أعادت مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، أمس الثلاثاء، سحب قواتها من مواقع تموضعها في مناطق بريف دير الزور الشرقي، عقب خوضها اشتباكات مع عشائر عربية خلال الأسبوعين الماضيين، فيما جددت قوات النظام القصف في شمال غربي البلاد.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "قسد" سحبت قواتها التي جاءت بها سابقاً إلى خط الفرات عند الضفة الشمالية في ناحية الشحيل وذيبان والباغوز، مضيفة أن القوات الذي سحبتها تمركزت في حقل العمر النفطي وجلها سحب من مناطق الباغوز والجرذي وهجين والبصيرة وذيبان والحوايج.
وذكرت المصادر أن "قسد" لم تسحب قواتها بالكامل، كما يشاع، بل سحبت التعزيزات العسكرية التي جاءت بها أخيراً على خلفية الاشتباكات مع مسلحي العشائر الذين يقودهم شيخ العكيدات إبراهيم الهفل، مضيفة أن هناك إشاعات عن نية "قسد" شن عملية أمنية لاحقاً بهدف البحث عن أسلحة في منازل المدنيين.
وبحسب المصادر، تثير هذه الإشاعات مخاوف السكان من حدوث انتهاكات بحقهم، خاصة أن الحملة الأخيرة التي نفذتها "قسد" أدّت إلى مقتل مدنيين واعتقال مدنيين لا علاقة لهم بالحوادث الأخيرة.
من جانبها، قالت شبكة "فرات بوست" المحلية إن "قسد" سحبت قوات لها من ضفة الفرات، وتمركزت القوات المنسحبة في قاعدة حقل العمر النفطي وساحة هجين والمجبل.
وعاشت المنطقة، خلال الأسبوعين الماضيين، توتراً إثر اشتباكات وعمليات عسكرية لـ"قسد" بدأت عقب اعتقالها أحمد الخبيل الملقب لـ"أبو خولة"، قائد مجلس دير الزور العسكري، واتهامه بالفساد.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أدّت الاشتباكات التي بدأت في الـ27 من أغسطس/ آب الماضي إلى مقتل 90 شخصا، بينهم 9 مدنيين، منهم 5 أطفال وسيدتان، و57 من المسلحين المحليين و24 من عناصر "قسد"، بينهم 12 من أبناء إدلب والحسكة ودير الزور، كما أُصيب 104 أشخاص، بينهم 13 مدنياً.
وفي شمال غربي البلاد، جددت قوات النظام السوري صباح اليوم قصفها المدفعي والصاروخي على جبل الزاوية جنوبي إدلب، ما أوقع أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وقال الناشط مصطفى المحمد إن القصف تركز بشكل عنيف على محور بلدة كنصفرة وبلدة البارة، مشيراً إلى أن المنطقة شبه خالية من المدنيين بسبب نزوح السكان من المنطقة جراء التصعيد المستمر.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قد أفاد أمس بأن استمرار الأعمال العدائية، بما في ذلك القصف، أدّى إلى نزوح حوالي 5300 عائلة في الفترة ما بين الأول والتاسع من سبتمبر/أيلول الجاري في شمال غربي سورية.
وأشار المكتب، في تقرير، إلى أن أعمال العنف شملت خطوط التماس بين المعارضة السورية وقوات النظام السوري وبين المعارضة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" في حلب وإدلب. وأضاف أن التصعيد أدّى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرين، بمن فيهم 11 طفلا، كما تضررت ست مدارس على الأقل جراء الأعمال العدائية في إدلب.