- ماكرون يسعى لإقناع شي بالعمل على تقليص الخلل التجاري واستخدام نفوذ الصين على روسيا بشأن أوكرانيا، وسط توترات تجارية متزايدة بين أوروبا والصين.
- الزيارة تشمل اجتماعات مع قادة أوروبيين ومحاولات فرنسية للضغط على الصين لدعم هدنة أولمبية والتأثير على روسيا لحل الصراع في أوكرانيا، مع توجه شي لاحقًا إلى صربيا والمجر.
يصل الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الأحد إلى باريس حيث يعتزم نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الدعوة إلى "المعاملة بالمثل" في حقل التجارة والبحث عن حل للحرب في أوكرانيا فيما يواصل الرئيس الصيني إظهار دعمه لروسيا. ومن المقرر أن يكون في استقباله حوالى الساعة 16:00 (14:00 بتوقيت غرينتش) رئيس الوزراء غابرييل أتال في مطار أورلي في باريس.
ويعقد الرئيس الصيني، الذي يحتفل بمرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الصينية، سلسلة اجتماعات مع ماكرون الذي أجرى مشاورات مسبقاً مع المستشار الألماني أولاف شولتز. وصباحاً، تنضمّ رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى الرئيسين الفرنسي والصيني في قصر الإليزيه، في جلسة يتوقع أن تثار خلالها النزاعات التجارية.
وبعد الظهر، يُنظم حفل استقبال رسمي على شرف جين بينغ بحفاوة بالغة في قصر ليزانفاليد. وقبل مأدبة في الإليزيه، يلتقي ماكرون والرئيس الصيني وجهاً لوجه في اجتماع طابعه سياسي، ثم يتحدثان أمام الصحافة. ويعتزم الرئيس الفرنسي أن يطلب من الصينيين دعم "هدنة أولمبية" لتعليق "كل" النزاعات خلال دورة ألعاب باريس هذا الصيف. ومن الأربعاء إلى الجمعة، يسافر شي إلى صربيا والمجر.
وخلال الزيارة، سيحاول ماكرون إقناع نظيره الصيني بالعمل على تقليص أوجه الخلل التجاري بين البلدين واستخدام نفوذه على روسيا في ما يتعلق بالحرب على أوكرانيا. ولن يتحقق أي من الهدفين بسهولة خلال زيارة الرئيس الصيني التي تأتي في وقت تتزايد التوترات التجارية بين أوروبا والصين. وتدعم فرنسا التحقيق الذي يجريه الاتحاد الأوروبي بشأن صادرات السيارات الكهربائية الصينية، وفي يناير/ كانون الثاني فتحت بكين تحقيقاً في واردات البراندي -الذي يُصنَّع معظمه في فرنسا- وهي خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها ردّ على مجموعة متزايدة من تحقيقات الاتحاد الأوروبي.
وقال مستشار في الإليزيه قبل زيارة الرئيس الصيني، الأولى له لأوروبا منذ خمس سنوات: "علينا أن نواصل حثّ السلطات الصينية على منحنا المزيد من الضمانات بشأن القضايا التجارية". وقالت مصادر إن المستشار الألماني أولاف شولتز لن ينضم إلى ماكرون وشي في باريس بسبب التزامات سابقة.
وتحرص فرنسا على مطالبة الصين بالضغط على موسكو لوقف عملياتها في أوكرانيا، ولم تحقق تقدماً يذكر حتى الآن، باستثناء قرار الرئيس الصيني الاتصال بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرة الأولى بعد وقت قصير من زيارة ماكرون لبكين العام الماضي. وقال المستشار في الإليزيه: "نظراً لأن الصين أحد شركاء روسيا الرئيسيين، فإن هدفنا استخدام نفوذها على موسكو لتغيير حسابات روسيا والمساعدة في المساهمة في حلّ الصراع". وقال مصدر دبلوماسي فرنسي: "إذا كان الصينيون يسعون لتعميق العلاقات مع الشركاء الأوروبيين، فمن المهم حقاً أن يستمعوا إلى وجهة نظرنا ويبدأوا بأخذها على محمل الجد". ومن المقرر أن يغادر الرئيس الصيني فرنسا بعد ظهر الثلاثاء، متوجهاً إلى صربيا والمجر، الصديقتين لروسيا.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)