فرضت "الأسايش"، وهي قوات الأمن التابعة لـ"الإدارة الذاتية" (التابعة لقوات سوريا الديمقراطية)، طوقاً أمنياً في محيط سجن علايا بمدينة القامشلي شمال شرقي سورية، وداهمت منازل في الأحياء، بحجة حصولها على معلومات عن تسلّل خلية لتنظيم "داعش" بهدف الدخول للسجن عن طريق الأنفاق.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ قوات الأمن "الأسايش" استنفرت منذ فجر اليوم الأربعاء، وطوّقت محيط سجن علايا في مدينة القامشلي، كما طوّقت منازل في الأحياء المحيطة به.
وبدأت القوات الأمنية بحملة تفتيش في المنازل، تزامناً مع عمليات تفتيش أخرى في محيط سجن غويران بمدينة الحسكة، فيما لم ترد معلومات مؤكدة عن حدوث اعتقالات. وأخلت القوات ثلاث مدارس في محيط السجن من الطلاب.
وأوضحت المصادر، التي تفضّل عدم ذكر اسمها لدواع أمنية، أنّ قوات الأمن حصلت على معلومات تفيد بتسلل عناصر من خلايا تنظيم "داعش"، وشروعها في حفر أنفاق بهدف الوصول إلى السجنين اللذين يضمّان الآلاف من عناصر وقياديي التنظيم، وجلّهم من الأجانب.
وبحسب المصادر، فقد شاركت في العملية قوات عسكرية تابعة لفرق مكافحة الإرهاب، وأخرى تابعة للاستخبارات العسكرية في مليشيات "قسد" التي تقودها "وحدات حماية الشعب"، بدعم من التحالف الدولي ضد "داعش"، واستخدمت في العملية مدرعات أميركية.
وفي السادس من مارس/آذار الحالي، نفذت "قسد" حملة مشابهة في محيط غويران، اعتقلت خلالها أشخاصاً مدنيين لأسباب غير معروفة. وجاء ذلك عقب استنفار قواتها في محيط السجن، بعد ورود معلومات عن حدوث استعصاء أو محاولة استعصاء داخله من عناصر تنظيم "داعش"، ونية التنظيم شن هجوم على السجن من الخارج.
يذكر أنّ تنظيم "داعش" شنّ، مطلع العام الماضي، هجوماً واسع النطاق من خلايا نائمة له في منطقة شرقي الفرات، على سجن غويران المركزي في مدينة الحسكة، في أقصى الشمال الشرقي من سورية، لتحرير قياديين وعناصر من التنظيم كانوا محتجزين في السجن. وأدى الهجوم إلى مقتل المئات من السجناء ومن عناصر "قسد" التي بوغتت بالهجوم، فارتبكت في طريقة التعامل معه، قبل أن يتدخل التحالف الدولي بقيادة أميركا ويساعد هذه القوات في الحيلولة دون هروب سجناء التنظيم بشكل كامل.
سجن علايا
ويقع سجن علايا شمال شرق مدينة القامشلي، قرب الطريق السادس المؤدي إلى معبر اليعربية مع العراق، وعلى مسافة تقارب 2.6 كيلومتر من الحدود السورية التركية.
وبحسب المصادر، فقد أقامت "قسد" السجن بدعم بريطاني ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش". وفي 20 يناير/كانون الثاني 2022، بعد هجوم من داعش على سجن غويران، نقلت القوات مئات العناصر إلى سجن علايا، كما نقلت أطفالاً كانوا منتسبين للتنظيم.
ولا توجد معلومات دقيقة عن عدد المعتقلين في سجن علايا، خصوصاً أن "قسد" نقلت أيضاً سجناء إلى أماكن أخرى، منها سجون ضمن قواعد التحالف الدولي في الحسكة ودير الزور.
وكان سجن علايا قبل 2011 سجناً للمحكومين والموقوفين الجنائيين، وسيطرت عليه "قسد" لاحقاً إثر صراع مع النظام السوري في المدينة، على غرار سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة.