حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الاثنين، من أن "النزاع في السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة"، مديناً الاقتتال الدائر بين طرفي النزاع (الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع)، داعياً في الوقت ذاته إلى وقف الأعمال العدائية.
وجاءت تصريحات غوتيريس خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، عُقدت على مستوى رفيع، ترأسها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الحالي.
وعقدت الجلسة لنقاش "فَاعِلية التعددية الدولية في أوقات الصراعات". وتختار في العادة الدول التي ترأس مجلس الأمن جلستين أو أكثر للتركيز عليها خلال رئاستها وتعقدها على مستوى رفيع.
As the world faces a range of new and emerging challenges, the need for global cooperation and reinvigorated multilateralism is as important as ever.
— United Nations (@UN) April 24, 2023
Monday is #DiplomacyDay: https://t.co/m5lDVBrick pic.twitter.com/9nb8YJDSqH
واستهل غوتيريس إحاطته بالحديث عن الأوضاع في السودان داعياً إلى "وقف العنف"، ومحذراً من أن "تفاقم الأوضاع بشكل كارثي في السودان يمكن أن يطاول المنطقة بأكملها وما هو أبعد".
وقُتِل 427 شخصاً وجرح 4000 تقريباً خلال عشرة أيام من المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب آخر إحصائية للأمم المتحدة.
وأكد غوتيريس "استمرار عمل البعثة الأممية داخل وخارج السودان"، داعياً إلى وقف الأعمال العدائية في السودان والسماح بإجلاء المدنيين.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة "القصف العشوائي للمناطق المدنية، بما في ذلك المنشآت الصحية".
وشدد على ضرورة أن يتمكن المدنيون من الوصول إلى الغذاء والماء والإمدادات الأساسية الأخرى، كما السماح والتمكن من إخلائهم من مناطق القتال.
Continued clashes in #Sudan are leading to acute shortages of food, water, medicines and fuel. Prices of essential items have skyrocketed.
— UN Humanitarian (@UNOCHA) April 24, 2023
The fighting must stop. People need access to urgent aid and basic services.
وأكد أنه "على تواصل مستمر مع طرفي النزاع ودعوتهما لنزع فتيل التوترات والعودة إلى طاولة التفاوض"، مردفاً: "علينا جميعاً أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان عن حافة الهاوية"، مجدداً الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.
إلى ذلك، أوضح أن "الأمم المتحدة ليست بصدد مغادرة السودان"، مضيفاً أن الهيئة الدولية "تعيد تنظيم وجودنا في السودان كي نتمكن من مواصلة دعمنا للشعب السوداني"، مؤكداً "التزامنا تجاه الشعب السوداني، دعماً لرغبته في مستقبل ينعم فيه بالأمن والسلام. نقف إلى جانبه في هذه الأوقات العصيبة".
وحول التعددية الدولية، قال غوتيريس: "يمثل إنشاء الأمم المتحدة في عام 1945 أفضل محاولة للبشرية لمنع أي تكرار لأهوال الحربين العالميتين والمحرقة".
وتابع قائلاً: "على مدى السنوات الـ78 الماضية، تماسك النظام متعدد الأطراف وحقق بعض النجاحات الملحوظة".
وتوقف غوتيريس مطولاً عند التعددية الدولية ونجاحاتها، وأشار إلى عدد منها قائلاً: "أثبتت الحلول متعددة الأطراف القدرة على حل التحديات المتعددة، من طبقة الأوزون إلى القضاء على شلل الأطفال وغيرها الكثير، وما كان هذا التقدم ممكنا لولا وقوف بلدان العالم معاً، كأسرة بشرية متعددة الأطراف".
وتتولى روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي في إبريل/نيسان. وسافر وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى مقر الأمم المتحدة ليترأس اجتماع اليوم الاثنين، وجلسة أخرى تعقد الثلاثاء حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقررت روسيا عقد الجلسة الدورية حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على مستوى رفيع، وسيحضرها كذلك وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.
