يبدأ رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، مساء اليوم الخميس، زيارة رسمية إلى العاصمة المغربية الرباط، في بداية حراك ليبي جديد من أجل تجاوز الصعوبات التي تواجه المسار السياسي في البلاد، ولا سيما على مستوى الالتزامات الأمنية والعسكرية ومواعيد الانتخابات.
وينتظر أن يجري رئيس مجلس النواب الليبي، خلال الساعات المقبلة، أولى مباحثاته مع المسؤولين المغاربة، بلقاء رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، على أن يتبعه لقاء مماثل مع وزير الخارجية ناصر بوريطة.
وبحسب مصادر مغربية تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الزيارة الجديدة لصالح تأتي في سياق الجهود التي أعلن عنها وزير الخارجية، الأسبوع الماضي، خلال استقباله نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي، بإجراء لقاءات بين الأطراف الليبية للتغلب على الصعوبات التي تواجه المسار السياسي في البلاد، لافتة إلى أن المباحثات ستنصبّ حول مناقشة مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، خصوصاً بحث سبل تجاوز العراقيل التي تقف حجر عثرة أمام إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بالإضافة إلى دعم جهود تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وتحقيق استقرار ليبيا.
وتأتي زيارة صالح بعد أسبوع على الزيارة الرسمية التي قام بها نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى العاصمة المغربية، حيث أجرى مباحثات مع بوريطة، كشفت عن تعهد الرباط بتقديم الدعم لليبيا، من أجل التغلب على أي عراقيل تواجه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وكان وزير الخارجية المغربي قد أعلن، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب مباحثاته مع اللافي، أن لدى المملكة نية صادقة لدعم ليبيا في التغلب على أي عراقيل تواجه الانتخابات، وأن "ليبيا يمكنها دائماً الاعتماد على المغرب للمساهمة في التغلب على الصعوبات".
واعتبر بوريطة أن عملية الانتخابات هي التي ستحسم الشرعية الانتخابية، وأن الصعاب لن يتم تجاوزها إلا بالحوار الهادئ وتغليب المصالح الليبية، لافتاً إلى أن المملكة "ستكون دائماً بجانب ليبيا، تواكب جهودها وجهود المجموعة الدولية من دون أي تدخل أو أجندة، باستثناء أمن واستقرار ليبيا، لأن هذا الأمر مهم للمنطقة المغاربية لما تعرفه من تحديات".
وقال إن ليبيا قادرة على تجاوز الصعاب وتراكم عدد من الأمور المحبطة ضمن المسار السياسي، ولا سيما على مستوى الالتزامات الأمنية والعسكرية ومواعيد الانتخابات. ولفت إلى أن بلاده "لا تملك عصا سحرية، لكن لديها النية الصادقة وتعليمات جلالة الملك لفتح المجال دائماً أمام الليبيين لكي يتفاوضوا في ما بينهم، والتوصل إلى توافقات لتجاوز العراقيل".
وكان لافتاً خلال شهر يونيو/حزيران الماضي تسجيل حراك ليبي بالرباط، من خلال أول زيارة رسمية قادت رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى الرباط منذ توليه منصبه في فبراير/شباط الماضي.
كما أجرى كل من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري، في 25 يونيو/ حزيران الماضي، مباحثات بشكل منفصل، مع كل من رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي ورئيس مجلس المستشارين عبد الحكيم بنشماس، ووزير الخارجية ناصر بوريطة.
إلى ذلك، ينتظر أن تنعقد اللجنة القنصلية المشتركة خلال الأيام المقبلة، للنظر في كل القضايا التي تهم الجاليتين الليبية والمغربية، وكيفية الحفاظ على هذا الرصيد البشري المهم، الذي يشكل نقطة حوار أساسية في العلاقات الثنائية. كما ينتظر تنظيم منتدى لرجال الأعمال المغربيين-الليبيين.