أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أن بلاده تطالب بضمانات أقوى وإنهاء قضايا الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال أمير عبد اللهيان: "في موضوع الضمانات نحن بحاجة إلى نص أقوى وضمانات أقوى"، ملمحا إلى تلقي طهران وعودا أميركية شفهية بشأن حل الخلافات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعا إلى إدراجها بالاتفاق "ما ذكر شفهيا ويجب أن يدرج في النص هو ضرورة ابتعاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن السلوك السياسي وتركيزها على وظائفها".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده لن تقبل باستمرار "الاتهامات الواهية" للوكالة بعد عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي، مشددا على أن "حل قضايا الضمانات (اتفاق تابع لمعاهدة حظر الانتشار النووي) محل اهتمامنا الجاد".
وبشأن الرد الأميركي على تحفظات إيران على النص النهائي للاتحاد الأوروبي، المعروض على الطرفين، قال أمير عبد اللهيان إن طهران تعمل حاليا على دراسة هذا الرد، وبعد الانتهاء منه ستبعث ردها إلى المنسق الأوروبي.
وتابع أن "التوصل للاتفاق ليس بعيدا عن المتناول إذا تحلت أميركا بالواقعية وقمنا بتقوية النص الموجود".
وكالة إيرانية: ماكرون طالب الرئيس الإيراني بالتوسط لدى روسيا لحل الأزمة الأوكرانية
وفي السادس عشر من الشهر الجاري، كشف "العربي الجديد" نقلا عن مصادره بشأن طبيعة الرد الإيراني على النص المقترح من الاتحاد الأوروبي المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات والاتفاق النووي عن أن "المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي، وعد شفهيا (في الجولة التفاوضية الأخيرة) بأن تدفع واشنطن في اجتماع مجلس محافظي الوكالة باتجاه إغلاق ملف قضايا الضمانات، إذا أرسلت الوكالة لاحقاً، تقريراً أكدت فيه حلحلة خلافاتها مع طهران".
ولفتت المصادر حينها إلى أن إيران طالبت في ردها بـ"شفافية أكثر بشأن الملفين، وترجمة الوعود الأميركية إلى نص مكتوب" بالاتفاق، مشيرة إلى أن النص الأوروبي يقترح جدولاً زمنياً للتعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لحل قضايا الضمانات (اتفاق الضمانات تابع لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية) حتى الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة في سبتمبر/ أيلول، أو اجتماع استثنائي آخر لاحقا.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني في المؤتمر الصحافي أنه حمل رسالة أحد زعماء أوروبا بشأن الأزمة الأوكرانية إلى روسيا، مشيرا إلى أن هذا الزعيم الأوروبي الذي لم يكشف عن اسمه طالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالتوسط لدى روسيا لحل الأزمة.
وأكد أنه شارك نظيره الروسي "أفكارا" إيرانية حول التوصل إلى السلام ووقف الحرب. وذكرت وكالة "إيسنا" الإيرانية، اليوم، أن هذا الزعيم الأوروبي هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أجرى قبل فترة اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني.
لافروف: النص الأخير للاتفاق النووي الإيراني يناسب روسيا تماما
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، أن النص الأخير للاتفاق النووي الإيراني "يناسب روسيا تماما"، مشيرا إلى أن موسكو تسترشد بموقف إيران.
وقال لافروف في ختام محادثاته مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في موسكو: "ما هو يعتمد على روسيا، قمنا به منذ فترة طويلة. النص الحالي للاتفاق يناسبنا تماما، وسنسترشد بموقف أصدقائنا الإيرانيين".
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن موسكو وطهران تعملان على إبرام وثيقة للتعاون الشامل طويل الأمد في المجال الاقتصادي، فضلا عن السعي لإنشاء منطقة تجارة حرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وفيما تتعرض إيران وروسيا إلى عقوبات أميركية مشددة، كشف لافروف عن مباحثات بين البلدين لتحقيق التكامل في أنظمة المدفوعات بينهما.
في سياق آخر، تقدم لافروف لعبد اللهيان بالشكر على الموقف "المتزن" حيال أوكرانيا، مضيفا: "تحدثنا عن الوضع في أوكرانيا وحولها. أطلعنا الإيرانيين على الوضع الراهن بشيء من التفصيل، وكيف يتطور، وتقدمنا بالشكر على الموقف المتزن الثابت بهذا الخصوص".
وتابع قائلا: "تتفهم طهران القلق الروسي في مجال الأمن، وتعتبره مشروعا تماما، وتتفهم دوافعنا التي أثارت أعمالنا ردا على سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو المزعزعة للاستقرار".
وأفاد لافروف أيضا بأنه تبادل الآراء مع نظيره الإيراني حول قضايا إقليمية أخرى، بما فيها التسوية الشرق أوسطية، والأوضاع في أفغانستان وجنوب القوقاز والعراق واليمن ومنطقة بحر قزوين.
في المقابل، لم يتطرق لقاء الوزيرين إلى مسألة توريد مسيّرات إيرانية إلى روسيا، وفق ما كشفته الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في وقت سابق من اليوم، لافتة إلى أن هذه المعلومات كانت تروج لها وسائل الإعلام الأميركية.
وكان عبد اللهيان قد قال في تصريحات من مطار طهران قبيل توجهه إلى موسكو، التي وصل إليها الليلة الماضية، إنّ أحد أهم أهداف زيارته هو بحث حرب أوكرانيا، كاشفاً عن طلب من أطراف غربية لم يسمّها لإيران بلعب دور وساطة في حل الأزمة.
وأكد أمير عبد اللهيان أنّ "أطرافاً أوروبية طلبت من الجمهورية الإسلامية أن تضطلع بدور في حلّ الأزمة الأوكرانية والمساعدة لخفض المواجهات والعودة إلى طاولة التفاوض ووقف الحرب"، مشيراً إلى أنّ "هذا أحد الأهداف الرئيسة للزيارة".
وتابع أنه سيبحث في موسكو أيضاً أوضاع أفغانستان ومواضيع ثنائية.
من جهته، قال السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي إنّ مباحثات أمير عبد اللهيان في روسيا ستتناول أيضاً أوضاع سورية وقضايا شرق أوسطية أخرى، لافتاً إلى أنه أيضاً سيبحث عقد اتفاقية تعاون لـ25 عاماً مع الجانب الروسي بعد تقديم إيران مسودة الاتفاقية التي ردت روسيا عليها.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى روسيا في وقت دخلت فيه المفاوضات النووية التي تشارك فيها موسكو مرحلة حساسة مع توقعات بقرب التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي.