يُحيي الفلسطينيون في الداخل، اليوم الخميس، فعاليات مختلفة في الذكرى السنوية العشرين لاندلاع هبة القدس والأقصى في الأول من أكتوبر/تشرين الأولى من العام 2000، والتي سقط فيها، خلال أيام الهبة، 13 شهيداً فلسطينياً من الداخل برصاص شرطة الاحتلال الإسرائيلي، بينهم مواطن من قطاع غزة كان يعمل في مدينة أم الفحم.
واندلعت أحداث الهبة بعد اقتحام شارون للمسجد الأقصى المبارك في 28 سبتمبر/أيلول تحت حراسة مشددة ووقوع مواجهات في باحات الأقصى المبارك قمعها الاحتلال وأسفرت عن سقوط سبعة شهداء.
وامتدت المواجهات في الأيام التي تلت ذلك لتغطي كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وأعلن الفلسطينيون في الداخل، رداًً على ذلك وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، الإضراب العام وتسيير مظاهرات في مختلف أنحاء الجليل والمثلث، سُرعان ما تحولت إلى مواجهات دامية أغلق فيها الفلسطينيون في الداخل محاور الطرق الرئيسية.
وردت الشرطة بأوامر مباشرة من وزير الأمن أنذاك شلومو بن عامي، وتصريح من رئيس الحكومة إيهود براك بإطلاق النار الحي واستخدام القناصة في تفريق المتظاهرين مهما كان الثمن.
وحاولت حكومة الاحتلال بعد هدوء الأحداث، تشكيل لجنة فحص عادية رفض الفلسطينيون التعاون معها، واضطرت لتشكيل لجنة تحقيق رسمية عُرفت بـ "لجنة أور"، لكن اللجنة برأت المستوى السياسي الإسرائيلي من المسؤولية ووجهت انتقادات بسيطة لقيادة الشرطة، واكتفت بعزل عدد من قادتها دون تقديم أي من المسؤولين للمحاكمة.
في المقابل، وجهت اللجنة تحذيرات لثلاثة من قادة الفلسطينيين في الداخل متهمة إياهم بتحريض الشارع الفلسطيني على التظاهر والعنف وهم: رئيس ومؤسس التجمع الوطني الديمقراطي المفكر عزمي بشارة، ورئيس الحركة الإسلامية الشمالية الشيخ زايد صلاح، والنائب عن الحركة الإسلامية الجنوبية الشيخ عبد المالك دهامشة.
ولاحقاً، أغلق قسم التحقيق مع عناصر الشرطة في وزارة العدل ملفات التحقيق ضد عناصر الشرطة الذين أطلقوا النار والمسؤولين عن إطلاق هذه الأوامر.
وأعلنت لجنة المتابعة العليا للفلسطينيين في الداخل عن إحياء الذكرى العشرين هذا العام ضمن شروط الصحة وتدابير مواجهة الكورونا، والاكتفاء بزيارات تقليدية محدودة العدد لأضرحة الشهدا. كما أعلنت اللجنة عن تنظيم وقفات محدودة في بلدات الجليل والمثلث والنقب، إلى جانب تظاهرة رقمية مساء اليوم يُشارك فيها ممثلون عن ذوي الشهداء والفعاليات السياسية المختلفة والأحزاب الممثلة في اللجنة.