غوتيريس يطالب بوقف الضربات الإسرائيلية على سورية: "تنتهك سيادتها وسلامة أراضيها"

19 ديسمبر 2024
غوتيريس يحضر جلسة لمجلس الأمن في نيويورك، 19 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عينت الأمم المتحدة كارلا كوينتانا لرئاسة مؤسسة الأشخاص المفقودين في سورية، مشددة على أهمية معالجة قضايا المفقودين والمختفين قسريًا.
- أكد غوتيريس على ضرورة الانتقال السياسي الشامل في سورية بعد انتهاء الحكم الدكتاتوري، مع احترام حقوق جميع مكونات المجتمع وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
- أشار غوتيريس إلى التحديات في سورية، مثل الأزمة الإنسانية وتهديدات "داعش"، داعيًا لدعم دولي، وأكد على أهمية دور تركيا في دعم المقاومة وتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار.

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، تعيينه المكسيكية كارلا كوينتانا لترأس المؤسسة المستقلة المعنية بالأشخاص المفقودين في سورية، التي أُنشئت بموجب قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو/ حزيران من العام الماضي. كذلك تحدث عن الضربات الإسرائيلية على سورية والوضع في الجولان السوري المحتل. وجاء ذلك خلال تصريحات صحافية مقتضبة أدلى بها للصحافيين المعتمدين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك حول الوضع في سورية.

واستهل غوتيريس تصريحاته بالحديث عن تضامنه مع الشعب السوري ودعمه له. وشدد على أن سورية تقف على مفترق طرق في منطقة مشتعلة، لكنها الآن تمثل "شعلة أمل ولا ينبغي أن تنطفئ". ووصف اللحظة التي يعيشها الشعب السوري بالتاريخية و"تشكل فرصة يجب ألا نضيعها، حيث انتهت خمسة عقود من الحكم الدكتاتوري الوحشي، ما أدى إلى وجود قدر كبير من الأمل".

وشدد غوتيريس على أن هذه اللحظة "توفر فرصة طال انتظارها لجميع السوريين لتحقيق التطلعات التي أشعلت حركتهم السلمية من أجل التغيير في عام 2011، ودعوتهم التي ترددت في جميع أنحاء البلاد بأن الشعب السوري واحد"، ووصفها بأنها "تحمل وعدًا كبيرًا لبلد غني بتنوعه وتاريخه وثقافته، وتقاليده الهائلة وعميقة الجذور من الكرم، التي شهدتها بنفسي عندما كنت مفوضًا ساميًا لشؤون اللاجئين، حيث رحب الشعب السوري بملايين النازحين العراقيين عن ديارهم".

وحذر غوتيريس "من عدم وجود شيء مضمون، ووجود خطر حقيقي بنسف هذا التقدم، إن لم يُدَر الوضع القائم بعناية من قبل السوريين أنفسهم، وبدعم من المجتمع الدولي"، مشددًا على ضرورة أن تكون عملية الانتقال السياسي تحت إدارة وشراكة سورية من أجل جميع السوريين. ولا بد من أن يكون الانتقال شاملًا وموثوقًا وسلميًا، ومن دمج كل مكونات المجتمع السوري بشكل كامل في سورية الجديدة، والاحترام الكامل لحقوق النساء والفتيات".

وتوقف غوتيريس عند ضرورة أن "تسترشد العملية الانتقالية بالمبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن رقم 2254 (2016)". وتحدث عن تركيز الأمم المتحدة على تيسير مثل هذه العملية، مشيراً في هذا السياق إلى الجهود التي يقودها مبعوثه الخاص غير بيدرسون وزيارته لدمشق هذا الأسبوع. وأشار إلى المحادثات التي أجراها هو بنفسه مع عدد من القادة من مختلف أنحاء المنطقة وخارجها. ولفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية الخانقة التي تشهدها سورية، حيث تبقى "واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم". وأشار إلى زيادة هذه الاحتياجات وحثّ الدول على تقديم التمويل اللازم للاستجابات الإنسانية والتعافي.

ونبه إلى تحديات إضافية تشهدها سورية في ما يخص قضايا المفقودين والمختفين قسرياً. وأشار إلى إنشاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لمؤسسة مستقلة معنية بالأشخاص المفقودين في سورية. وأعلن تعيين المكسيكية كارلا كوينتانا رئيسة لها. وناشد السماح لها ولفريقها بتنفيذ ولايتهم بالكامل.