وقال وزير الخارجية الروسي: "بعد أسبوعين، سنحتفل بمرور 78 عاما على الانتصار في الحرب العالمية الثانية ودحر النازية الألمانية، وبلادي كانت لها مساهمة أساسية في دعم الحلفاء".
🇺🇳 Foreign Minister Sergey #Lavrov chairs Security Council debate on effective multilateralism through defence of principles of #UN Charter
— MFA Russia 🇷🇺 (@mfa_russia) April 24, 2023
📍 New York, April 24#UNCharterIsOurRules pic.twitter.com/FSqisBPEFm
وتحدث عن أن المنظومة العالمية التي تستند إلى "الأمم المتحدة تمر بأزمات عميقة، ومن ضمن الأسباب الجذرية لذلك رغبة بعض الأعضاء المنتمين لهذه المنظمة أن يستبدلوا بالقانون الدولي ما يطلقون عليه النظام المستند إلى القواعد، ويأتي هذا لتحقيق مصالحهم الضيقة واتخاذ تدابير أحادية عبر خطوات مختلفة وغير شرعية".
وعن تلك الخطوات، قال لافروف: "وهذا يشمل قطع إمكانية الوصول إلى التقنيات الحديثة والخدمات المالية، والإقصاء من سلاسل الإمداد ومصادرة الممتلكات وتدمير البنية التحتية المحورية لدى المنافسين، واستغلال الإجراءات المتفق عليها عالمياً أسوأ استغلال".
وحذر من مواجهة وضع فيه "تشرذم التجارة العالمية وشلل منظمة التجارة العالمية، إذا تحول صندوق النقد الدولي أداةً لتحقيق أهداف الولايات المتحدة وحلفائها، بما فيها الأهداف العسكرية".
وتوقف مطولاً عند الحرب في أوكرانيا، وجدد ادعاء بلاده أن "النظام هناك يدعم النازية، وأن هدف روسيا هو محاربة تلك "النازية" وإنقاذ الأقلية الروسية ولغتها وثقافتها.
من جهتها، قالت سفيرة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، خلال مداخلتها أثناء الجلسة: "الآن وأكثر من أي وقت مضى يحتاج العالم إلى أمم متحدة فاعلة وتعددية أطراف ناجعة، لمواجهة تحديات كأزمة المناخ وتبعات كورونا والأزمة الاقتصادية والأزمة الغذائية، وهي تحديات خارج الحدود. ولكن الأمم المتحدة تغرق في أزمة ثقة". وقالت إن روسيا تنافق بدعوتها لعقد اجتماع من هذا النوع.
وأوضحت أن "روسيا غزت أوكرانيا في 24 فبراير/شباط عام 2022، وضربت ميثاق الأمم المتحدة في القلب بهذا الغزو غير الضروري وغير المشروع، ولا مبرر يناهض تلك المبادئ المشتركة، وهي حرب غير مقبولة".
وأكدت: "هذا العدوان ما زال قائماً. وتستمر القوات الروسية بتدمير البنية التحتية الأوكرانية وقتل المدنيين وجرائم الحرب والفظائع عديمة الضمير".
I was honored to be joined at the @UN by Elizabeth Whelan, the sister of Paul Whelan, who has been wrongfully detained by Russia for four years.
— Ambassador Linda Thomas-Greenfield (@USAmbUN) April 24, 2023
There is a human cost to Russia’s barbaric practice of using people as political pawns.
That cost is borne by those detained, but… pic.twitter.com/AKU5k9S1i1
وأضافت أن "روسيا تريد سحب وتغيير الحدود بالقوة، وهذه المسألة غير مرتبطة بأوكرانيا وأوروبا. وغداً قد يأتي الدور على أمة أخرى يغزوها جارها الأقوى، هل يجلس مجلس الأمن مكتوف الأيدي؟ وهذا هو السبب وراء كتابة ميثاق الأمم المتحدة".
واتهمت روسيا باستخدام المساعدات الإنسانية والغذائية سلاحاً في حربها، وأشارت إلى تهديدها باستخدام السلاح النووي.
كما اتهمت السفيرة الأميركية روسيا بانتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان الأساسية داخل وخارج حدودها.