تسود حالة من الغضب في شمال غرب باكستان، بعد تظاهرات في مختلف مناطق البلاد، احتجاجاً على مقتل أربعة شباب من عناصر نقابة شبابية في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية المحاذية للحدود الأفغانية.
وشهدت مناطق مختلفة من باكستان تظاهرات، منذ أمس الإثنين، تطالب الحكومة الباكستانية وأجهزة الأمن، باعتقال الضالعين في مثل هذه القضايا.
وخرجت التظاهرات حتى الآن في كل من العاصمة إسلام آباد ومدينة بشاور مركز إقليم خيبربختنخوا، ومدينة كويته مركز إقليم بلوشستان، والمقاطعات القبلية ومناطق أخرى من شمال غرب البلاد، وأعرب المتظاهرون عن غضبهم وقلقهم الشديدين حيال القضية.
وفي هذا الشأن، قال زعيم حركة الحماية عن البشتون منظور بشتين، في اجتماع قبلي في شمال وزيرستان، "إننا لا نتوقع الأمن من الحكومة، ونحث القبائل على تنظيم صفوفها من أجل إحلال الأمن والسلام في مناطقها، وحماية نفسها".
كما دانت الحركة الوطنية الشعبية (جماعة قومية أنشئت أخيراً وتضم قيادات مختلفة من المنشقين عن الأحزاب البشتونية في باكستان) عملية قتل الشباب الأربعة. وقال زعيم الحركة، وهو عضو البرلمان محسن داور (القيادي السابق في حركة الحماية عن البشتون)، في بيان، "ندين بشدة القتل الممنهج لأبناء قبائل المنطقة، ونعلن تنظيم احتجاجات في مختلف مناطق البلاد".
وكان الحادث قد وقع، مساء الأحد، بعد أن قام مسلحون يستقلون دراجات نارية، بإطلاق النار على الشباب في منطقة حيدر خيل بمقاطعة شمال وزيرستان، ما أدى إلى مقتلهم على الفور.
وكان من بين القتلى الشاب سيد أحمد، وهو الناشط الذي كان يطلب عبر منصات التواصل الاجتماعي من الحكومة الباكستانية وقف الحرب في المناطق القبلية، وأن تهيئ لهم فرصة التعليم "لا التدريب من أجل مواصلة الحرب"، على حدّ قوله.
وفي الآونة الأخيرة، ارتفعت وتيرة حوادث الاغتيالات في صفوف أبناء القبائل، كما أن المنطقة تشهد أعمال عنف بشكل مستمر.
وفي السابق، كانت تُوجَّه أصابع الاتهام إلى حركة طالبان باكستان، وهي كانت تتبنى بعض تلك الأعمال، غير أنها أعلنت منذ الثاني من الشهر الجاري وقف إطلاق النار مع الحكومة الباكستانية إلى أجل غير معلوم، وبالتالي هناك تساؤلات لدى القبائل حول الجهة التي تقف وراء أعمال العنف والاغتيالات.