوفياتية حتى اليوم تعيش وضعاً غير مستقر وغير آمن بسبب الحضور الأميركي".
وأضاف قاليباف أن "الدول الإسلامية في منطقة جنوب غرب آسيا وشبه القارة الهندية تعيش أكثر فتراتها الزمنية حساسية في تاريخها"، موضحاً أن هذه المناطق "واجهت طيلة تاريخها تدخل الأجانب ما أدى إلى استمرار الفوضى وعدم الاستقرار فيها".
وأكد على "وجود صلة تاريخية وثقافية عميقة" بين إيران وأفغانستان، معلناً وقوف بلاده إلى "جانب الشعب في أفغانستان واستقلالها وأمنها"، ومعرباً عن أمله في "سلوك هذا المسار بشكل مناسب حتى يستتب السلام المستدام فيها وبين جميع الفصائل".
ودعا قاليباف إلى زيادة الأسواق الحدودية بين إيران وأفغانستان، "لخدمة شعبي البلدين"، مشيراً إلى ضرورة تأمين حصة إيران من نهر هلمند، والتي توجد خلافات بين الطرفين بشأنها.
من جهته، شكر عبدالله خلال اللقاء "دعم إيران لمسيرة السلام في أفغانستان ووقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني خلال العقود الأربعة الأخيرة في الصعوبات والمشاكل الكثيرة التي واجهها".
وأشار رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية إلى زياراته إلى باكستان والهند وإيران، معرباً عن سعادته "لوجود تعاون وفهم مشترك جيد" بين هذه الدول وأفغانستان، مؤكداً أن "التنسيق مع الدول الصديقة والجارة يسد الفراغات الموجودة".
وأضاف أن "41 عاماً من الحرب حملت أفغانستان مشاكل وتكاليف كثيرة تشمل قضايا أمنية والمهاجرين وتهريب المخدرات وضاعت فرص اقتصادية كثيرة"، مشيراً إلى أن إيران أيضاً لم تسلم من هذه التداعيات، و"ألحقت بها أضرار".
وكشف عبدالله عن مساع تبذل لإعداد "وثيقة شاملة للتعاون بين إيران وأفغانستان وحصل تقدم في ذلك وهناك مجموعات صداقة برلمانية بين البلدين".
كما أجرى عبدالله بعد وصوله إلى طهران مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني، أكد فيها الأخير على دعم إيران للسلام الداخلي في أفغانستان واتفاقات بين الأطراف المشاركة في الحوارات الداخلية وكذلك مشاركة "طالبان" في السلطة.
وبعد لقاءاته مع قاليباف وظريف، قال رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية في تغريدات منفصلة عبر "تويتر" إنه ناقش في هذه اللقاءات مسار السلام في أفغانستان والحوارات الأفغانية في الدوحة وقضايا ذات الاهتمام المشترك، مقدماً الشكر لإيران على دعمها لهذه الحوارات.