غوتيريس يفتتح اجتماعات الجمعية العام: البشرية تواجه كوكباً يحترق وحروباً تشتعل

24 سبتمبر 2024
غوتيريس أثناء قراءة كلمته بالجمعية العامة بنيويوك، 24 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التحديات العالمية والإفلات من العقاب: حذر غوتيريس من الحروب، الأسلحة النووية، وتغير المناخ، مشيراً إلى الإفلات من العقاب في غزة ولبنان وأوكرانيا والسودان، ودعا إلى سلام عادل وفق ميثاق الأمم المتحدة.

- عدم المساواة والعدالة الاجتماعية: وصف غوتيريس اللامساواة كوصمة عار، مشيراً إلى تفاقم الفجوات الاقتصادية والتمييز الجندري، ودعا إلى إصلاح النظام العالمي.

- عدم اليقين والتحديات المستقبلية: أشار غوتيريس إلى تهديدات أزمة المناخ والتكنولوجيا، مؤكداً على ضرورة إصلاح مجلس الأمن والمؤسسات العالمية لتكون أكثر عدالة.

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن العالم "يواجه زوبعة وتحديات لا مثيل لها تتطلب حلولاً عالمية"، محذراً من أن "البشرية تواجه كوكباً يحترق وحروباً تشتعل ولا أحد يعرف كيف يطفئها، فضلاً عن أسلحة نووية وأخرى جديدة، وبرميل بارود يهدد بابتلاع العالم". وجاءت كلمة غوتيريس خلال افتتاحه اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيعة المستوى، اليوم الثلاثاء في دورتها الـ79، والتي تستمر حتى الاثنين القادم في نيويورك.

وسيعتلي أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة منبر القاعة العامة للأمم المتحدة توالياً خلال أسبوع تخيّم عليه النزاعات الدائرة خصوصاً في لبنان وقطاع غزة.

ومتحدثاً إلى قادة وممثلي 193 دولة في الأمم المتحدة، قال غوتيريس "إن نصف البشرية تتوجه هذا العام للإدلاء بأصواتها في انتخابات سيتأثر بها العالم أجمع"، في إشارة إلى الانتخابات الأميركية وأخرى شهدتها دول مختلفة حول العالم. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة في الوقت ذاته على أن التحديات قابلة للحل، لكنه استدرك بالقول إن ذلك "يتطلب آليات تؤدي إلى حل المشاكل الدولية بالفعل". ومن أجل تحقيق ذلك، قال غوتيريس إنه ينبغي التغلب على ثلاثة تحديات رئيسية هي الإفلات من العقاب، وعدم المساواة، وعدم اليقين.

غوتيريس: مستوى الإفلات من العقاب لا يمكن تحمله

وفي إشارة إلى الحروب المختلفة، بما فيها العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان وحرب أوكرانيا والسودان وغيرها، توقف غوتيريس عند التجاوزات والإفلات من العقاب ومختلف خروقات القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة. وقال إن "مستوى الإفلات من العقاب في العالم لا يمكن الدفاع عنه سياسياً، ولا يمكن تحمله أخلاقياً". وأضاف "يشعر عدد متزايد من الحكومات وغيرها من الأطراف أنه بوسعها أن تدوس على القانون الدولي، وتنتهك ميثاق الأمم المتحدة، وأن تغض الطرف عن اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية أو قرارات المحاكم الدولية، وأن بوسعها أن تسخر من القانون الإنساني الدولي، وبوسعها أن تغزو بلداً آخر، أو تدمر مجتمعات بأكملها، أو تتجاهل تماماً مصلحة شعبها. وذلك كله من دون أن يكون لنهجها أي تبعات".

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة العصر الذي نعيشه بـ"عصر الإفلات من العقاب، في الشرق الأوسط، وفي قلب أوروبا، وفي القرن الأفريقي، وما وراء ذلك." وتوقف عند الحرب في أوكرانيا وأشار إلى انتشارها بدون وجود أي بادرة إلى توقفها. وتحدث غوتيريس عن "دفع المدنيين الثمن ــ في ارتفاع أعداد القتلى وتدمير الأرواح والمجتمعات"، مشدداً على ضرورة "التوصل لسلام عادل على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".

