أكدت فصائل فلسطينية مختلفة في غزة أنّ المقاومة تتابع ما جرى اليوم الخميس، في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة وفي مناطق أخرى، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري من انتهاكات إسرائيلية متصاعدة.
ودعت الفصائل في أحاديث منفصلة مع "العربي الجديد"، تعليقاً على العدوان الإسرائيلي في مخيم جنين والذي أدى لاستشهاد 9 فلسطينيين بينهم سيدة مسنة، اليوم الخميس، كافة الأطراف إلى لجم السلوك الإسرائيلي لمنع تدهور الأوضاع نحو مواجهة عسكرية جديدة.
وأكّد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب، أن ما حدث في جنين هو عدوان خطير، تحاول من خلاله حكومة بنيامين نتنياهو الخروج من التصدعات الداخلية وإنهاءها من خلال هذا العدوان.
وقال شهاب لـ"العربي الجديد"، إن "إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن هذا العدوان وتداعياته التي لن تقف عند حدود جنين في حال استمرارها"، لافتاً إلى أن حركته أبلغت كل الأطراف منذ الصباح بأن استمرار العدوان في جنين سيفتح الأوضاع نحو احتمالات متعددة وواسعة.
وشدد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي على أن الجرائم الإسرائيلية وعمليات القتل في الضفة والقدس المحتلتين تقرّب المشهد من مواجهة ضارية وشاملة، متابعاً: "في حال اندلاع هذه المواجهة فسنخوضها بكل قوة وسنقوم بكل ما علينا من التزامات لحماية شعبنا".
من جانبه، قال الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم، إن السلوك الإسرائيلي الحالي يدفع بالمشهد نحو التصعيد عبر تصاعد الانتهاكات في مختلف المدن الفلسطينية، سواء عبر العدوان على مخيم جنين أو الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.
وأضاف قاسم لـ"العربي الجديد"، أن المقاومة في غزة تتابع ما يجري في مختلف المدن الفلسطينية وتراقب السلوك الإسرائيلي، مؤكداً أن الفصائل في القطاع هي رافد رئيسي لحالة المقاومة في الضفة الغربية المحتلة بكل الوسائل، بما في ذلك الدعم السياسي والإعلامي.
وبحسب الناطق باسم حركة حماس، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال استمرار الصمت على السلوك الإسرائيلي الحالي، الذي يدفع بالمشهد نحو حالة تصعيد واسعة في ضوء تصاعد الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال.
إلى ذلك، دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، فصائل المقاومة في غزة للاتفاق سياسياً وعسكرياً على آلية للرد تخدم حالة المقاومة القائمة في الضفة الغربية المحتلة، وتعزز من المواجهة الشاملة مع الاحتلال.
وقال الغول لـ"العربي الجديد"، إن عمليات القتل الإسرائيلية بحق الفلسطينيين تعاظمت مع تولي الحكومة الائتلافية برئاسة نتنياهو زمام الأمور في "إسرائيل"، مشدداً على ضرورة تفعيل خيار المقاومة الشاملة في مختلف المدن الفلسطينية.
ولم يستبعد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن يقدم الاحتلال على تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في جنين ومخيمها، على غرار ما جرى عام 2002 للتخلص من حالة المقاومة القائمة فيها منذ قرابة عامين.
واعتبر الغول أن السلوك الإسرائيلي الحالي من شأنه أن يدفع المنطقة نحو انفجار شامل في ظل الصمت الدولي على ما يقوم به الاحتلال من جرائم، مطالباً الفصائل وقوى المقاومة بتفعيل الوحدة الميدانية لمواجهة الاحتلال.