فاز الجنرال المتقاعد في قوات حلف شمال الأطلسي، بيتر بافل، على منافسه رئيس الوزراء السابق، أندريه بابيش، في الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التشيكية، وفق ما أظهرت نتائج فرز شبه نهائي للأصوات.
وأعلن مكتب الإحصاءات أن بافل حصد نحو 57 بالمائة من الأصوات، وفاز على منافسه الملياردير بابيش، الذي نال نحو 42 بالمائة، وذلك بعد فرز أكثر من 90 بالمائة من الأصوات.
وعلى غير العادة، شهدت الانتخابات في تشيكيا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والبالغ عدد سكانها 10.5 ملايين نسمة، إقبالاً كثيفاً بلغت نسبته نحو 70 بالمائة، بعد حملة انتخابية حامية اتّسمت بالجدل وصولاً إلى تهديدات بالقتل وتهم بممارسة الخداع.
وسيخلف بافل الرئيس المنتهية ولايته ميلوش زيمان، البالغ 78 عاماً، وهو رجل سياسي تثير مواقفه الانقسام، أقام علاقات وثيقة مع موسكو، قبل أن يغيّر موقفه بشكل جذري عندما غزت روسيا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وتصدّر بافل نتائج الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوعين بحصوله على 35.4 بالمائة من الأصوات، متقدماً بفارق ضئيل على بابيش الذي نال 35 بالمائة من الأصوات. ومذّاك يتلقى بابيش وعائلته تهديدات بالقتل، فيما يتعرّض بافيل لحملة تضليل وقد سرت شائعة بوفاته.
ورغم أن منصبه فخري إلى حد كبير، فإن الرئيس التشيكي هو الذي يعين الحكومة ويختار محافظ البنك المركزي وكذلك قضاة المحكمة الدستورية ويتولى مهمة القائد العام للقوات المسلحة.
"لا خيار أفضل"
سيكون بافل رابع رئيس لجمهورية تشيكيا منذ تأسيسها في عام 1993، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي وانفصالها سلميا عن سلوفاكيا.
وسبق أن تعاقب على المنصب فاتسلاف هافيل المناهض للشيوعية من عام 1993 وحتى عام 2003، ومن ثم الخبير الاقتصادي فاتسلاف كلاوس (2003-2013) وزيمان الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة في آذار/مارس.
ترأس بافل، وهو عسكري وجنرال سابق يبلغ 61 عاماً، اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي من 2015 إلى 2018، وكان مظلياً من النخبة، وقد ساعد ذات مرة في تحرير جنود فرنسيين من منطقة حرب صربية-كرواتية.
وعلى غرار بابيش، كان بافل عضواً في الحزب الشيوعي في ثمانينيات القرن الماضي، لكن مذّاك أصبح الرجل الشغوف بالدراجات النارية ذات المحركات القوية، مدافعاً شرساً عن عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ونقل عنه الموقع الإلكتروني لحملته الانتخابية قوله "لا خيار أفضل لدينا. علينا أن نغتنم الفرص التي توفّرها لنا العضوية وأن نحاول تغيير ما لا يعجبنا"، وتابع "تشيكيا دولة سيدة كاملة العضوية، لذا لا يمكننا أن نكتفي بالجلوس والصمت والإيماء ومن ثم انتقاد النتائج. علينا أن نكون أكثر نشاطاً وفي الوقت نفسه بنّائين".
وتعهّد بافل بأن يكون رئيساً مستقلاً متحرراً من ضغوط الأحزاب السياسية، وبالمضي قدماً في دعم أوكرانيا التي ترزح تحت وطأة الغزو الروسي، في نيل العضوية في الاتحاد الأوروبي. وقال "على أوكرانيا في المقام الأول أن تلبي كل الشروط لكي تصبح عضوا، على غرار تحقيق تقدم على صعيد مكافحة الفساد. لكنّي أعتقد أن من حقّها أن تنال الفرصة نفسها التي نلناها في الماضي".
كذلك سبق أن أعرب بافل عن تأييده لزواج المثليين وحق الأزواج المثليين في التبني، وقال "أحترم مبدأ الحرية والمساواة لكل الاشخاص بموجب القانون". وأضاف "أعتقد أيضا أننا مجتمع متسامح".
(فرانس برس)