ثم توقف عند الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إن "غزة كابوس دائم يهدد بجرِّ المنطقة برمتها إلى الفوضى، بدءاً من لبنان"، قبل أن يضيف "يتعين علينا أن نبذل كل ما في وسعنا كي لا يصبح لبنان غزة أخرى". وبينما أدان هجمات المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة حماس وعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شدد في الوقت ذاته على أن "لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني". وقال إنه لم ير منذ توليه منصبه قتلاً بالحجم والسرعة اللذين لحقا بالفلسطينيين خلال العام الماضي منذ اندلاع الحرب على غزة، لكنه لم يذكر إسرائيل أو جيشها مباشرة. وتحدث عن قتل ما يزيد عن مئتين من موظفي للأمم المتحدة مع أسرهم في غزة وأغلبيتهم العظمى من الفلسطينيين.

من جهة أخرى، شدد غوتيريس على ضرورة أن يحشد المجتمع الدولي "الجهود من أجل وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين في غزة)، وبدء عملية لا رجعة فيها نحو حل الدولتين"، متوجهاً مرة أخرى إلى إسرائيل من دون أن يسميها، إذ قال "أود أن أوجه السؤال إلى أولئك الذين يواصلون تقويض هذا الهدف من خلال المزيد من المستوطنات، والمزيد من الاستيلاء على الأراضي، والمزيد من التحريض: ما هو البديل؟". وتساءل "كيف يمكن للعالم أن يقبل بمستقبل قائم على دولة واحدة تضم هذا العدد الكبير من الفلسطينيين من دون أي حرية أو حقوق أو كرامة؟".

وعرج على صراعات أخرى كتلك التي تشهدها منطقة الساحل، وميانمار، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهايتي، واليمن مشيراً إلى العنف وغياب الحلول. وتوقف عند السودان، وقال: "أطلق صراع القوة الوحشي العنان للعنف المروع على نطاق واسع، بما في ذلك الاغتصاب والاعتداءات الجنسية." وتحدث عن "تكشُّف كارثة إنسانية مع انتشار المجاعة. ومع ذلك، تواصل القوى الخارجية التدخل بدون وجود نهج موحد لإيجاد السلام." وقال إن "عدم الاستقرار في العديد من الأماكن حول العالم هو نتيجة ثانوية لعدم الاستقرار في علاقات القوة والانقسامات الجيوسياسية"، معتبراً أنه "على الرغم من كل المخاطر التي رافقت الحرب الباردة، فقد كانت لها قواعد". ورأى أننا نتحرك "نحو عالم متعدد الأقطاب، لكننا لم نصل إليه بعد."

عدم المساواة

ووصف غوتيريس اللامساواة بأنها "وصمة عار على ضميرنا الجمعي"، لافتاً إلى أن الصراعات والاضطرابات المناخية وتكاليف المعيشة الباهظة هي التي تزيد من الأزمة. وتوقف عند تبعات وباء كورونا وعدم تعافي العالم من تبعاته الاقتصادية. وشرح قائلاً "فمن بين أفقر 75 دولة في العالم، أصبح ثلثها اليوم أسوأ حالاً مما كان عليه قبل خمس سنوات، وهذا في نفس الفترة التي زادت فيها ثروات أغنى خمسة رجال في العالم بأكثر من الضعف".

وأضاف "تعزز بعض الحكومات الفجوات من خلال توزيع إعفاءات ضريبية ضخمة على الشركات وفاحشي الثراء، في الوقت الذي تقلص فيه الاستثمارات في الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية". كما تحدث عن غياب مساواة بين الجنسين والتمييز الجندري والعنف وحرمان الكثير من الفتيات من الحق في التعليم وحرية التنقل وغيرها من الحقوق الأساسية، وخص بالذكر الأفغانيات وما يعانينه على يد حركة طالبان.

وتحدث عن ضرورة إصلاح النظام العالمي ومؤسساته بما فيها الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي قال إنها "تأسست ما بعد الحرب العالمية الثانية وبنيت على مراكز قوى لم تعد تحمل ثقلها الآن". وتحدث عن ضرورة إصلاح مجلس الأمن. وختم بالحديث عن عدم اليقين محركاً ثالثاً لأوضاع غير مستدامة، وقال "تفاقمَ عدم اليقين بسبب تهديدَين وجوديّين - أزمة المناخ والتقدم السريع في التكنولوجيا - خاصة الذكاء الاصطناعي".