قُتل وجرح عدد من عناصر "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بعد منتصف ليل الجمعة، إثر اشتباكات عنيفة اندلعت مع فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض والمدعوم من تركيا على جبهة مدينة مارع، ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شمالي محافظة حلب، شمالي سورية.
وقال "الفيلق الثالث" المُشكل من عدة فصائل عاملة تحت مظلة "الجيش الوطني"، في بيانٍ له على معرفاته الرسمية بعد منتصف ليل الجمعة، إن مقاتليه "صدوا محاولة تسلل لعصابات قسد (الإرهابية) على جبهة مارع بريف حلب الشمالي"، مؤكداً إيقاع "عدة عناصر بين قتيل وجريح ضمن صفوف المجموعات التي حاولت التسلل".
إلى ذلك، دفعت القوات التركية بالمزيد من التعزيزات العسكرية من داخل الأراضي التركية إلى منطقة "درع الفرات" عبر بوابة باب السلام الحدودية مع تركيا، شمالي محافظة حلب. وأكدت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" أن الجيش التركي أرسل رتلاً عسكرياً يتألف من نحو 65 آلية، ضم ثماني دبابات، ومدافع ميدانية، وراجمتين، وعربات مصفحة، وتوزع على قاعدتين عسكريتين للجيش التركي في محيط مدينة الباب ومحيط مدينة أعزاز شمالي محافظة حلب.
من جهة أخرى، أكدت مصادر مُطلعة لـ"العربي الجديد"، أن قياديا في الشرطة العسكرية التابعة لـ "قسد"، قُتل فجر اليوم وأُصيب عنصران آخران يتبعان لجهاز الشرطة، إثر اشتباكات متقطعة اندلعت مع مُهربين على ضفة نهر الفرات في حرزة ميلاج الفاصلة بين سيطرة قوات النظام السوري ومناطق سيطرة "قسد" غربي محافظة دير الزور، شرقي سورية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن القيادي العسكري في "مجلس هجين العسكري" العامل ضمن صفوف "قسد" المدعو بسام محمد، قُتل خلال الساعات الماضية، إثر استهدافه من قبل أشخاص مجهولين يستقلون دراجة نارية في بلدة أبو حردوب بريف محافظة دير الزور، في حين توجه أصابع الاتهام إلى خلايا تنظيم "داعش" بالوقوف وراء العملية.
في غضون ذلك، أُصيب عناصر من فصيل "فرقة الحمزة" المنضوي ضمن صفوف "الجيش الوطني"، إثر اشتباكات عنيفة اندلعت بين مجموعات تابعة للفصيل داخل مدينة رأس العين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "نبع السلام" شمالي محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.
وعلى خلفية الاشتباكات، أعلنت ألوية "تجمع القعقاع" و"شهداء بدر" و"المغاوير" عن تعليق عملها حتى إشعار آخر ضمن "فرقة الحمزة".
وأوضحت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن اشتباكات مماثلة اندلعت بين فصيل "فرقة السلطان مراد" وفصيل "لواء الشمال" العاملين ضمن صفوف "الجيش الوطني" في مدينة عفرين الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون"، شمالي محافظة حلب، ما أدى إلى إصابة مدني بجروح طفيفة نتيجة سقوط مقذوف ناري على منزله.
توتر جديد في درعا
نصبت مجموعة محلية تعمل لصالح فرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري، اليوم الجمعة، حواجز أمنية مؤقتة في بلدة ابطع بريف درعا الأوسط، جنوبي سورية.
وقال "تجمع أحرار حوران"، إن "مجموعة من العناصر المسلحة بالأسلحة الفردية (كلاشنكوفات ومسدسات) تعمل لصالح الأمن العسكري التابع للنظام تتنقل صباح اليوم الجمعة في مواقع مختلفة داخل بلدة ابطع بريف درعا الأوسط وتنصب حواجز مؤقتة على مداخلها ومخارجها"، مؤكداً أن "عناصر الحواجز تقوم بتوقيف السيارات والدراجات النارية من خارج البلدة، وسط تدقيق أمني شديد تجريه على أبناء عشائر البدو في المنطقة".
وأشار التجمع إلى أن "هذه التحركات جاءت من دافع الخوف، خصوصاً بعد استهداف بعض عناصر المجموعة التي يقودها شخص يدعى أبو حرب من قبل مجهولين بالأسلحة الرشاشة".
ونوه التجمع إلى أن "عمليات الاستهداف بحق المتعاونين مع أجهزة النظام والمليشيات الإيرانية تصاعدت في المنطقة، وذلك نتيجة كثرة الانتهاكات التي تمارسها على أبناء المحافظة من عمليات اغتيال واعتقال، بالإضافة إلى عمليات النهب والتشليح"، مؤكداً أن "المليشيات الإيرانية والمجموعات الأمنية المدعومة من قبلها تسعى إلى إثارة الفوضى وضمان عدم استقرار المنطقة كونها مركزاً لاختبار المواد المخدرة، ومنطلقاً لعمليات الاتجار بها وتهريبها نحو الأردن والخليج العربي".
من جهة أخرى، أُصيب مدني بجروح صباح اليوم الجمعة، إثر قصف مدفعي من قبل قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا، استهدف منازل المدنيين في بلدة بليون ضمن منطقة جبل الزاوية، جنوبي محافظة إدلب.
كما طاول القصف قرى وبلدات البارة، والفطيرة، وسفوهن، وكفر عويد، وكنصفرة، وفليفل، والرويحة، وبينين جنوبي محافظة إدلب، والعنكاوي، والحلوبة، والزقوم، والقرقور، والسرمانية ضمن منطقة سهل الغاب شمال غربي محافظة حماة، وكفر عمة، وكفر تعال، وتديل، وتقاد بريف حلب الغربي، ما تسبب بدمار في منازل المدنيين والطرقات الرئيسية المؤدية لتلك البلدات، من دون وقوع إصابات بشرية.
في سياق منفصل، اعتقلت قوات النظام السوري عدداً من الشبان، اليوم الجمعة، وساقتهم إلى الخدمة الإلزامية في بلدة دبسي عفنان جنوب غربي محافظة الرقة.
وأشارت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، إلى أن "عدد الشبان الذين اعتقلتهم قوات النظام تجاوز العشرة من خلال نصب حواجز مؤقتة داخل البلدة"، منوهةً إلى أن "حملات الاعتقال في البلدة مستمرة بشكلٍ أسبوعي من قبل قوات النظام، الأمر الذي تسبب بانعدام شبه تام لحركة الشبان في أسواق البلدة خشية الاعتقال".