نبّه قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" مايكل كوريلا، خلال زيارة لشمال شرق سورية، من أن مقاتلي تنظيم "داعش" المحتجزين في السجون في سورية والعراق المجاور هم "جيش حقيقي قيد الاعتقال"، وفق ما أفاد بيان السبت.
وزار كوريلا، وفق البيان، في الثامن من الشهر الحالي، شمال شرقيّ سورية، حيث تفقد القوات الأميركية الموجودة فيها، وعقد محادثات مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي يعد المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، وتدعمها واشنطن. كذلك زار سجناً يُحتجز فيه مقاتلو التنظيم ومخيمين يؤويان أفراد عائلاتهم، وبينهم أجانب.
General Kurilla traveled to northeast Syria where he visited sites critical to the ongoing effort to ensure the enduring defeat of ISIS. pic.twitter.com/BYfNge7VEs
— U.S. Central Command (@CENTCOM) March 11, 2023
بعد تفقده سجن غويران في مدينة الحسكة، الذي استهدفه التنظيم المتطرف بهجوم من الداخل والخارج مطلع عام 2022، أوقع مئات القتلى، قال كوريلا: "بين المحتجزين في سورية والعراق ثمة جيش حقيقي للتنظيم قيد الاعتقال".
وحذّر من "أنه في حال تحريرهم، ستشكل المجموعة تهديداً كبيراً"، موضحاً أنّه "ما من حلّ عسكري لمعتقلي" التنظيم.
وكرر المسؤول الأميركي، الذي تقود بلاده التحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف، الإشارة إلى أن القتال ضد الجهاديين هو "قتال من أجل الأمن والاستقرار، ليس في سورية والعراق فحسب، بل في المنطقة بأكملها"، مشدداً على أنه "لا يمكننا على الإطلاق السماح بعودة ظهور" التنظيم.
ومنذ إعلان القضاء على خلافته عام 2019، وخسارته كل مناطق سيطرته، انكفأ التنظيم إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق، حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية.
ورغم ذلك، لا يزال عناصره قادرين على شنّ هجمات دموية، أدى آخرها، السبت، إلى مقتل ثلاثة مدنيين، وخطف 26 آخرين على الأقل، خلال جمعهم الكمأة في شمال سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبينما أصدرت المحاكم العراقية المئات من الأحكام بالإعدام أو السجن مدى الحياة بحق المتهمين بالانتماء الى التنظيم، تحذّر الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية من أنها لا تتمتع بالقدرات الكافية من أجل مواصلة احتجازهم، فضلاً عن محاكمتهم. وتطالب الدول المعنية كذلك باستعادة أفراد عائلات التنظيم المحتجزين لديها، وخصوصاً في مخيم الهول، الذي يشهد عمليات قتل وفوضى وحوادث أمنية.
لكن رغم النداءات، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً من مواطنيها، منها بأعداد كبيرة مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو. واكتفت أخرى، وخصوصاً الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.
واعتبر كوريلا، بحسب البيان، أن الأطفال في مخيم الهول "هم في خطر يومي" لناحية "تلقينهم العنف". وحضّ على ضرورة "ترحيل سكان المخيمات وإعادة تأهيلهم ودمجهم في بلدانهم ومجتمعاتهم الأصلية".
(فرانس برس)