حظرت السلطات في قرغيزستان اليوم السبت، التجمعات وفرضت حظر التجول في عاصمة الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، في محاولة لإنهاء أسبوع من الاضطرابات التي أشعلتها انتخابات برلمانية متنازع عليها.
وجاء إعلان حظر التجول من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساء في بيشكك، في أعقاب مرسوم الرئيس سورونباي جينبيكوف أمس الجمعة بإعلان حالة الطوارئ في المدينة حتى 21 أكتوبر / تشرين الأول.
كذلك أمر الجيش بنشر قوات في العاصمة لتطبيق الإجراء. وشوهدت قوافل من الشاحنات العسكرية تدخل المدينة.
وواجه جينبيكوف دعوات للتنحي من آلاف المتظاهرين الذين اقتحموا المباني الحكومية في الليلة الماضية بعد أن اكتسحت الأحزاب الموالية للحكومة مقاعد برلمانية في تصويت يوم الأحد.
كذلك أطلق المتظاهرون سراح الرئيس السابق ألمازبيك أتامباييف، الذي حُكم عليه بالسجن 11 عاماً في يونيو / حزيران بتهم الفساد وإساءة استخدام المنصب، والتي وصفها هو وأنصاره بأنها انتقام سياسي من قبل جينبيكوف.
ويمثل الاضطراب المرة الثالثة خلال 15 عاماً التي يتحرك فيها المحتجون لإطاحة حكومة في قرغيزستان، الدولة الواقعة في آسيا الوسطى التي يبلغ عدد سكانها 6.5 ملايين نسمة، والتي تعد واحدة من أفقر الدول التي خرجت من الاتحاد السوفييتي السابق.
وكما حدث في الانتفاضتين اللتين أطاحتا رئيسي البلاد في عامي 2005 و2010، كانت الاحتجاجات الحالية مدفوعة بالمنافسات العشائرية التي تلعب دوراً مهيمناً في سياسة البلاد.
وبعد محاولة في البداية لتفريق المتظاهرين في الساعات التي تلت التصويت، تراجعت الشرطة وامتنعت عن التدخل في المظاهرات. بدأ سكان العاصمة في تشكيل مجموعات أهلية لمنع النهب الذي صاحب الانتفاضات السابقة في البلاد.
وتحت ضغط المحتجين، ألغت لجنة الانتخابات المركزية نتائج الانتخابات البرلمانية وتحرك قادة الاحتجاج بسرعة لتشكيل حكومة جديدة.
وفي جلسة برلمانية طارئة يوم الثلاثاء جرى تعيين النائب سادير زابروف رئيساً جديداً للوزراء، لكن هذه الخطوة اعترضت عليها على الفور جماعات احتجاجية أخرى، ما أغرق البلاد في حالة من الفوضى.
وأمس الجمعة، هاجم أنصار زابروف المتظاهرين المؤيدين لأتامباييف في ساحة بيشكك المركزية ورشقوهم بالحجارة والزجاجات.
وأطلق رجل معه مسدس عدة أعيرة نارية على سيارة أتامباييف بينما كانت تسير مبتعدة، لكن الرئيس السابق لم يصب بأذى. كذلك تعرّض اثنان من السياسيين الآخرين التابعين لأتامباييف لإطلاق النار على سيارتيهما أثناء مغادرة الميدان، حسبما قال حزبهما. لكنهما لم يصابا.
وأصيب سياسي آخر بجروح بالغة وسط الاشتباكات التي دارت في الميدان، وأصيب عدد آخر.
واستغل جينبيكوف، الذي ظل بعيداً عن الأضواء معظم الأسبوع الماضي، الاقتتال الداخلي بين خصومه ليدعم موقفه. والتقى مع رئيس الأركان العامة الجديد للجيش أمس الجمعة، قائلاً إنه يعتمد على القوات المسلحة للمساعدة في استعادة النظام.
وقال جينبيكوف في بيان مساء أمس الجمعة "نرى تهديداً حقيقياً لوجود دولتنا. يجب عدم التضحية بالحياة السلمية لمواطنينا من أجل الشغف السياسي".
(أسوشيتد برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
