استمع إلى الملخص
- تعرض موكب نائب عمدة مقاطعة كرم لهجوم مسلح، مما أدى إلى إصابته وثلاثة من رجال الأمن، وأدانت الحكومة الهجوم لتهديده اتفاقية السلام بين القبائل السنية والشيعية.
- تراجعت الحكومة عن إرسال قافلة إغاثية إلى كرم خوفاً من الهجمات، وأغلقت قبائل سنية الطرق، معبرة عن رفضها لاتفاق السلام، وشهدت تشمكني هجوماً أسفر عن مقتل 6 أشخاص.
قتل عشرة أشخاص على الأقل عشرة وأصيب عدد آخر بجراح، أمس السبت، إثر هجوم انتحاري وأعمال عنف شهدتها باكستان كان أبرزها استهداف قافلة لقوات الأمن في إقليم بلوشستان، جنوب غربي البلاد. وقالت شرطة الإقليم، في بيان لها، إن التفجير وقع بالقرب من موكب لمسؤول أمني في منطقة تربت بإقليم بلوشستان، ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 32 آخرين. وأضاف البيان أنّ من بين الجرحى المسؤول الأمني ذوهيب محسن وستة من أفراد حراسته، مؤكداً أن خمسة من الجرحى في حالة حرجة جداً، ما قد يرفع حصيلة القتلى.
من جانبه، أعلن "جيش تحرير بلوشستان" الانفصالي أنّ أحد عناصره نفذ الهجوم الانتحاري على قافلة قوات الأمن الباكستانية، ونشر صوراً لمنفذ العملية ومشاهد تظهر فيها سيارة مفخخة يقودها انتحاري تنفجر في وسط قافلة للجيش. ودان كل من رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ورئيس وزراء حكومة إقليم بلوشستان سرفراز بكتي، في بيانين منفصلين، الهجوم، معربين عن أسفهما الشديد حيال سقوط القتلى والجرحى.
من جهة أخرى، تعرّض موكب نائب عمدة مقاطعة كرم القبلية شمال غربي باكستان جاويد محسود، لهجوم مسلح على الطريق بين المقاطعة ومدينة بيشاور، ما أدى إلى إصابته وثلاثة من رجال الأمن. ونُقل المسؤول المصاب ورجال الأمن إلى مستشفى عسكري في مدينة بيشاور، مركز إقليم خيبر بختونخوا شمال غربي باكستان.
ودان كل من الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء شهباز شريف، ووزير الداخلية محسن نقوي، الهجوم على المسؤول، معتبرين ذلك محاولة للقضاء على اتفاقية السلام التي أبرمت بين قبائل السنة والشيعة في مقاطعة كرم، الخميس الماضي، بعد اقتتال عنيف بينهما أدى إلى مقتل 129 شخصاً، بحسب الإحصائيات الرسمية، وأكثر من 200 شخص، بحسب الأرقام التي أعلنتها القبائل.
وعلى إثر الهجوم تراجعت الحكومة عن إيصال أول قافلة من المواد الإغاثية التي كانت في طريقها إلى مقاطعة كرم خوفاً من تعرّضها للاستهداف. وقالت حكومة إقليم خيبر بختونخوا، في بيان، إنّ القافلة التي كانت في طريقها إلى مقاطعة كرم التي تعاني من وضع إنساني صعب بسبب الحصار المطبق، أُعيدت بعدما وصلت إلى حدود المقاطعة، وذلك بعد الهجوم على نائب العمدة، وخوفاً من تعرّضها لأي عمل مسلح.
وعلم "العربي الجديد" من مصادر قبلية أنّ قبائل سنية في منطقة بغن وسط مقاطعة كرم أغلقت الطريق، وأنّ مئات من رجال تلك القبائل على استعداد للهجوم على كل من يعبر إلى مناطقهم. ورفضت تلك القبائل اتفاق السلام الذي جرى التوصل إليه أخيراً. وقالت إن الحكومة تحاول أن تعزز نفوذ الأقلية الشيعية على حسابها. وحول الهجوم على المسؤول الحكومي جاويد محسود، أكدت المصادر أن الهجوم جاء في إطار الصراع بين الشيعة والسنة، مشيرة إلى أنه لا يمكن القول إنّ القبائل المعارضة لاتفاق السلام هي التي تقف خلف الهجوم.
إلى ذلك، قتل ستة أشخاص، بينهم رجال من القبائل موالون للحكومة، في هجوم مسلح وقع في منطقة تشمكني قرب مدينة بيشاور. ولم تتبنّ أي جهة على الفور مسؤولية الهجومين. وفيما تدعو بعض القبائل (الشيعة) وبعض الأحزاب الدينية من الجيش الباكستاني إلى شنّ عمليات واسعة النطاق في منطقة القبائل كلها، تحديداً في منطقة كرم التي تشهد منذ شهرين قتالاً طائفياً، تعارض معظم قبائل المنطقة (السنية) أي نوع من العمليات المسلحة، وبعضها توعدت بالوقوف ضد الجيش إذا قام بأي عملية مسلحة، وهو ما جعل القوات المسلحة في حالة من التردد.