استمع إلى الملخص
- **خلفية القضية**: وصل إلى بلغاريا لطلب اللجوء بعد عشر سنوات من المنفى. تعرض للضرب في مركز الاحتجاز، ووزارة الداخلية زعمت أنه إيذاء للنفس. هيومن رايتس ووتش طالبت بعدم ترحيله خوفاً من التعذيب في السعودية.
- **نشاطه الحقوقي**: ناشط حقوقي منذ أكثر من عقد، دافع عن حقوق السجناء وواجه الدعاية الحكومية. غادر السعودية في 2013 وواصل نشاطه كصحافي معارض. ترحيله قد يشكل انتهاكاً لالتزامات بلغاريا الدولية.
لا يزال المعارض السعودي عبد الرحمن الخالدي قابعاً بمركز اللاجئين في بلغاريا بانتظار بتّ السلطات في قضية ترحيله، وذلك بعد تأجيل المحكمة الإدارية في صوفيا يوم الجمعة الماضي قضيته إلى 20 سبتمبر/أيلول المقبل تحت وقع مظاهرات أمام مبنى المحكمة تطالب بإطلاق سراحه ومنع ترحيله. وأعلن الخالدي في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بعد جلسة المحكمة عن دخوله في إضراب عن الطعام احتجاجاً على احتجازه، مضيفاً: "هذه السلطة مخصصة فقط لتدمير الإنسان، كرامة الإنسان هي أغلى ما أملكه، لذا: إضراب عن الطعام، حتى الحرية أو الموت!"، وقال الخالدي لموقع بلقان إنسايت (BIRN) إن إضرابه هو "رد فعل ضد سوء المعاملة والانتهاكات المستمرة والاحتجاز المستمر".
وتحتجز السلطات البلغارية عبد الرحمن الخالدي (مواليد الرياض 1993) في مركز احتجاز بوسمانتسي صوفيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021 التي وصلها سيراً على القدمين لطلب اللجوء بعد إقامته لمدة عشر سنوات بالمنفى، وسلمته وكالة أمن الدولة أمراً بالترحيل في 7 فبراير/شباط الماضي، بينما كانت قضية لجوئه لا تزال معلقة بعدما قضت المحكمة الإدارية في صوفيا، في 9 يناير/كانون الثاني الماضي، بوجوب منحه اللجوء. وقال الخالدي في 31 مارس/آذار إنه تعرض للضرب على يد حراس مركز اللجوء، وزعمت وزارة الداخلية البلغارية أن هذا كان عملاً من أعمال إيذاء النفس.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أصدرت بياناً في مارس/آذار الماضي تطالب السلطات البلغارية بعدم ترحيل الخالدي لأنه سيتعرض لخطر الاعتقال التعسفي والتعذيب والمحاكمة الجائرة إذا أعيد إلى بلاده، وقالت جوي شيا، باحثة سعودية في "هيومن رايتس ووتش": "أمضى عبد الرحمن الخالدي قرابة عقد يدافع عن حقوق الإنسان ويعرّض نفسه لمخاطر كبيرة، لكنه مهدد الآن بشكل كبير بالاحتجاز والتعذيب إذا رحّلته السلطات البلغارية إلى السعودية".
والخالدي هو ناشط حقوقي منذ أكثر من عقد ودافع عن حقوق السجناء في السعودية ويواجه الدعاية الرقمية الحكومية، بما في ذلك جيوشها الإلكترونية، وغادر السعودية في 2013 خوفاً على سلامته بسبب أنشطته وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن الخالدي مارس عمله الحقوقي في السعودية بين 2011 و2013 في إطار "جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية"، المعروفة أيضاً بـ "حسم". وبعد خروجه من السعودية واصل الخالدي نشاطه وعمل صحافياً معارضاً لسبع سنوات، كتب فيها مقالات تنتقد الحكومة السعودية، وكان نشطاً في حركة سعودية على الإنترنت أنشأها الصحافي الراحل جمال خاشقجي تسمى "جيش النحل"، سعت إلى مواجهة الحملات الدعائية الموالية للحكومة السعودية وجيوشها الإلكترونية.
وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن ترحيل الخالدي قد يشكل انتهاكاً لالتزامات بلغاريا الدولية، بما في ذلك المادة 3 من "اتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة"، التي تنص على أنه "لا يجوز لأية دولة طرف أن تطرد أي شخص أو تعيده أو أن تسلمه إلى دولة أخرى، إذا توافرت لديها أسباب حقيقية تدعو إلى الاعتقاد بأنه سيكون في خطر التعرض للتعذيب"، والمادة 33 من "الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين"، التي تنص على أنه "لا يجوز لأية دولة متعاقدة أن تطرد لاجئاً أو ترده بأية صورة من الصور إلى حدود الأقاليم التي تكون حياته أو حريته مهددة فيها بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائه السياسية". بلغاريا موقِّعة على كل من الاتفاقيتين.