دعا الرئيس الأفغاني أشرف غني، خلال زيارته إلى قطر، إلى "التحلي بالشجاعة لإعلان وقف إطلاق النار حتى يتم الانتقال إلى السلام في بلاده".
وقال غني، في محاضرة حول "بناء السلام في أفغانستان"، في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، اليوم الثلاثاء، إنّ "السلام يجب ألا يكون سلام الفصائل، بل سلام الشعب الأفغاني".
وأضاف أنّ ما يجري في بلاده "ليست حرباً أهلية، وإلا لكانت انتهت منذ فترة طويلة ولكنها حرب إقليمية"، مشيراً إلى أنّ "هناك اتفاقاً بين أبناء الشعب الأفغاني على تحقيق السلام، وهناك إجماع إقليمي قوي على دعم التوصل إلى السلام في البلاد".
محاضرة يلقيها فخامة الرئيس الأفغاني د. محمد أشرف غني، في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني https://t.co/yS254XuOUm
— المركز العربي (@ArabCenter_ar) October 6, 2020
ووجه الرئيس الأفغاني الشكر لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والحكومة القطرية، على استضافة الدوحة مفاوضات السلام الجارية بين الوفد الحكومي، الذي يمثل مختلف أطياف الشعب الأفغاني ووفد حركة "طالبان"، وقال إنّ قطر أبدت التزاماً دائماً بدعم عملية السلام في أفغانستان.
ودعا غني حركة "طالبان" إلى التحلّي بالشجاعة لقبول الآخر ووقف إطلاق النار للمضي في تحقيق السلام في أفغانستان، مؤكداً الرغبة في التوصل إلى حل سلمي للنزاع، ومشدداً على ضرورة إشراك الشعب الأفغاني في عملية صناعة السلام.
وقال إنّ الإسلام "يوحد الشعب الأفغاني، ولدينا في أفغانستان دستور منسجم مع الإسلام في العديد من مواده. وهو الإطار الذي يوحد الشعب الأفغاني، ولدينا تجربة ديمقراطية في بلادنا الآن وانتقال للسلطة، والشعب هو من يقرر من يكون على سدة الحكم".
وبشأن الحوار الأفغاني - الأفغاني في الدوحة، ذكر الرئيس أنّ فريق التفاوض الأفغاني يحظى بثقته المطلقة وبثقة الشعب الأفغاني، مؤكداً دعمه الكامل له، وقال إنّ "الحرب لا يوجد فيها منتصر، والشعب الأفغاني هو المنتصر حين تحقيق السلام".
واكد أنّ لدى حكومته "الشجاعة لتخطو الخطوة المطلوبة نحو السلام، ولديها التزام بسلوك الطريق الصعب".
وعن تأثيرات الحرب على بلاده، أشار غني إلى أنّ أفغانستان فقدت أكثر من 310 مليارات دولار خلال السنوات الماضية، وتكبّدت ملايين اللاجئين بسبب الحرب، مبيناً أنّ 90% من الشعب الأفغاني يعيش على أقل من دولارين في اليوم.
وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية الأفغاني محمد حنيف أتمار، حركة "طالبان" إلى الاتفاق على خفض فوري للعنف في أفغانستان.
وأمس الإثنين، ذكر مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني سلطان بركات، في بيان صحافي، أنّ محاضرة الرئيس غني "تأتي في وقتٍ حاسم بالنسبة لعملية السلام الجارية بين الأطراف الداخلية الأفغانية في الدوحة، مما يتيح الفرصة للاستماع إلى الرئيس غني، الذي سيسلط الضوء على التحديات الحرجة التي تواجهها أفغانستان، ورؤيته لمستقبلٍ مستدام بعد التسوية".
CHS Doha - live via https://t.co/xEpm6rvcDR https://t.co/64PBY3E6zS
— CHS Doha (@onlineCHS) October 6, 2020
وانتخب غني رئيساً لجمهورية أفغانستان، في سبتمبر/ أيلول 2014، كما شغل منصب وزير المالية في أفغانستان بين عامي 2002 و2004، فضلاً عن شغله منصب عميد في جامعة كابول.
وكان الرئيس الأفغاني قد وصل، في وقت سابق، إلى الدوحة في زيارة رسمية، والتقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الديوان الأميري، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها.