غالانت تعليقاً على استهداف قيادي في حزب الله: لا نريد حرباً لكننا نستعد لكل الاحتمالات

31 يوليو 2024
غالانت خلال تفقده موقع حادثة مجدل شمس، 28 يوليو 2024 (آرييل هيرموني/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **استهداف القيادي في حزب الله وتصريحات إسرائيلية:** أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت عن استهداف القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكداً أن إسرائيل في حالة تأهب قصوى ومستعدة للرد على أي هجوم.

- **اغتيال إسماعيل هنية ومحادثات مع الولايات المتحدة:** بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، أجرى غالانت مكالمة مع وزير الدفاع الأميركي، مشيداً بالدعم الأميركي ومؤكداً أن اغتيال شكر هو رد على مقتل 12 طفلاً في مجدل شمس.

- **ردود فعل دولية ومحلية:** دعا وزير الخارجية الإسرائيلي إلى تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، بينما أكد حزب الله استشهاد عدد من المواطنين. عقد رئيس الحكومة اللبنانية لقاءات دبلوماسية، وأكد السفير الفرنسي استمرار جهود التهدئة.

جاءت تصريحات غالانت بعد اغتيال هنية في طهران

حزب الله أكد وجود القيادي في المبنى المستهدف لكن لم يؤكد استشهاده

قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الأربعاء، متطرّقاً إلى عملية استهداف القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الثلاثاء، إن "التنفيذ كان مركزاً وعالي الجودة ومحدوداً". وأضاف غالانت، خلال جولة ميدانية التقى فيها جنوداً إسرائيليين: "لا نريد حرباً، لكننا نستعد لكل الاحتمالات. وسنقوم بعملنا على جميع المستويات".

وجاءت تصريحات غالانت بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في طهران فجر اليوم، غير أنّه لم يتطرّق إليه. ويستبعد أن تعلن إسرائيل بشكل مباشر مسؤوليتها عن الاغتيال الذي جرى على الأراضي الإيرانية، أو أن تتطرق إليه على المستوى الرسمي. إلى ذلك، وفي مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بعد الظهر، زعم غالانت أن "إسرائيل غير معنية بالتصعيد"، وأنها "تعمل للتوصل إلى صفقة تعيد المختطفين". وجاء في بيان صادر عن مكتبهما: "في محادثتهما، قال وزير الأمن لوزير الدفاع إن اغتيال رئيس أركان حزب الله سيد محسن (لقب القيادي في حزب الله فؤاد شكر)، هو ردّ مباشر على مقتل 12 طفلاً في مجدل شمس. وشدّد الوزير غالانت على أن إسرائيل لا تنوي تصعيد الوضع، ولكنها في حالة تأهب قصوى على مختلف الأصعدة، ومستعدة للرد على أي محاولة هجوم من جانب حزب الله. وشكر غالانت أوستن على موقفه الثابت إلى جانب إسرائيل وعلى الدعم العلني الذي قدمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أعدائها".

وتابع البيان: "خلال المحادثة، شدد الوزير غالانت على أنه في هذه الأوقات بشكل خاص، تعمل إسرائيل من أجل التوصل إلى مقترح يسمح بعودة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة). وقال وزير الأمن للوزير أوستن إن العلاقات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة هي عنصر أساسي في مكانة إسرائيل الإقليمية وفي ردع إيران ووكلائها".

 بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن السبيل الوحيد لمنع "حرب شاملة" مع حزب الله هو التنفيذ الفوري لقرار الأمم المتحدة الذي يحظر وجود الفصائل المسلّحة في جنوب لبنان قرب الحدود مع إسرائيل. وذكر كاتس أنه بعث برسالة إلى العشرات من نظرائه يدعوهم فيها إلى تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الذي صدر في نهاية حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله.

ويحظر القرار وجود أي فصائل مسلحة بين نهر الليطاني اللبناني والحدود التي يقع النهر على بعد عدة كيلومترات منها. وكتب كاتس في الرسالة "إسرائيل لا ترغب في حرب شاملة، لكن السبيل الوحيد لمنعها هي التنفيذ الفوري للقرار 1701". ولم يؤكد حزب الله حتى الساعة استشهاد شكر، لكنه أقرّ بوجوده في المبنى الذي جرى استهدافه بالغارة الإسرائيلية.

وقال حزب الله، في بيان صباح اليوم الأربعاء: "كما بات معروفاً، قام العدو الصهيوني بالاعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس الثلاثاء، حيث استهدف مبنى سكنياً في أحد أحيائها، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين ‏وإصابة آخرين بجراح وحصول دمار كبير في عدد من طوابق المبنى.‏ وكان القائد الجهادي الكبير الأخ السيد فؤاد شكر (الحاج محسن) حينها موجوداً في هذا المبنى". وأضاف: "تعمل فرق الدفاع المدني منذ وقوع الحادثة على رفع الأنقاض بشكل حثيث، ولكن ببطء نظراً لوضعية ‏الطبقات المدمرة، وما زلنا حتى الآن بانتظار النتيجة التي سيصل إليها المعنيون في هذه العملية في ما ‏يتعلق بمصير القائد الكبير والعزيز ومواطنين آخرين في هذا المكان، ليبنى على الشيء مقتضاه".

وكان المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي قد زعم في بيان أمس، مقتل شكر في الغارة. وقال المتحدث: "في عملية اغتيال، هاجمت طائرات مقاتلة منطقة بيروت، بتوجيه من المخابرات، وقتلت فؤاد شكر "سيد محسن"، القائد العسكري الأعلى في حزب الله". وكان الاحتلال الإسرائيلي قد توعّد بالرد على ما قال إنه هجوم لحزب الله على مجدل شمس في الجولان السوري المحتل السبت، أدى إلى مقتل 12 شخصاً، نفى حزب الله نفياً قاطعاً مسؤوليته عنه.

وبحسب الحصيلة غير النهائية، فقد استشهد أربعة مدنيين لبنانيين، بينهم طفلان شقيقان، وجُرح 74 شخصاً من جراء الاستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية لبيروت، ووفق معلومات "العربي الجديد" فإنّ غالبية الجرحى خرجوا من المستشفيات بعد تلقي العلاج اللازم. سياسياً، عقد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي سلسلة لقاءات دبلوماسية في السراي الحكومي، في إطار مواكبة التطورات الأخيرة، لا سيما الغارة الإسرائيلية على منطقة الضاحية، وذلك بعد ترؤسه جلسة طارئة للحكومة لبحث المستجدات الأخيرة. وفي السياق، قال السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو بعد لقائه ميقاتي: "نحن للأسف في وضع حذّرنا منه دائماً، ولقد دعونا باستمرار الأطراف المعنية لعدم التصعيد، لأننا كنا ندرك أن كل شيء قد يحصل في حال وجود توتر، وللأسف نحن الآن في الوضع الذي توقعناه، ولهذا بذلنا الكثير من الجهد في الأشهر الأخيرة لمحاولة تلافي التصعيد"، مؤكداً أن فرنسا ستستمرّ في جهودها، ولا أسباب لديها لعدم الاستمرار في مساعيها للتهدئة.

المساهمون