شنّت الطائرات الحربية الروسية، صباح اليوم السبت، غارات جوية على مناطق عدة في ريفي إدلب واللاذقية شمال غربيّ سورية، بالتزامن مع قصف مدفعي لقوات النظام السوري على ريف حماة الغربي وريفي إدلب الجنوبي والشمالي.
في غضون ذلك، تتواصل الاشتباكات في محيط بلدة عين عيسى، بريف الرقة الشمالي بين القوات التركية وفصائل الجيش الوطني من جهة، و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والنظام السوري من جهة أخرى، وسط قصف متبادل، فيما تتواصل أيضاً المظاهرات في أنحاء مختلفة من البلاد، إحياءً للذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن طائرات حربية روسية استهدفت حرش قرية بينين في جبل الزاوية جنوب إدلب، وقرية بكفلا في ريف جسر الشغور الشمالي بعدة صواريخ فراغية، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي لقوات النظام استهدف قرية القرقور بريف حماة الغربي وقرية معرة النعسان بريف إدلب الشمالي، إضافة إلى قرى جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
إلى ذلك، دوى انفجار في محيط مدينة إدلب، نتيجة استهداف حاجز أمني يتبع لـ"هيئة تحرير الشام" بقذيفة "آر بي جي" فيما سمعت أصوات إطلاق نار في الموقع، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات في صفوف العناصر. والحاجز المعروف بـ"الرام" هو المسؤول عن تدقيق حركة الدخول والخروج من مدينة إدلب نحو الشمال والمناطق الحدودية.
من جهته، ذكر "جهاز الأمن العام" التابع لـ"هيئة تحرير الشام" في بيان له أمس الجمعة أنه قام بثلاث عمليات دهم متزامنة ضد أوكار خلية تتبع لتنظيم داعش، اثنان منها في مدينة إدلب، والآخر في مدينة حارم شمال غربي المحافظة.
وأوضح البيان أن عمليات "التحرّي والرصد المطوّلة، كشفت خلية من خمسة أشخاص تابعين لتنظيم داعش تعمل في مجال الاغتيالات وزرع العبوات في المناطق المحررة"، مشيراً إلى وقوع اشتباك في منطقة حارم خلال مداهمة موقعين لخلية داعش، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد الخلية واعتقال آخر. كذلك قُتل عنصر من داعش وآخر من "تحرير الشام" في المداهمة الثانية بإدلب بعد أن تمترس أفراد الخلية بعائلة من الأهالي، بحسب البيان.
وأضاف البيان أن عمليات الدهم أدت كذلك إلى ضبط أسلحة متنوعة وقذائف وأحزمة ناسفة.
وتنشط في مناطق شمال غربي سورية خلايا تابعة لتنظيم داعش وأخرى للنظام السوري، متهمة بتنفيذ اغتيالات ضد الفصائل وتدبير تفجيرات في المناطق المدنية والعسكرية.
وفي شمال شرقي البلاد، أعلنت وزارة الدفاع التركية، "تحييد" 14 عنصراً من "قسد". وذكرت الوزارة في تغريدة لها على "توتير" أنه تم بنجاح منع محاولات هجوم على منطقتي "نبع السلام" و"درع الفرات"، وتحييد 12 عنصراً في أثناء محاولتهم استهداف منطقة "نبع السلام"، وحُيِّد اثنان آخران حاولا التسلل إلى منطقة "درع الفرات"، وفق الوزارة.
إلى ذلك، تواصلت الاشتباكات فجر اليوم في محيط بلدة عين عيسى، عاصمة "الإدارة الذاتية" الكردية في ريف محافظة الرقة الشمالي، بين القوات التركية وفصائل الجيش الوطني من جهة، وقوات "قسد" والنظام السوري من جهة أُخرى، حيث تركزت تلك الاشتباكات قرب بلدة معلق في الجهة الغربية لعين عيسى، في محاولة من القوات التركية والجيش الوطني للتقدم باتجاه الطريق التي تصل عين عيسى بمدينة عين العرب (كوباني)، وسط قصف صاروخي متبادل تشهده المنطقة. وكانت المنطقة ذاتها قد شهدت الليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهما.
إلى ذلك، شهدت بلدة كناكر بريف ريف دمشق الغربي، ومناطق سورية أخرى أمس الجمعة، مظاهرات إحياءً للذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن عشرات الأشخاص تجمعوا في بلدة كناكر، ورددوا هتافات تنادي بإسقاط نظام الأسد وخروج المعتقلين في سجونه، وأكدوا استمرار الثورة السورية.
وكانت كناكر قد وقّعت اتفاقاً للتسوية مع النظام، مشابهاً للاتفاقات في مدن وبلدات درعا والقنيطرة، حصل المقاتلون من الفصائل بموجبه على ورقة تسوية لعدم ملاحقتهم.
وفي محافظة دير الزور، شارك العديد من الأهالي في مظاهرة قرب دوار المدينة الصناعية شماليّ المحافظة، هتفوا خلالها للثورة السورية ونادوا بإسقاط النظام ورفعوا علم الثورة.
وكذلك، شهدت العديد من المناطق السورية في الشمال السوري بأرياف إدلب وحلب أمس مظاهرات شعبية كبيرة بهذه المناسبة، فيما شهدت مدينة الرقة استنفاراً عسكرياً لمليشيا قسد، وذلك بسبب رفع علم الثورة السورية فوق جامع النور في شارع باسل وسط المدينة، ما دفع عناصر المليشيا إلى إنزاله.
وفي محافظة السويداء جنوبيّ البلاد، قتل شخص وأصيب آخرون بجروح أمس الجمعة جراء إطلاق رصاص بالقرب من أحد طوابير الانتظار أمام محطة وقود في قرية "الهيات" بريف السويداء الغربي.
وذكر موقع "السويداء 24"، أن خلافاً نشب بين مجموعة من الشبان على طابور الانتظار، تطور إلى إطلاق نار، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخرين.