أكدت الفصائل الفلسطينية أنها ستواصل العمل بكل الطرق والوسائل من أجل تحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، في ظل تزايد أعدادهم في الفترة الأخيرة وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الخطيرة، كالسرطان والفشل الكلوي، بينهم.
وشارك المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الاثنين، في فعالية جماهيرية، أقامتها لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية والحركة الوطنية الأسيرة والمؤسسات العاملة في شؤون الأسرى، أمام مقر منظمة الصليب الأحمر الدولية في مدينة غزة إحياءً لذكرى يوم الأسير الفلسطيني.
ورفع المشاركون في الفعالية صورًا لعدد من الأسرى الفلسطينيين، على رأسهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي والأسير القيادي في كتائب القسام حسن سلامة والأسير وليد دقة، بالإضافة للأسير المضرب عن الطعام خضر عدنان، إلى جانب رفع الأعلام الفلسطينية.
في الأثناء، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل رضوان إن قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية تقف على سلم أولويات المقاومة، التي لن تهدأ حتى تقوم بتحريرهم وفك قيودهم، في ظل ارتفاع أعداد الأسرى المعتقلين إداريًا والأسرى المرضى".
وأضاف رضوان في كلمته خلال الفعالية أن عدد الأسرى الفلسطينيين بلغ 5 آلاف أسير، من بينهم 170 طفلاً و31 أسيرة و650 أسيراً مريضاً، محذراً الاحتلال الإسرائيلي من مغبة الاستمرار في العدوان على الأسرى في السجون كون قضيتهم محل إجماع وطني ومن غير المسموح البقاء وحدهم.
وحمل القيادي في حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الفلسطيني وليد دقة، الذي يعاني من ظروف صحية قاسية وصعبة للغاية، إلى جانب تحميله المسؤولية عن حياة الأسير المضرب خضر عدنان، الذي يواصل إضرابه للشهر الرابع على التوالي.
ودعا رضوان المؤسسات الحقوقية والإنسانية للقيام بواجبها تجاه الجرائم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، مطالبًا السلطة الفلسطينية بالعمل على تدويل قضية الأسرى والقيام بملاحقة قادة الاحتلال لارتكابهم جرائم حرب ضد الإنسانية.
ويحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأسير سنويًا، والذي يصادف الـ17 من شهر إبريل/نيسان من كل عام، حيث جرى اعتماده من قبل المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1974، وبات يومًا وطنيًا تنظم فيه الفعاليات والوقفات داخل فلسطين وخارجها للتضامن مع الأسرى.
رموز للقضية
بدوره، أكد تيسير البرديني، عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في كلمته عن القوى الوطنية والإسلامية، أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية "هم رموز للقضية الفلسطينية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا مجرد أرقام أو إحصائيات.
وشدد البرديني على أن الأسرى الفلسطينيين يستحقون العمل بكل طاقة وجهد من أجل إطلاق سراحهم وتحريرهم من سجون الاحتلال، مطالبًا بضرورة الوحدة الوطنية التي ترجمها الأسرى في أكثر من مناسبة خلال إضراباتهم المتكررة، أو من خلال ما يعرف بوثيقة الوفاق الوطني الصادرة عنهم عام 2006.
ودعا المؤسسات الحقوقية والدولية لضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الانتهاكات التي ترتكب بحق الأسرى الفلسطينيين، من خلال سياسة الإهمال الطبي والموت البطيء التي تقوم بها مصلحة السجون الإسرائيلية في مختلف السجون التابعة لها.
قضية الكل
إلى ذلك، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل إن قضية الأسرى هي قضية الكل الفلسطيني باعتبارهم رمزاً للنضال والمقاومة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتخلى المقاومة عنهم تحت أي ظرف من الظروف.
وشدد المدلل في تصريحات لـ "العربي الجديد" على أن وزير الأمن القومي "المتطرف" إيتمار بن غفير لن يستطيع أن ينال من الأسرى، معتبرًا أن جميع الاعتداءات الإسرائيلية على المعتقلين الفلسطينيين لن تنجح في كسرهم أو في فرض واقع جديد ينال منهم.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على ضرورة تفعيل المقاومة عمليات أسر الجنود الإسرائيليين من أجل تسهيل القيام بصفقات تبادل أسرى جديدة، على غرار الصفقات الماضية، لافتًا إلى أن "هذه هي الطريقة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال فقط".