غزة: استشهاد ثلاثة قادة للمقاومة

سقط نحو 36 شهيداً، بينهم ثلاثة قادة من حركة المقاومة، خلال الساعات الماضية، بعد استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزّة، عقب الهدن المتتالية، وذلك بعد فشل المفاوضات في القاهرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية الوسيط المصري، في التوصل الى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

وأعلنت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، اليوم، استشهاد ثلاثة من كبار قادتها في غارة اسرائيلية استهدفت منزلاً في مدينة رفح فجر اليوم. وقالت في بيان إن "كتائب القسام تزف الى شعبنا وأمتنا شهداءها القادة: محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم". 

وأكّد القيادي في حركة "حماس" مشير المصري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المقاومة في غزة وفي مقدّمها كتائب "القسام" تعمل بنفس طويل، وأن اغتيال أي قائد للمقاومة لا يعني انهيارها ولا انكسار معنوياتها، متعهداً بأن ترد "حماس" "الصاع صاعين" على جرائم الاحتلال.

وأشار المصري إلى أن المقاومة لا تزال تمتلك أوراقاً من القوة، وأن سلاحها لم ينضب، وأن الرهان على إنهاكها خاسر، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني قدّم قادته في سبيل القضية على مدار تاريخ نضاله.

بدوره، اعتبر المتحدث باسم "حماس" سامي أبو زهري، اغتيال قادة "القسام" في رفح جريمة إسرائيلية كبيرة، لن تفلح في كسر إرادة الشعب أو إضعاف المقاومة، مؤكداً أن "إسرائيل ستدفع ثمنها".

وفي حصيلة المجازر الاسرائيلية، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة إن "الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت بصواريخ عدة منزلاً في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 7 فلسطينيين بينهم مسنان، وإصابة نحو 42 آخرين".

كما أعلن مصدر طبي في مجمع الشفاء، استشهاد أربعة فلسطينيين استهدفتهم صواريخ الاحتلال في مقبرة الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، خلال تشييعهم أقارب لهم استشهدوا في وقت سابق. وأضاف أن الشهداء هم محمد طلال أبو نحل، ورامي أبو نحل وعبد طلال شيوخ وهيثم طافش.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية، فجر اليوم، منزلاً في حي تل السلطان غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط أربعة شهداء، وإصابة 27 آخرين بجروح متفاوتة. كما استُشهد فلسطيني عمره23 عاماً في قصف استهدف مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع.

وفي وقت سابق، قال القدرة إن "عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية، على قطاع غزة المتواصلة منذ السابع من شهر يوليو/تموز الماضي، ارتفع إلى 2054 شهيداً، فضلاً عن إصابة 10251 بجروح متفاوتة"، يُضاف إليهم شهداء وجرحى المجازر الأخيرة لترتفع الحصيلة إلى 2069 شهيداً وآلاف الجرحى.

واستأنفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدوانها على القطاع وارتكاب المجازر بعد انتهاء الهدنة المؤقتة ليل الثلاثاء ــ الأربعاء.

في المقابل، أعلنت "القسام"، قصف مستوطنة نير عوز بـ 12 قذيفة هاون من عيار 120، وكذلك مدينة أسدود المحتلة بصاروخي "قسام"، ومستوطنة سديروت بثلاثة صواريخ من الطراز نفسه.

بدورها، تبنّت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، قصف مفتاحيم بأربعة صواريخ 107 و3 صواريخ من طراز "سي كي 8"، ونير إسحاق في مجمع أشكول. وقالت مصادر إسرائيلية: إن هذا القصف أدى الى وقوع أضرار بالغة في مبنى بالمنطقة، فيما أُصيب إسرائيلي في القصف نفسه.

وعلى صعيد المفاوضات المتعثرة في القاهرة، غادر القاهرة، مساء أمس، وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" متوجهاً إلى العاصمة القطرية الدوحة، بعد فشل المفاوضات من أجل التوصل إلى تهدئة.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر أمني في مطار القاهرة لم تذكر اسمه أن "الوفد ضم عدداً من أعضاء "حماس "برئاسة موسى أبو مرزوق، القيادي في الحركة، وتوجهوا إلى قطر". وفي وقت سابق، كان قد غادر أعضاء من الوفد الفلسطيني المشارك في المفاوضات إلى رام الله عن طريق الأردن.

 وكان الوفد الإسرائيلي المفاوض قد غادر القاهرة في وقت سابق، بعد تلقيه أوامر من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بزعم خرق فصائل المقاومة الفلسطينية التهدئة المؤقتة وإطلاق الصواريخ على المدن المحتلة.