أكدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أن المقاومة تتابع عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتصاعد في الضفة الغربية والقدس المحتلة وتصاعد الاقتحامات للمسجد الأقصى ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني، عدا عما يعانيه الأسرى المعتقلون إداريًا، الذين يخوض العشرات منهم هذه الأيام إضرابًا مفتوحًا رفضًا لاعتقالهم.
وحذر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب في كلمة له خلال فعالية أقامتها الفصائل الوطنية والإسلامية، مساء اليوم الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي من التنقيب أو استخراج غاز غزة الموجود أسفل شاطئ البحر.
وشدد حبيب على أن المقاومة لن تسمح للاحتلال باستخراج هذا الغاز في الوقت الذي يتم فيه حرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوقه، مؤكدًا على حق الفلسطينيين في غازهم وثرواتهم ورفع الحصار ووقف الاعتداءات في الضفة والقدس المحتلتين.
وشارك عشرات الفلسطينيين في الفعالية التي أقامتها الفصائل أقصى شمال غربي قطاع غزة، قرب السياج البحري الذي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة عام 1948، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والشعارات الوطنية المتعلقة بالقدس والأسرى.
وانطلقت قوارب فلسطينية تقل مشاركين في الفعالية الاحتجاجية المنددة باعتداءات الاحتلال في الأقصى، قرب السياج الفاصل، حيث ردد هؤلاء الشعارات المطالبة بحقهم في إنهاء الحصار المفروض على غزة للعام الخامس عشر على التوالي.
وأكد القيادي حبيب على أن المجتمع الدولي مطالب بالتدخل للجم الاحتلال الإسرائيلي ووقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ووقف سياسة الكيل بمكيالين التي يقوم بها، مشيرًا إلى أن تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية يمنح الفلسطينيين الحق في استخدام كافة الوسائل للرد على جرائم الاحتلال.
في الأثناء، أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) سهيل الهندي على أن المقاومة تراقب ما يجري في ما يخص ملف غاز غزة ولن تسمح للاحتلال بأي حال من الأحوال بسرقة هذه الثروات.
وأضاف الهندي، متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن المسجد الأقصى وجميع المقدسات في القدس المحتلة "خط أحمر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُسمح للمستوطنين بأن ينالوا من هذه المقدسات"، مشددًا على أن المقاومة يدها على الزناد وتراقب السلوك الإسرائيلي.
وذكر القيادي في حركة حماس أن مقاومة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بمثابة عمل بطولي يتحدى الجرائم الإسرائيلية، لافتًا إلى أنه "سيأتي الوقت الذي تلتحم فيه بنادق المقاومين الفلسطينيين في غزة مع الضفة والقدس المحتلة".
وشدد على أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي على موعد قريب مع الحرية بالرغم من ممارسات الاحتلال بحقهم، معتبرًا أن رسائل المقاومة في مختلف الملفات والقضايا واضحة وعلى الاحتلال أن يلتقطها.
وخلال الفترة الأخيرة أعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة أنها ستتحرك للحفاظ على الثروات الفلسطينية في ما يتعلق بملف الغاز ولن تقبل أن يقوم الاحتلال باستغلاله وبيعه للدول الأوروبية فيما يتم حرمان الفلسطينيين من الاستفادة منه.
دعوة لحركة دبلوماسية واسعة
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" محمود خلف إن الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والاقتحامات للقدس والضفة الغربية بحاجة لتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ووقف حالة الصمت.
وأكد خلف لـ"العربي الجديد"، أن تصاعد عمليات المقاومة والهبة الشعبية المشتعلة في الضفة الغربية تأتي ردًا على العدوان الإسرائيلي المستمر، داعيًا إلى حركة دبلوماسية واسعة لفضح الممارسات الاحتلالية وتقديم قادة الاحتلال لمحاكمة دولية.
وأشار القيادي في الجبهة الديمقراطية إلى أن الفصائل في غزة تدعم المقاومة الشعبية في الضفة الغربية باتجاه اتساعها وتحسين أدواتها، مؤكداً على أن قوى المقاومة تعلم واجبها وستختار التوقيت المناسب للتدخل.