أكدت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد" أنّ جولات الحوار بين وفديّ حركتيّ "فتح" و"حماس" الجارية في القاهرة اليوم الخميس، لن ينتج عنها أي اتفاقية جديدة، وأنّ كلا الطرفين توافقا على الالتزام بالاتفاقيات السابقة المبرمة سابقاً، خصوصاً الوفاق الوطني عام 2006.
ولفتت المصادر إلى أنّ الحركتين توصلتا إلى تفاهمات تهدف إلى تمكين عمل حكومة التوافق الوطني من العمل في قطاع غزّة، بهدف إنجاح عملية إعادة الإعمار، وتوفير الإمكانيات الدولية بهذا الخصوص، وسيطرة السلطة الفلسطينية على المعابر، سيما أن هذه الأمور هي شروط المانحين للموافقة على دعم قطاع غزّة من خلال مؤتمر إعادة الإعمار المخطط عقده في الثاني عشر من الشهر المقبل.
بدوره، أكد أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين مقبول، عدم وجود أية اتفاقيات جديدة، بل إعادة قراءة للاتفاقيات السابقة بهدف تفعيلها وتطبيقها على الأرض.
وقال مقبول لـ "العربي الجديد" "كان هناك جلستيّ حوار، مساء أمس الأربعاء، إحداها امتدت حتى ساعات متأخرة من الليل، فيما يواصل الوفدان الحوار اليوم الخميس، ليخرجا بنتائج نهائية". وتوقع "إصدار بيان ختامي، مساء اليوم، من القاهرة، لإطلاع الرأي العام الفلسطيني على نتائج الحوار".
بدوره، أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمود العالول، لـ"العربي الجديد" أن "الوفد الفتحاوي يبحث مسؤولية إعمار قطاع غزة كجزء من البحث في مجموعة من القضايا، ثم سيكون لنا هدف وهو تخليص المصالحة من هشاشتها ليكون لدينا وحدة وطنية أكثر رسوخاً وأكثر ثباتاً على الأرض".
وهذه أول محادثات مباشرة بين حركتي "حماس" و"فتح" منذ أحداث الانقسام عام 2007، حيث درجت العادة أن يكون الحوار بوجود وسيط عربي، غالباً ما يكون مصرياً.
وأكد مصدر فتحاوي مطّلع على حوار المصالحة في القاهرة أن "أجندة الحوار في القاهرة تركزت في لقاءات الأربعاء حول الحكومة والأمن، بشكل خاص، إلى جانب مواضيع لا تقل أهمية مثل تعريف حماس لنفسها".
وأوضح أن الأسئلة التي وجهت لأعضاء وفد "حماس" كانت مباشرة وواضحة، وهي كيف تعرّف "حماس" نفسها؟ هل هي حركة تحرر وطني فلسطيني؟ أم أنها جزء من حركة "الإخوان المسلمين" في العالم، وبالتالي لها حساباتها السياسية والإقليمية التي تختلف عن بقية حركات وفصائل التحرر الوطني الفلسطيني.
واستبعد رئيس الوفد الفتحاوي، عزام الأحمد، التوقيع على أي وثيقة أو تفاهمات غير متوقعة، دون إطلاع الرئيس محمود عباس، الذي يقوم بزيارة إلى الأمم المتحدة، ومن المتوقع عودته يوم الإثنين المقبل.
وكان الأنباء قد تضاربت بشأن وجود تلاسن بين أعضاء من وفد "فتح"، وهما جبريل الرجوب وحسين الشيخ من جهة، والقيادي في حركة "حماس" محمود الزهار من جهة ثانية، على خلفية إطلاق النار ووضع عناصر من حركة "فتح" تحت الإقامة الجبرية خلال العدوان على غزة. غير أن أوساطاً من الحركتين، أكدت أن الأجواء إيجابية والمحادثات تسير بنوايا طيبة.
ويترأس وفد حركة "فتح" عزام الأحمد، ويضم جبريل الرجوب، وزكريا الآغا، وصخر بسيسو، وحسين الشيخ، فيما يترأس وفد "حماس" نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق، ومحمود الزهار، وخليل الحية، وعزت الرشق، وماهر عبيد.