ويشار في هذا السياق إلى أن كوينتانا كانت قد ترأست اللجنة المكسيكية للبحث عن عشرات الآلاف من المفقودين خلال عقود من العنف الذي شهدته المكسيك. وتنحت عن منصبها في أغسطس/ آب من العام الماضي بعد أن شغلته منذ عام 2019. وكانت الحكومة المكسيكية قد واجهت اتهامات بمحاولة تقويض الأعداد الحقيقية للمفقودين في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية.

ومن ضمن ما قامت به كوينتانا خلال عملها رئيسةً للجنة، وبحسب صفحتها الرسمية، "تطويرالأطر المؤسسية والسياسة العامة للبحث عن المفقودين وتحديد هويتهم. وشمل ذلك تعزيز الإطار القانوني والمنهجيات من خلال اتباع نهج جماعي ومتباين لمعالجة حالات الاختفاء في سياقات مختلفة، مثل حالات الاختفاء القسري، وحالات الاختفاء من قبل الأفراد، والاتجار بالبشر، والتجنيد القسري، والاختطاف، وغيرها". وتحمل كوينتانا درجة الدكتوراه في القانون من معهد البحوث القانونية في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك.

ولفت غوتيريس الانتباه كذلك إلى أنه على رغم استقرار الوضع في أجزاء من سورية، فإن الصراع لم ينته بعد، "حيث لا يزال المدنيون معرضين للخطر، بما في ذلك القتل والإصابة والنزوح. يجب أن تكون حمايتهم على رأس أولوياتنا". وتحدث "عن أعمال عدائية واسعة في الشمال وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، ولا يزال تنظيم "داعش" يشكل تهديدًا كبيرًا في العديد من أجزاء البلاد. في الوقت نفسه، تستمر الضربات الجوية الإسرائيلية المكثفة. إنها انتهاكات لسيادة سورية وسلامة أراضيها. يجب أن تتوقف".

ولفت الانتباه في سياق الهجمات الإسرائيلية إلى الوضع في الجولان السوري المحتل، وقال إن "بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك (أوندوف) لاحظت وجود أفراد ومعدات تابعة للقوات الإسرائيلية في مواقع متعددة في منطقة الفصل وفي موقع واحد في منطقة الحد من الأسلحة. اسمحوا لي أن أكون واضحًا: لا ينبغي أن تكون هناك قوات عسكرية في منطقة الفصل باستثناء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة". وشدد على ضرورة أن تلتزم "إسرائيل وسورية شروط اتفاقية فض الاشتباك بين القوات لعام 1974، التي لا تزال سارية المفعول بالكامل. ولا بد من استعادة سيادة سورية ووحدتها الإقليمية وسلامتها بالكامل، ويجب وضع حد فوري لجميع الأعمال العدائية".

وختم تصريحاته بإعادة تأكيد وصف اللحظة التي تشهدها سورية بالحاسمة "لحظة أمل وتاريخ، ولكنها أيضاً لحظة مليئة بعدم اليقين". وحذر من محاولات البعض لاستغلالها لتحقيق مصالح وأهداف خاصة، مشددًا على ضرورة أن يقف "المجتمع الدولي إلى جانب الشعب السوري الذي عانى كثيراً. ولا بد أن يبني شعب سورية مستقبلها ولصالحه وبدعم منا جميعًا".

وردًا على أسئلة عما إذا كان يجب رفع العقوبات عن سورية، أكد غوتيريس ضرورة أن يكون هناك خطوة أولى في بادرة حسنة لإظهار التضامن مع الشعب السوري إلى أن تُستَوفى الشروط الكاملة لذلك. وأكد أن هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للعمل لتحسين الوضع الإنساني، ولا علاقة لها بالعقوبات. وردًا على سؤال آخر عن الدور التركي، قال: "إن لتركيا دورًا حيويًا ومهمًا لتلعبه ودعمت المقاومة السورية في إدلب، بالإضافة إلى الحاجة لدورها لإقناع الأطراف السورية الرئيسية بحوار شامل". وأكد دورها المهم كذلك للعمل على تهيئة الظروف للتوصل إلى وقف إطلاق النار في شمال سورية وعدم السماح لداعش بالتمدد.

المساهمون