واصلت مجموعات "عرين الأسود" و"سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي، بإطلاق النار صوبها في محيط نابلس وجنين شمال الضفة، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، طاولت العشرات.
وقالت "عرين الأسود"، في بيان: "تم استهداف معسكر حوارة العسكري وحاجز حوارة المقامين جنوب نابلس فجر اليوم الثلاثاء، بصليات من الرصاص المبارك، وانسحب جُند العرين بسلام، انتظروا فالعرين يحمل بجعبته المزيد".
من جانبها، قالت "سرايا القدس- مجموعات جبع"، في بيان لها، "خاضت سرايا القدس (مجموعات جبع) فجر اليوم، اشتباكات عنيفة ضد قوات الاحتلال الصهيوني التي اقتحمت بلدة جبع جنوب جنين، حيث تصدى مجاهدونا للقوات المقتحمة وقاموا بالاشتباك معها، وتفجير عدة عبوات ناسفة".
وتأتي عمليات "العرين" و"السرايا" هذه في سياق عمليات يومية خلال الفترة الماضية، استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين في محيط نابلس وجنين شمالي الضفة.
في سياق آخر، شنّت قوات الاحتلال خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية عمليات اعتقال طاولت 29 فلسطينياً من محافظات الضفة الغربية، بينهم 13 من بلدة سلواد شرق رام الله، بينهم براء أحمد داود حامد، نجل الأسير أحمد داود حامد المحكوم بالسّجن المؤبد، والأسير السّابق عبد الرحيم بشكار من مخيم عسكر، والذي أفرج عنه في شهر مارس/آذار الماضي، بعد 20 عاماً، إضافة إلى أمير العزيزي شقيق الشهيد محمد العزيزي.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني، فقد اقتحمت قوات الاحتلال عدة منازل في سلواد وقامت بتخريب محتوياتها والاعتداء على أصحابها، مستخدمة الكلاب البوليسية، بينها منزل رئيس نادي الأسير قدورة فارس، في محاولة لاعتقال نجله ورد، إضافة إلى اقتحام وتخريب نادي سلواد الرياضي الذي طاولته أضرار كبيرة.
في شأن آخر، هدمت قوات الاحتلال الثلاثاء غرفة زراعية، واقتلعت 15 شجرة زيتون غرب بلدة دورا جنوب الخليل جنوبي الضفة.
مستوطنون يستولون على أرض جنوب المسجد الأقصى
في سياق آخر، يسود التوتر الشديد حي وادي حلوة من أراضي بلدة سلوان إلى الجنوب من المسجد الأقصى، بعد أن استولت مجموعات من المستوطنين على قطعة أرض تاريخية مملوكة لمواطنين في الحي، تُعرف بأرض الحمراء، وباشرت بأعمال تجريف فيها وتسييجها بالأسلاك الحديدية، ووضع منشآت عليها، فيما حصلت عدة إصابات في صفوف الأهالي بعدما اعتدت عليهم قوات الاحتلال.
واندلعت في أعقاب ذلك اشتباكات بالأيدي بين أهالي حي وادي حلوة من جهة، وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، استخدمت خلالها الهراوات وقنابل الصوت والغاز، ما أوقع العديد من الإصابات، فيما اعتقلت تلك القوات أربعة شبان، على ما أفاد بذلك "العربي الجديد" المواطن سمير سمرين.
وأشار سمرين إلى أن قوات الاحتلال استخدمت القوة المفرطة في اعتدائها على المواطنين، بدلاً من منع المستوطنين من الاستيلاء على قطعة الأرض التي تقع قريباً من المقر العام للجمعية الاستيطانية "ألعاد"، التي تدير عشرات البؤر الاستيطانية في البلدة.
وفي حديثه عن عملية الاستيلاء، أشار الباحث المتخصص في شؤون القدس رضوان عمرو، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن إدارة الأرض كانت تتبع لدير الروم الأرثوذكس في سلوان، وتديرها البطريركية اليونانية، وتم تأجيرها لعائلة سمرين بموجب عقد لزراعتها، في حين لا تزال قضيتها قيد النظر في محاكم الاحتلال.
ولفت عمرو إلى أن هذه الأرض من المواقع الاستراتيجية في بلدة سلوان، وهي ذات أهمية أثرية ودينية وتتاخم المسجد الأقصى من ناحيته الجنوبية. وقال: "إن هذه الأرض كانت جزءاً من النظام المائي لعين سلوان التاريخية، وكانت بالأصل بركتين عظيمتين لتجميع مياه العين والأقصى لخدمة سكان مدينة القدس، وهي ترتبط بمعجزات الشفاء التي عرف بها النبي عيسى قرب عين سلوان، وتعد بوابة القدس اليمانية التي دخل منها رسول الله محمد (ص) إلى القدس متوجهاً إلى المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج، ولها ارتباط بوجود نبي الله أيوب في السفح الجنوبي للأقصى".
ويمتد حي وادي حلوة، حيث تقع قطعة الأرض المستولى عليها، على مساحة 750 دونماً، ويُعتبر المدخل الشمالي الرئيسي لبلدة سلوان، والملاصق لسور القدس والمسجد الأقصى وإلى باب المغاربة، وتعاني الكثير من منازله من الانهيارات نتيجة وجود 21 حفرية أسفله، وتتوزع فيه أكثر من أربعين بؤرة استيطانية.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
من جانب آخر، قاد عضو الكنيست المتطرف يهودا غليك، اليوم الثلاثاء، اقتحاماً نفذه عشرات المستوطنين للمسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال، ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في باحاته، واستمعوا إلى شروحات مزورة حول الهيكل المزعوم.
على صعيد آخر، أصدر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة بياناً اليوم الثلاثاء، ندد فيه بإجراءات الاحتلال الأخيرة بحق المسجد، وسماحه لأعداد كبيرة من غلاة المتطرفين اليهود وشخصيات عامة من اليمين العنصري بتدنيس المسجد الأقصى.
وشدد مجلس الأوقاف على ضرورة وقف سلطات الاحتلال سياستها الداعمة لمثل هذه الخطوات العدائية بحق المسجد الأقصى، والتي تُعتبر الرافد الأول لافتعال الأزمات وتغذية العنف، فسلطات الاحتلال وحدها المسؤول الأول والأخير عن هذه الممارسات وعواقبها.
وقالت الأوقاف: "لن تغير ممارسات الاحتلال وتطلعاته في إظهار سيادته على المسجد الأقصى، عبر أصوات التحريض التي لا تتوقف، شيئاً حول إيماننا وتمسكنا بحقنا المتجذر في المسجد الأقصى المبارك مسجداً إسلامياً خالصاً للمسلمين وحدهم، لا يشاركهم فيه أحد كان وسيبقى بكل مساحته البالغة 144 دونماً وفضائه وأروقته ومصلياته ومكوناته".