- القيادة المركزية الأميركية أعلنت عن تنفيذ 94 مهمة ضد "داعش" بالتعاون مع قوات الأمن العراقية و"قسد"، أسفرت عن مقتل 18 عنصراً واعتقال 63، وجهود لإعادة تأهيل ودمج أفراد من مخيمي الهول وروج.
- فصيل الجبهة الشامية كشف عن اعترافات لمتهمين بتنفيذ تفجير في أعزاز بتمويل من حزب العمال الكردستاني، مما يبرز التوترات والتحديات الأمنية في مناطق المعارضة السورية.
قتل عنصران من قوات النظام السوري وجرح ثالث في هجوم لتنظيم "داعش" الإرهابي ليل الجمعة السبت على مواقع لجيش النظام والمليشيات الإيرانية عند منطقة الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة ودير الزور شرقيّ سورية.
وقال الناشط الإعلامي جاسم علاوي لـ"العربي الجديد"، إن التنظيم سيطر لأكثر من ساعة على قرية العوسج القريبة من حاجز القوس في قرية معدان عتيق على الطريق الواصل بين محافظة دير الزور والرقة وخط الإمداد من ريف دير الزور الغربي، مضيفاً أن قوات النظام استقدمت تعزيزات من مدينة معدان في ريف الرقة الشرقي، لصدّ الهجوم الذي ترافق مع إطلاق قنابل مضيئة.
وأوضح علاوي أن الهجوم كان إغارة فقط على مواقع قوات النظام، ولم تستمر السيطرة على المواقع المستهدفة من عناصر التنظيم لوقت طويل، وهي المرّة الأولى التي يتمكن فيها التنظيم من قطع خط إمداد الرقة ــ دير الزور لجيش النظام والمليشيات الموالية له.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، تمركز عناصر التنظيم في محيط قريتي القصبي والبويطية، التابعتين لناحية التبني في ريف دير الزور الشرقي، قبل استقدام النظام تعزيزات عسكرية مكونة من مليشيا الدفاع الوطني ولواء القدس باتجاه المنطقة لتعزيز نقاط قواته وفتح الطريق الذي قطعه عناصر التنظيم.
94 مهمة للتحالف ضد "داعش" في سورية
من جهة أخرى، أوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان صدر عنها فجر اليوم السبت، أنها نفذت بالتعاون مع شركائها من قوات الأمن العراقية وقوات سورية الديمقراطية "قسد" منذ مطلع يناير/ كانون الثاني حتى نهاية مارس/ آذار من العام الجاري، 94 مهمة ضد التنظيم، أدت إلى مقتل 18 عنصراً واعتقال 63 آخرين.
ونفذت القيادة في سورية 28 عملية مشتركة نتج منها مقتل 7 عناصر من التنظيم واعتقال 27 آخرين، في حين أدت العمليات المشتركة لها مع قوى الأمن العراقية إلى مقتل 11 عنصراً خلال 66 عملية واعتقال 36 آخرين بحسب البيان.
وأشار البيان إلى استمرار ملاحقة 2500 عنصر من التنظيم في كل من سورية والعراق، وجهود دولية مستمرة لإعادة أكثر من 9000 معتقل داعشي في مرافق الاحتجاز في سورية، وعودة أكثر من 45000 فرد وعائلة من مخيَّمَي الهول وروج وإعادة تأهيلهم ودمجهم.
بدوره، قال الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية: "نحن ملتزمون بالهزيمة الدائمة لتنظيم داعش بسبب التهديد الذي يشكله على المستويين الإقليمي والعالمي".
وأضاف كوريلا: "نواصل تركيز جهودنا تحديداً على استهداف عناصر داعش الذين يسعون للقيام بعمليات خارجية، خارج العراق وسورية، بالإضافة إلى هؤلاء الذين يحاولون إخراج أعضاء تنظيم داعش المحتجزين، في محاولة لإعادة تشكيل قواتهم"، مشيراً إلى أن هزيمة التنظيم تتطلب ضغطاً مستمراً من الشركاء والتحالف الدولي.
اعترافات شخصين بالمسؤولية عن تفجير أعزاز الدامي
من جانب آخر، بثّ فصيل الجبهة الشامية المنضوي في "الجيش الوطني السوري" المعارض، ما قال إنها اعترافات شخصين أكدا في التحقيقات أنهما وراء التفجير الذي ضرب مدينة أعزاز قبل أيام، وأدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين في معقل المعارضة البارز بمحافظة حلب شمالي البلاد.
واعترف الشخصان في تسجيل مصوّر بُثّ، أمس الجمعة، أنهما تقاضيا مبلغ 700 دولار من قيادي في حزب العمال الكردستاني مقابل تفجير عبوة في أحد الحواجز العسكرية بمنطقة عفرين الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة شمال غربي محافظة حلب، وكشفا أنهما وضعا العبوة فوق سيارة في مدينة أعزاز لأنهما لم يستطيعا تفجيرها عند حاجز عسكري، وانتظرا حتى دخلت السيارة السوق ونفذا التفجير. وبحسب الاعترافات، يعمل الشخصان في شحن البضائع من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سورية، إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" المعارض.
وكان التفجير الذي وقع في منتصف ليل 31 مارس/ آذار الماضي، قد أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، فضلاً عن أضرار كبيرة في المحال التجارية والسيارات التي كانت مركونة في السوق الرئيسي بالمدينة، التي تعد المعقل الأبرز للمعارضة السورية. وسبّب التفجير حالة من الهلع لدى السكان ولا سيما أنّ المدينة لم تتعرض لتفجيرات دامية منذ عدة أشهر. وتضم أعزاز الكثير من النازحين والمهجرين من مختلف المناطق السورية، فضلاً عن وجود مقرات لأغلب مؤسسات المعارضة السورية السياسية والإدارية.
وتتعرض المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة السورية في شمال البلاد سواء غربي الفرات أو شرقه، بين وقت وآخر لعمليات تفجير سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة تودي بحياة مدنيين وعسكريين.
وتتجه أصابع الاتهام بالوقوف وراء هذه التفجيرات إلى الوحدات الكردية؛ أبرز مكون في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وإلى ما يسّمى بـ "قوات تحرير عفرين"، وهي مليشيا تابعة للنظام السوري تتمركز في ريف حلب الشمالي غير بعيد عن مناطق المعارضة.
وتؤكد فصائل المعارضة أن هذه الميلشيا تحاول زعزعة الاستقرار في الشمال السوري الواقع تحت سيطرة هذه الفصائل المتهمة بالتقصير في تلافي الثغرات الأمنية وانشغالها في التنافس على النفوذ في منطقة محدودة الموارد. كما تنتشر قوات النظام ومليشيات محلية مرتبطة بالجانب الإيراني في أجزاء واسعة من ريف حلب الشمالي، خاصة في محيط بلدتي نبّل والزهراء.
وترتبط مناطق "الجيش الوطني السوري" مع مناطق سيطرة "قسد" بأكثر من معبر، لعل أبزرها معبر الحمران قرب جرابلس، شمال شرقي حلب، والذي يحظى بأهمية كبرى كونه المعبر الوحيد الذي يمر عبره النفط الخام القادم من مناطق "قسد" إلى الشمال السوري، وإلى الشمال الغربي حيث مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام".