جدد الطيران التركي، اليوم الثلاثاء، قصفه لمواقع حزب "العمال الكردستاني" المعارض لأنقرة، في مدينة العمادية التابعة لمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق، والواقعة قرب الحدود مع تركيا.
وقالت وسائل إعلام عراقية كردية إن طائرات تركية نفذت، بعد ظهر الثلاثاء، ضربات جوية ضد مقرات تتبع مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في جبل متين بمدينة العمادية الواقعة ضمن محافظة دهوك على الحدود مع تركيا، موضحة أن القصف استهدف قمة الجبل التي يتمركز عليها مقاتلو الحزب، دون أن تكشف عن الخسائر التي خلفها القصف.
ويعتبر القصف الثاني من نوعه خلال أقل من 24 ساعة ويستهدف جيوبا ومواقع يتخذها مسلحو الحزب منطلقا لتنفيذ هجمات داخل الأراضي التركية المجاورة بين فترة وأخرى.
وقالت مصادر محلية في دهوك إن المنطقة التي تعرضت للقصف تمثل أحد أهم معاقل "العمال الكردستاني" الذي يختفي عناصره في أنفاق تحت جبل متين، موضحة لـ "العربي الجديد" أن الجبل ومناطق أخرى تابعة لمدينة العمادية سبق أن تعرضت لقصف جوي ومدفعي تركي تسبب بسقوط قتلى وجرحى من "العمال الكردستاني".
وأمس الإثنين، نفذ الطيران التركي ضربات جوية استهدفت معاقل حزب "العمال الكردستاني" في محافظتي دهوك وأربيل.
يذكر أن حزب "العمال الكردستاني" المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا ودول أوروبية يتخذ من مناطق في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية بإقليم كردستان، ومدينة سنجار غرب محافظة نينوى (شمال العراق) معقلا له. وعلى الرغم من الضربات التركية المتكررة ورفض بغداد وأربيل لوجود الحزب إلا أنه يرفض مغادرة الأراضي العراقية.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، شهدت مدينة سنجار توترا بين الجيش العراقي ومقاتلي حزب "العمال الكردستاني" بعد إزالة عناصر تابعة للحزب العلم العراقي الذي رفعه الجيش وسط الساحة مطلع فبراير/ شباط الحالي، ووضعهم صورة لزعيم الحزب عبد الله أوجلان بدلاً منه، ما دفع قائد الفرقة 20 بالجيش العراقي، العميد الركن أثير الربيعي، إلى وضع العلم مرة أخرى، والتهديد بـ "دفن" من يفكر بإزالته من مسلحي "العمال الكردستاني".
وتنفذ القوات التركية، منذ الثالث والعشرين من إبريل/ نيسان الماضي 2021، عمليات برية وجوية متواصلة، ضد مسلحي حزب العمال المتحصنين في بلدات حدودية عراقية ضمن إقليم كردستان.
وأطلقت أنقرة على تلك العمليات اسم "مخلب البرق" و"الصاعقة"، وتستهدف مناطق عدة، أبرزها العمادية وزاخو وجبل متين، وأفاشين وباسيان وجبل كيسته، والزاب، شمال دهوك وشرق أربيل، حيث ينشط مسلحو حزب العمال الذي تصفه تركيا بـ"الإرهابي" في تلك المناطق، ويستخدمونها منطلقاً لتنفيذ هجمات متكررة على الأراضي التركية المجاورة.