استمع إلى الملخص
- التصعيد العسكري التركي: كثفت تركيا قصفها لمواقع "قسد" في شمال شرق سوريا بعد هجوم أنقرة، مستهدفة مواقع استراتيجية. دعا مظلوم عبدي القوى الدولية للضغط على تركيا لوقف هجماتها.
- الأحداث في درعا: قُتل وليد الناطور في نوى، وشن "اللواء الثامن" مداهمات في درعا. أُفرج عن محمد الزعبي ومحمد الوادي بعد اختطافهما، مع دفع فدية للوادي.
أغلقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المعبر الواصل بين مناطق سيطرتها وسيطرة "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، نافية أي صلة لها بالتفجير الذي استهدف أنقرة الأربعاء الماضي، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم السبت، استهداف 17 عنصراً في "قسد" خلال عملياتها العسكرية المتواصلة ضد معاقلهم. وقصفت "قسد" مناطق سكنية في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، ومزارع قرية البلدق بريف جرابلس شرقي حلب. وأكد "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) تعرض الأحياء السكنية وأطراف مدينة إعزاز لقصف مدفعي مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام السوري و"قسد" اليوم، فيما ذكرت مصادر محلية وقوع عدة إصابات بين المدنيين جراء القصف الصاروخي على قرية البلدق، إضافة إلى وقوع أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وطالبت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة الفصائل بالرد "الحازم والفوري" على هذا القصف. وقالت الوزارة عبر حسابها على منصة "إكس" إن "المليشيات الانفصالية (في إشارة إلى "قسد") تستمر في استهداف المدنيين بالصواريخ وقذائف المدفعية، وآخرها قصف مدينتي الباب وأعزاز، ما أدى إلى وقوع إصابات خطيرة". من جانبها، أغلقت "قسد" معبر عون الدادات في ريف منبج، شرقي حلب، الذي يفصل مناطق سيطرتها عن مناطق "الجيش الوطني"، فيما استهدفت تركيا 17 عنصراً في "قسد" شمالي سورية، وفق وكالة "الأناضول".
تركيا تكثف قصفها مناطق "قسد"
وذكر الناشط علي جان لـ"العربي الجديد" أن من بين الأهداف التي قصفها سلاح الجو التركي "مركزاً للتجنيد بالقامشلي، وموقعاً عسكرياً بجانب معمل الألبان في منطقة المالكية (ديريك)، ومرآباً عسكرياً، ومستودعاً للأسلحة في عامودا، ومركزاً لأعمال الإنشاءات العسكرية والأنفاق في تل تمر" بريف الحسكة الشمالي. كما استهدف القصف لأول مرة محطة تل عدس التي توزع المحروقات على مختلف مناطق شمال شرق سورية، وتزوّد النظام السوري بصهاريج النفط. وتقصف تركيا منذ أيام مواقع "قسد" في شمال شرق سورية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
ويأتي التصعيد بعد الهجوم المسلح الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء "توساش" في العاصمة أنقرة الأربعاء، والذي تقول تركيا إن منفذيه قدموا من سورية. من جانبه، نفى زعيم "قسد" مظلوم عبدي، اليوم السبت، تورط قواته في هجوم أنقرة الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. وقال عبدي خلال كلمة متلفزة بثها الموقع الرسمي لـ"قسد" إن تركيا "لا تملك دليلاً يثبت تسلل منفذي الهجوم من سورية"، مشدداً على التزام قواته بعدم القيام بأي عمليات عسكرية داخل الأراضي التركية. ودعا عبدي القوى الدولية إلى ممارسة ضغوط أكبر على تركيا لإجبارها على وقف هجماتها، معتبراً أن الهدف الأساسي لتركيا من هذه الهجمات هو "القضاء على مشروع الإدارة الذاتية".
درعا: قتيل وإفراج عن مختطفين
وفي جنوب سورية، قتل وليد عبد الكريم الناطور، الملقب بأبو سوار، إثر استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مسلحين لم تعرف هويتهم بعد في مدينة نوى غربي درعا، وهو يتزعم مجموعة مسلحة تتبع لفرع الأمن العسكري بدرعا. وذكر الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن مدينة نوى تشهد توتراً واستنفارا للمسـلحين مشيراً الى أن الناطور كان قد استُهدف في وقت سابق، ما أدى إلى إصابته بجروح.
من جهة أخرى، قال الحوراني إن "اللواء الثامن"، الذي يتبع إدارياً للأمن العسكري التابع للنظام السوري، شن حملة مداهمات وتمشيط لخيام البدو في المنطقة المحيطة ببلدة مليحة العطش في الريف الشرقي من محافظة درعا، وذلك بعد حملة مماثلة قام بها أمس في السهول الممتدة بين بلدتي نامر ومليحة العطش، وذلك بحثاً عن مطلوبين ممن يتهمهم اللواء الثامن بعمليات الخطف والسرقة والعمل في تجارة المخدرات في المنطقة.
من جهة أخرى، جرى الإفراج، اليوم، عن محمد الزعبي، أمين فرقة حزب "البعث" في مدينة إزرع شمالي درعا، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على اختطافه، من دون الكشف عن تفاصيل الجهة الخاطفة، وكيفية حصول عملية الإفراج. وتعرض الزعبي للاختطاف أثناء ذهابه إلى بلدة المسيفرة في الريف الشرقي. وصدر في بداية شهر أغسطس/آب بيان لعائلة الزعبي يشير إلى مطالبة الخاطفين بفدية مالية كبيرة للإفراج عنه، وأكد رفض العائلة الاستجابة لمطالب الخاطفين. كما جرى اليوم الإفراج عن الشاب محمد سمير الوادي من مدينة إنخل شمالي درعا، بعد أكثر من عشرين يوما على اختطافه، وذلك بعد دفع مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي فديةً ماليةً للخـاطفين، وفق ما أفاد به مصدر موقعَ "درعا24" المحلي.