"الضربة الأقوى هي التي تأتي من المكان الذي لا تتوقعه"، فعندما يهاجم أحد معارضي الانقلاب في مصر، صنماً له، هو مشروع تفريعة قناة السويس، فهذا أمر معتاد وطبيعي، أما أن يهاجم أحد كبار الأقطاب الداعمة للانقلاب المشروع، فهذه ضربة غير متوقعة لنظام السيسي.
رجل الأعمال نجيب ساويرس، في مداخلة هاتفية مع عمرو أديب، وبعد سويعات من مشاركة السيسي نفسه، حفل إفطار مجموعة من رجال الأعمال داعمي صندوق "تحيا مصر"، صدم أديب عندما لم يبد أي ترحيب أو رغبة في المشاركة في مشروع قناة السويس، مبدياً استعداده للمشاركة في مشروع له فائدة وطائل حقيقي، يعود على الناس بالخير، وكأنه يلمح بأن العكس صحيح في حالة مشروع التفريعة الجديدة.
ثمّ نزل بصاعقة: "ما أظنش المشروع اتعمل له الدراسات اللازمة"، وشكك في وجود الدراسات التي تقنعه، وغيره من رجال الأعمال الكبار، بالمشاركة في الاستثمار بالمشروع، والذي يضع أنصار السيسي عليه آمالاً كبيرة، لامتصاص حالات الإحباط وخيبة الأمل التي أصابت مؤيديه من سوء وتردي الحالة الاقتصادية، ومصير كل المشاريع التي أعلن عنها، وأصبحت هي والعدم سواء.
اقرأ أيضاً: "حفلة على ساويرس" بعد الإفراج عن أحمد منصور
تصريحات ساويرس الصادمة كانت لها إرهاصات سابقة، تجعل هجومه على المشروع يمر بمراحل منطقية، ففي يناير/كانون الثاني الماضي هاجم خداع المصريين بالشعارات الرنانة، والمشاريع القومية الخدّاعة وقال: "بلدنا مش محتاجة مشاريع قومية وشعارات فارغة، بلدنا محتاجة بيزنيس خاص وسوق حر".
وبالرغم من أن ساويرس سبق أن عبّر عن حماسه الشديد لجوانب تحيط بالمشروع، ففي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، قال على قناة "cbc": "شهادات قناة السويس أثبتت أن الاقتصاد المصري به قوة مستترة، وأن المشروع قد وحد المصريين، وأثبت أن الاقتصاد المصري فيه لغز".
وأدلى بتصريحات مشابهة قبلها بشهر على قناة "الحياة"، قائلاً: "حجم شراء المصريين لشهادات استثمار قناة السويس الجديدة، دليل على ثقتهم في الرئيس السيسي وإيمانهم بوطنيته".
في نفس الوقت، كان يفتح أبواب قناته "ontv" على مصراعيها في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، لأستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الخبير السياسي، الدكتور حازم حسني، وهو الوحيد الذي سمح له بانتقاد المشروع وصاحبه على الشاشات الموالية، وكال الاتهامات للسيسي على سوء التقدير، وسوء توقيت المشروع، وخداع المصريين بالمشاريع الوهمية، وأصبح حسني ضيفاً دائماً للقناة عدّة مرات بعد ذلك.
انقلاب ساويرس على المشروع بعد فترة من اقتناعه به، وتسويقه في أوساط رجال الأعمال، وهم من يضع السيسي آمالاً كبيرة عليهم لإنجاحه، وضخ الاستثمارات به، يشير بحسب المتابعين والناشطين على مواقع التواصل، إلى فشل ذريع يلوح في الأفق، لما لدى ساويرس من سطوة ونفوذ معروف، يمكنه من ضبط بوصلة رجال المال والمستثمرين، ليعلق أحدهم: "القناة فنكوش جديد، الحقي ياانشراح".
اقرأ أيضاً: السجن سنتين للعمدة وصاحب قناة "الحافظ" بتهمة سبّ ساويرس