تسابق قائمة القيادي الفتحاوي وعضو اللجنة المركزية للحركة الأسير مروان البرغوثي الزمن للانتهاء من كل متطلبات الإعداد للقائمة، تمهيداً لتسجيلها قبل إغلاق باب التسجيل للانتخابات منتصف هذه الليلة، وتخوض في الوقت نفسه مشاورات استمرّت لساعات طويلة ليل أمس الثلاثاء، للتحالف مع قائمة القيادي الفتحاوي ناصر القدوة.
وعلم "العربي الجديد" أن قائمة البرغوثي والتي ستطلق باسم "الحرية"، والتي من المرجح أن تترأسها زوجته المحامية فدوى، قطعت شوطاً كبيراً في التشاور مع القيادي الفتحاوي مؤسس "الملتقى الوطني الديمقراطي" ناصر القدوة، حيث استمرّ الفريقان بالتشاور حتى ساعات مبكرة من فجر اليوم".
وتقول المصادر لـ"العربي الجديد": "لا توجد خلافات على محاور أساسية بين القدوة والبرغوثي، لكن ربما تأخر البرغوثي بالإعلان عن قائمته حتى الساعات الأخيرة، أدّى لإرباك لدى القدوة الذي بالفعل كان يضع اللمسات الأخيرة على قائمته، لذلك فإن أي تحالف بينهما يعني تغييراً في ترتيب الأسماء بعد دمج القائمتين في حال تم التحالف".
وقالت الناطقة باسم "الملتقى الوطني الديمقراطي" نور عودة لـ"العربي الجديد"، إن "المشاورات بين القدوة والبرغوثي مستمرّة وإيجابية حتى الآن".
واجتمعت مركزية "فتح" يوم أمس الثلاثاء، حتى ساعة متأخرة من الليل، ورفض جميع أعضائها الإدلاء بأي تصريحات صحافية حول خطوة البرغوثي في تشكيل قائمة.
وقالت مصادر داخل السجون الإسرائيلية قريبة من الأسير مروان البرغوثي لـ"العربي الجديد": "للأسف فإن أعضاء مركزية "فتح" لم يبذلوا أي جهد لتذليل العقبات مع مروان البرغوثي، ولم يلتزموا بالاتفاق الذي توصل إليه حسين الشيخ معه في زيارته في 11 فبراير/ شباط الماضي، بشأن التشاور بكل أسماء قائمة "فتح" الرسمية".
وتردّدت إشاعات قوية يوم أمس، حول إمكانية قيام مركزية "فتح" بفصل البرغوثي من عضوية المركزية، لكن رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم بحركة فتح منير الجاغوب قال في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "إن مروان عضو في اللجنة المركزية وأسير، ولا يمكن أخذ قرار بفصله من الحركة، ويكفيه ما يعانيه من الأسر لدى الاحتلال".
وحول ما إذا كان هناك تواصل بين أعضاء من مركزية "فتح" وزوجته فدوى البرغوثي للبحث في إمكانية عودة مروان عن هذا القرار والتوصل لأي تفاهم، نفى الجاغوب وجود أي تواصل أو اتصال بين أعضاء مركزية "فتح" وزوجة البرغوثي.
وفي ما يتعلق بعدم زيارة الشيخ للبرغوثي في سجنه للتشاور معه، قال الجاغوب: "طلب الشيخ في الأيام الماضية زيارة البرغوثي، لكن الاحتلال لم يرد بنعم أو لا".
وتعقد اللجنة المركزية لحركة "فتح" اجتماعاً صباح اليوم الأربعاء، للانتهاء من اللمسات الأخيرة على قائمتها الرسمية التي تسببت باحتجاجات واعتذارات واستقالات بين صفوف قياداتها من مختلف مدن الضفة الغربية احتجاجاً على ترتيب الأسماء فيها.
وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، فإن نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول هو الذي سيقود القائمة، والتي ستضم إضافة له أربعة من أعضاء اللجنة المركزية للحركة، وهم: أمين سرّ اللجنة المركزية جبريل الرجوب، ودلال سلامة، وأحمد حلس، وروحي فتوح.
ويُعتبر وجود خمسة أعضاء من اللجنة المركزية للحركة مخالفاً لما أعلنه الرئيس محمود عباس "أبو مازن" وقيادة "فتح" بعدم ترشح أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، فيما علم "العربي الجديد" أنه سيكون هناك محافظون في قائمة "فتح" الرسمية.
وشهدت الليلة الماضية، مبايعات من أقاليم لحركة "فتح" للرئيس محمود عباس، حيث أصدر إقليما الحركة في الخليل وبيت لحم بيانات مبايعة للرئيس.
على النقيض من ذلك، شهدت الليلة الماضية، بالتزامن مع تلك المبايعات، إطلاق نار من قبل مسلحين في مخيم قلنديا شمال القدس وفي مدينة يطا جنوب الخليل، في مشهد يذكر بعودة مظاهر اختفت منذ سنوات، لكنها عادت هذه المرة تحت عنوان "الانتخابات"، احتجاجاً على التوزيع غير العادل في قائمة حركة "فتح" الرسمية التي ستخوض الانتخابات التشريعية المقبلة المزمع عقدها في 22 مايو/أيار المقبل.