فيما تستعدّ ساحات لبنان، اليوم السبت، لاستقبال منتفضي "17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019"، للاحتفال بالذكرى الأولى للاحتجاجات الشعبية، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إنه ما زال مستعداً للعمل مع الأطراف السياسية لتحقيق المطالب الإصلاحية للشعب.
وأوضح عون على حسابه الرسمي في "تويتر"، تزامناً مع مرور عام على بدء الاحتجاجات الشعبية، أن "الوقت لم يفت بعد"، و"يدي لم تزل ممدودة للعمل سوياً على تحقيق المطالب الإصلاحية، إذ لا إصلاح ممكناً خارج المؤسسات".
بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية، يدي لم تزل ممدودة للعمل سوياً على تحقيق المطالب الإصلاحية، إذ لا إصلاح ممكناً خارج المؤسسات، والوقت لم يفت بعد.
— General Michel Aoun (@General_Aoun) October 17, 2020
وفي السياق ذاته، علّق السفير البريطاني كريس رامبلينغ، على الذكرى الأولى للاحتجاجات، في تغريدة جاء فيها أن "الكل يعرف ما يجب أن يحدث، هناك سبب للأمل".
على لبنان أن يجد طريقه للعودة إلى الاستقرار والازدهار. الكل يعرف ما يجب أن يحدث، والمجتمع الدولي يبقى متحداً حول وجوب القادة أن يحققوا إنجازات حيث فشلوا حتى الآن. إن الإصلاحات العاجلة و حكومة جديدة فعّالة، مع وضع المصلحة الشخصية والمجتمعية جانباً، أصبحت أكثر أهمية الآن. ٣/٧
— Chris Rampling (@crampling) October 17, 2020
وتابع: "هناك الآن نقاش مفتوح حول حجم التغييرات الضرورية، والقضايا التي لطالما كانت من المحرمات"، دون توضيح ذلك.
هناك سبب للأمل. هناك الآن نقاش مفتوح حول حجم التغييرات الضرورية، والقضايا التي لطالما كانت من المحرمات. هناك أشخاص طيبون في أجزاء من الإدارة، وهم بحاجة إلى الدعم. ٤/٧
— Chris Rampling (@crampling) October 17, 2020
وتستعدّ ساحات لبنان اليوم لاستقبال منتفضي "17 أكتوبر/ تشرين الأول 2019"، بعد مرور عامٍ على صرخةِ شعبٍ نزل إلى الشارع بالآلاف، وحطَّمَ حواجز الطائفية، وعرّى الطبقة السياسية الحاكمة، وأنزل الزعماء عن عروش الاستقواء والتسلّط، فأفقدهم هيبتهم، ولا سيما في بيئتهم الخاصة ومعاقلهم، التي استعادت صوتها الحرّ.
وفي الذكرى الأولى لتحركات رفعت شعار "كلن يعني كلن" ووحّدت اللبنانيين للمرّة الأولى، حتى في الأعلام والأناشيد الوطنية، وكسر صورة الرايات واللافتات الحزبية، تعيش الانتفاضة خطر البقاء والصمود، في ظل تراجع الزخم، وصعوبة تكرار مشهد الحشود التي ملأت السّاحات لأسباب كثيرة. من هذه الأسباب، خرق الأحزاب للتحركات والمجموعات، ما أضرّ بمدنية الثورو وموضوعيّتها، وافتعال أعمال شغب أحدثت قلقاً في صفوف المعتصمين، ولا سيما العائلات التي فضّلت عدم تعريض حياة أولادها للخطر، بالإضافة إلى عوامل عدة، أهمها فيروس كورونا الذي فرض خروج المنتفضين من الشارع بعد أشهرٍ من التحركات، وفقاً لما صرحت به المواطنة سارة ياسين لـ"العربي الجديد".
وتتواصل التحضيرات في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت للاحتفال بالذكرى الأولى. وتجمّع مئات الناشطين رافعين الأعلام اللبنانيّة وشعارات ثوريّة من قبيل: "ثورة، الشعب يريد إسقاط النظام".
وفي صيدا (جنوب لبنان) بدأت مجموعات من الحراك في فعاليات ضمن مسير سيارات يجوب الشوارع والأحياء، وصولاً إلى ساحة المدينة.
وانطلقت من صيدا حافلات تقلّ عدداً من الناشطين من الحراك للمشاركة في التحرك المركزي في وسط بيروت إحياء للذكرى.
أمّا في عاصمة الشمال طرابلس، فنظمت مجموعات ثوريّة مسيرة راجلة ضمّت المئات، وجابت شوارع المدينة، وصولاً إلى ساحتها المركزية.
ونفذ ناشطون جدارية بشرية على شكل العلم اللبناني، وسط هتافات مطلبية وثوريّة تناولت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تخيّم على البلاد.
وفي البقاع اللبناني (وسط)، يستعد مئات الناشطين للانطلاق من بلدة تعلبايا البقاعيّة من أجل المشاركة بالاحتفال الرسمي في وسط بيروت.