استمع إلى الملخص
- منعت فصائل محلية رتلاً عسكرياً من دخول السويداء، مما أثار جدلاً حول تعزيز استقلالية المحافظة أو فرض الفصائل كقوة أمر واقع.
- تأسست حركة رجال الكرامة في 2014 بقيادة الشيخ وحيد البلعوس، وتبعتها قوات شيخ الكرامة بقيادة ابنه ليث، مع دعوات لحل الفصائل والانضمام للضابطة الرسمية لتحقيق الاستقرار.
قتل أربعة أشخاص وأصيب خمسة آخرون جراء اشتباكات بين فصيلين مسلحين، اليوم الأربعاء، في محافظة السويداء جنوبي سورية. واندلعت الاشتباكات بين عناصر من فصيلي "حركة رجال الكرامة" و"قوات شيخ الكرامة" في قرية مجادل شمال غربي السويداء، نتيجة خلاف للاستيلاء على سيارة تابعة لإحدى الجهات الحكومية.
وذكرت مصادر من المشفى الوطني بالسويداء، وأخرى من المشفى الطبي الحديث، في حديثها مع "العربي الجديد"، أن المصابين بحالة مستقرة، وإصابتهم غير خطيرة. وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن الخلاف كان قد نشب، قبل منتصف ليل أول أمس الاثنين، بين أفراد المجموعتين على السيارة، والتي تعود ملكيتها إلى إحدى الجهات الحكومية، وقد سُرقت خلال الاشتباكات التي حدثت ليلة سقوط النظام المخلوع.
ونفت قوات شيخ الكرامة أن تكون المشكلة بينها وبين حركة رجال الكرامة، وإنما كانت مشكلات شخصية داخلية ليس للفصائل علاقة بها بحسب بيان صدر عن الفصيل. وزعمت مصادر محلية في المحافظة أن مجموعة تابعة لأحد الفصائل المسلحة، تعقّبت سيارة تابعة لجهة عامة عبر نظام التعقب الفضائي "GPS"، لتكتشف وجودها لدى شخص يتبع لفصيل آخر والذي رفض تسليمها لهم، فيما تدّعي مصادر من الطرف الآخر العكس تماماً.
وكانت فصائل محلية تابعة لغرفة العمليات العسكرية في المحافظة قد منعت، منتصف ليل أمس الثلاثاء، رتلاً عسكرياً تابعاً لجهاز الأمن العام التابع للإدارة في دمشق من دخول المحافظة وطالبته بالعودة إلى العاصمة، على اعتبار أنه لم يتم التنسيق على ذلك مع أي من الجهات المحلية، لتتجاوب قيادة الرتل مع مطلبهم وتعود أدراجها إلى دمشق.
وأثارت هذه الحادثة الرأي العام في المحافظة، لتتعدد الأصوات بين مؤيد لمنع دخول الرتل ومعترض على هذا الفعل، حيث يرى المؤيدون أنه لا يحق فرض الطاعة على المحافظة قبل أن تتشكل حكومة وطنية متوافق عليها، فيما يرى الطرف الآخر أن ذلك الفعل يأتي في سياق محاولة الفصائل فرض نفسها كقوة أمر واقع على أبناء المحافظة، وأنها تخاف أن تخسر مكاسبها في حال جرى حلها بوجود ضابطة شرطية وعدلية حكومية.
ويقول الإعلامي علي الحسين لـ"العربي الجديد" إن المزاج العام في المحافظة اليوم وبعد فرار بشار الأسد، يرغب في الاستقرار وتشكيل بنية قوية لضابطة عدلية وشرطية بشكل رسمي، لعدم ثقة أغلب سكان المحافظة بالفصائل التي كان معظمها يتبع للجهات الأمنية.
وأضاف: "لا أنكر أنه كان لهذه الفصائل دور في الثورة على النظام في الأيام الأخيرة لسقوطه، ولكن ألم يحن الوقت ليعلنوا حل أنفسهم ومن أراد منهم فليلتحق بالضابطة الرسمية والتي يحكمها قانون غير فصائلي، فالمحافظة لا تحتمل المزيد من الدم، أو جرها إلى ما لا تحمد عقباه، يجب أن يقتدي من يعتبر نفسه مجاهداً بأجداده المجاهدين الذين ما أن رحلت فرنسا حتى وضعوا أسلحتهم وعادوا إلى حياتهم الطبيعية، لكن الاستمرار بتعنتهم لا يبشر بالخير، وإنما يشير إلى تخوف العديد منهم من المتورطين بقضايا ما من المحاسبة ويجدون نجاتهم في إبقاء المحافظة تحت رحمة الفصائلية".
وتأسست حركة رجال الكرامة في السويداء عام 2014، بقيادة الشيخ وحيد البلعوس في ظل التوترات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المحافظة، وتعد الفصيل الأكبر في المحافظة وتستمد شرعيتها من المرجعية الدينية في السويداء. وقُتل البلعوس في تفجير عام 2015 اتهمت بتدبيره قوات النظام السابق. أما قوات شيخ الكرامة فقد تشكلت بعد اغتيال الشيخ وحيد البلعوس بقيادة ابنه ليث، لكنها تطورت لتصبح كياناً منفصلاً يحمل رؤية مختلفة عن الحركة الأم.