قُتل وجُرح نحو 15 عاملاً لدى النظام السوري، اليوم الجمعة، إثر استهداف ثلاث حافلات بقذائف صاروخية، بالقرب من حقل نفطي بريف محافظة دير الزور، شرقي سورية، وسط توجيه أصابع الاتهام لخلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء الهجوم.
وقالت وكالة "سانا"، الموالية للنظام السوري، إن "اعتداء إرهابيا استهدف ثلاث حافلات تقل العاملين في حقل التيم النفطي بريف دير الزور"، فيما أكد وزير النفط لدى حكومة النظام، بسام طعمة، في تصريحات للتلفزيون السوري، أن الاستهداف أدى إلى مقتل "10 أشخاص وإصابة 4 آخرين، جراء هجوم إرهابي استهدف سيارات تبديل الوردية في حقل التيم النفطي بريف دير الزور"، موضحاً أن "الحافلة التي كانت تقل العاملين تعرضت لقذيفة صاروخية، والجرحى يتلقون العلاج في مشفى الباسل بدير الزور".
وادعى طعمة، أن "الشعب السوري يعاني من أزمة نفطية، والاحتلال الأميركي عبر أدواته ومجموعاته الإرهابية يريد قطع الجزء النفطي المتوفر الذي يؤمن الحد الأدنى من احتياجات الشعب السوري، ولذلك قاموا بهذا الاعتداء السافر على سيارات تبديل ودوريات العاملين في حقل التيم بشركة الفرات".
من جهة أخرى، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عن نتائج عملياتها خلال اليوم الأول من عملية "صاعقة الجزيرة"، التي بدأتها أمس الخميس، بالاشتراك مع "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، وقوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في مخيم "الهول"، الذي يضم عوائل من تنظيم "داعش"، وتل حميس بريف الحسكة الشرقي الجنوبي، شمال شرقي البلاد. مؤكدةً إلقاء القبض على 52 عنصراً من خلايا التنظيم كانوا يحتمون في المناطق السكنية ومزارع الأهالي، وفق بيانٍ لها.
وأكد البيان أن "القوات المشتركة انطلقت من تسعة محاور، حيث اتسعت رقعة عمليات التمشيط والمداهمات بعد محاولة بعض عناصر الخلايا الإرهابية الضغط على الأهالي لتأمين مخرج للهروب، إلا أن عمليات المداهمة الاستباقية والمباغتة التي نفذتها القوّات، أفشلت جميع محاولات العناصر الإرهابية بالاختفاء، وفرضت عليهم الاستسلام"، منوهةً بأنه "خلال عمليات التحقيق الأولية، اعترف المرتزقة بانخراطهم في العديد من العمليات الإرهابية، وتوفير الموارد المادية والتسليح لخلايا التنظيم الإرهابي، فيما كان عدد منهم يستعدون للقيام بعمليات إرهابية خلال عطلة عيد رأس السنة الميلادية".
"الإدارة الذاتية" تواصل ممارسات الاعتقال والتضييق على معارضيها
في سياق آخر، واصلت "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" سياسة التضييق والاعتقال لمعارضيها ضمن مناطق نفوذها، في ظل استمرار عمليات الخطف والتجنيد الإجباري للقاصرين من قبل "الشبيبة الثورية" التابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، و"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، الذراع الأمنية لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ولا سيما أعضاء وقيادات أحزاب "المجلس الوطني الكردي" المعارض.
وحصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مُطلعة، تؤكد اعتقال "الإدارة الذاتية" عضو اللجنة المركزية لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني – سورية"، حسين سليمان، يوم الأربعاء الماضي، بالإضافة إلى عضو اللجنة المنطقية للحزب، وعضو الهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكردستاني، بلند ملا إسماعيل، يوم الثلاثاء الماضي، في مدينة المالكية أقصى شمال شرق محافظة الحسكة، شمال شرقي البلاد.
وأكدت المصادر أن تنظيم "الشبيبة الثورية" المعروف محلياً باسم "جوانن شورشكر"، اختطف الطفلة سينم علي عبد الله، المقيمة في مخيمات الشهباء، والتي تنحدر من ناحية راجو بريف مدينة عفرين، لا سيما أن مخيمات الشهباء بريف حلب تخضع لسيطرة "الإدارة الذاتية".
من جانبه، ناشد "المجلس الوطني الكردي" في بيانٍ له، "الدول المعنية والمنظمات الحقوقية والإنسانية والرأي العام والدول المعنية بالشأن السوري، بالتدخل لوضع حدّ لهذه الانتهاكات"، مندداً بـ"الممارسات الترهيبية التي تطاول أعضاء المجلس والناشطين بغرض كمّ الأفواه وقمع أي نشاط سياسي".
وحمّل البيان "حزب الاتحاد الديمقراطي مسؤولية أي أذى يطال قياديها، وطالب بالإفراج الفوري عنهم"، وطالب المجلس بـ"الكف عن هذه الأعمال التي تؤدّي إلى مزيد من الهجرة، وتستهدف أي مسعى لوحدة الموقف الكردي، وتزيد من حالة القلق والاحتقان لدى عموم أبناء المنطقة الذين يعانون ظروفاً أمنية وحياتية صعبة".
وكان قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، قد وقع مع ممثلة "الأمم المتحدة" المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فرجينيا غامبا، عام 2019 خطة للالتزام من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن الـ 18، وعدم استخدامهم في الأعمال العسكرية.