نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي، بعد منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، عدة غارات جوية استهدف من خلالها مطار دمشق الدولي ومواقع عسكرية تابعة للمليشيات الإيرانية في ريف العاصمة السورية دمشق، وسط معلومات عن استهداف موقع عسكري لقوات النظام بريف محافظة السويداء، جنوبي سورية.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن مدنيين سوريَّيْن قُتلا، فجر اليوم، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط دمشق وجنوب البلاد، وهو الهجوم الرابع من نوعه في أقل من أسبوع.
وقالت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ عدة غارات جوية استهدف خلالها مطار دمشق الدولي وعدة نقاط عسكرية أخرى تابعة للمليشيات الإيرانية في الريف الجنوبي لدمشق.
وأكد موقع "صوت العاصمة" المُهتم بأخبار دمشق أن "هناك حركة كثيفة لسيارات الإسعاف على طريق مطار دمشق الدولي عقب الاستهداف الإسرائيلي".
بدوره، قال موقع "السويداء 24" إن "صوت انفجار قوي هز الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة السويداء"، موضحاً أن "المعلومات الأولية تشير إلى قصف إسرائيلي استهدف نقطة رادار تل الصحن التابعة لقوات النظام السوري".
في المقابل، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن "الدفاعات الجوية تصدت لصواريخ العدوان الإسرائيلي وأسقطت عدداً منها"، موضحةً أن "العدوان الإسرائيلي استهدف محيط العاصمة دمشق"، من دون التطرّق إلى تفاصيل أخرى حول الاستهداف.
ونفذ سلاح الجو الإسرائيلي عدة غارات جوية في سورية خلال أقل من أسبوع استهدف خلالها مطار الضبعة بحمص ومراكز ومواقع عسكرية في جبل المانع، وجبل المضيع، ومستودعات الصواريخ "714" بقرية حرجلة في ريف دمشق ونقطة عسكرية تابعة لـ"الفرقة الأولى" في محيط منطقة الكسوة، غرب العاصمة دمشق.
وكان "الحرس الثوري الإيراني" قد أعلن في بيان صحافي، يوم الأحد الماضي، عن مقتل النقيب مقداد مهقاني متأثراً بجراحه جراء إصابته بغارة من سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت مواقع عسكرية بدمشق.
وكانت العلاقات العامة لدى "الحرس الثوري الإيراني" قد أكدت، في بيان نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية يوم الجمعة الفائت، أن ميلاد حيدري، أحد مستشاري وضباط الحرس الثوري، قُتل في "الهجوم الإجرامي للكيان الصهيوني" فجر يوم الجمعة على محيط دمشق.
وكشفت مصادر خاصة لـ صوت العاصمة، اليوم الثلاثاء، طبيعة الانفجار والحرائق التي حدثت على أطراف حي الميدان ليلة 30 آذار/مارس الفائت خلال استهداف الإسرائيلي لمحيط مدينة دمشق.
وأشارت المصادر إلى أن صاروخاً موجّهاً استهدف سيارة كانت تقل المستشارين الإيرانيين اللذين أعلنت إيران عن مقتلهما في سورية بعيد القصف.
وقالت المصادر إن القياديين الإيرانيين كانوا في طريقهم إلى اجتماع في أحد المقرات المحيطة بإدارة أمن الدولة في حي كفرسوسة، قبل أن يطاول سيارتهما صاروخ إسرائيلي أودى بحياة الأول، ليفارق الثاني الحياة متأثراً بجراحه بعيد يوم من القصف.
وقالت مصادر صوت العاصمة إن السيارة كانت تقل ثلاثة أشخاص وسائق المستشارين الإيرانيين وضابطاً سورياً برتبة عقيد، لم يُعرف مصيره حتى الآن.
وسبق عملية الاغتيال في وسط مدينة دمشق استهداف لإحدى منظومات الدفاع الجوي، وإطلاق عدد من الصواريخ لتشويش الدفاعات الجوية وفتح المجال أمام الصاروخ الموجه الذي استهدف سيارة المستشارين.
وفي الثاني والعشرين من هذا الشهر، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مطار حلب الدولي، ومطار النيرب العسكري في مدينة حلب، ما أسفر عن خروج مطار حلب الدولي عن الخدمة.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنّ 15 عنصراً من قوات النظام والمليشيات الموالية لها قُتلوا في 19 فبراير/ شباط الفائت، جراء قصف إسرائيلي استهدف حياً سكنياً في دمشق، كما تعرض مطار حلب الدولي، في سبتمبر/ أيلول عام 2022، لضربتين إسرائيليتين منفصلتين خرج على أثرهما عن الخدمة قبل أن يعود للعمل بعد حوالي عشرة أيام.
إيران تتوعد بـ"تدابير حازمة" لحماية قواتها ومصالحها في سورية
إلى ذلك، وتعليقاً على تصاعد الهجمات الإسرائيلية ضد المصالح الإيرانية في سورية، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في تغريدة اليوم الثلاثاء، إنه "كلما تعزز مسار الدبلوماسية والتعاون في منطقة الشرق الأوسط، زادت مغامرات الكيان الصهيوني الغاصب".
ولفت إلى أن "وجود وبقاء الكيان الإسرائيلي الغاصب يقومان على الحرب واللاأمن وبثّ الخلاف في المنطقة"، مؤكداً أن هذا الكيان "لا مفر أمامه من الانهيار الداخلي".
وأكد نائب وزير الدفاع الإيراني للشؤون الدولية العميد حمزة قلندري، اليوم الثلاثاء، أنّ بلاده تساعد سورية لتحسين دفاعها الجوي في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.
وقال قلندري، وفق وكالة "تسنيم" الإيرانية، إنّ "سورية كانت في الماضي بلداً لا يمكنه الدفاع أمام الهجمات الجوية للكيان الصهيوني، لكن الحكومة السورية اليوم تدفع معظم هذه الهجمات".
وأضاف القائد العسكري الإيراني: "إننا نرى أنفسنا ملزمين بمساعدة الدول الصديقة مثل سورية، لتحسين قدرات دفاعها الجوي للتصدي للأهداف الجوية".
من جهته، أشار المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف، اليوم الثلاثاء، إلى مقتل مستشارين إيرانيين في سورية في القصف الإسرائيلي في دمشق الجمعة الماضي، مضيفاً: "سننتقم لدماء هؤلاء الشهداء"، على حد تعبيره.
وتابع المتحدث العسكري الإيراني أنّ "الصهاينة يعلمون خلال الساعات الماضية ماذا حدث لهم". ولم يوضح شريف ماذا يقصد من هذا الكلام، لكن وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأنّ هجوماً سيبرانياً استهدف مواقع الجامعات الكبرى في إسرائيل.
بدوره، قال السفير الإيراني في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني في رسالة إلى الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريس ورئيس مجلس الأمن الدولي، أمس الإثنين، إن "حضور إيران في سورية قانوني"، متوعداً بأن بلاده ستتخذ "إجراءات حازمة لحماية قواتها ومصالحها ومنشآتها، أمام أي تهديد أو تصرف غير قانوني لأميركا أو لاعبين آخرين".
وأفادت وكالة "نور نيوز" الإيرانية بأن رسالة المندوب الإيراني في الأمم المتحدة جاءت رداً على رسالة أميركية تضمنت "مزاعم باطلة" ضد الحضور الإيراني في سورية.