قال مسؤولون عسكريون وأمنيون عراقيون في محافظة الأنبار، غربي البلاد، اليوم الثلاثاء، إن قصفاً، يرجح أنه أميركي، استهدف شاحنة واحدة على الأقل تابعة لفصيل مسلح كانت متجهة من بغداد إلى محافظة الأنبار على الطريق الدولي السريع المؤدي إلى سورية، أدى إلى تدميرها.
يأتي ذلك بالتزامن مع قصف بصواريخ الكاتيوشا استهدف قاعدة "عين الأسد"، التي تضم المئات من العسكريين الأميركيين في منطقة البغدادي الواقعة على بعد 200 كيلومتر غربي بغداد، دون معرفة تفاصيل الخسائر التي نتجت عن الهجوم.
وتشهد محافظة الأنبار الحدودية مع سورية والأردن والسعودية نشاطاً متزايدا للجماعات المسلحة الحليفة لطهران منذ أسابيع يستهدف الوجود الأميركي في قاعدة "عين الأسد"، وكذلك المواقع الأميركية الموجودة في منطقة (التنف)، ودير الزور السورية المجاورة للمحافظة، حيث تسيطر الفصائل المسلحة على أجزاء واسعة من الشريط الحدودي بين البلدين.
وقال مسؤول عسكري في قيادة عمليات الجيش بمحافظة الانبار لـ"العربي الجديد"، إن قصفاً يُرجح أنه أميركي استهدف شاحنة من طراز تويوتا تابعة لجماعة "كتائب حزب الله" كانت على الطريق الدولي السريع، غرب بغداد، المتجه الى الحدود السورية وتحديدا في منطقة أبو غريب.
وأكد عنصر شرطة في منطقة أبو غريب أن الحادث الذي وقع بحدود الساعة الخامسة من فجر اليوم دمر سيارة واحدة على الأقل، وسمعت أصوات انفجارات ولم تتمكن قوات الدفاع الاقتراب منها بسبب وجود عتاد وذخيرة كانت تتفجر بداخلها.
وفي الرمادي، مركز محافظة الأنبار، سُمع انفجار آخر عنيف وإطلاق نار من أسلحة متوسطة في منطقة جزيرة البو بالي، دون معرفة تفاصيل دقيقة حول سبب ذلك.
في السياق، نشرت منصات تابعة لفصائل عراقية مسلحة صورا ومقاطع فيديو تظهر شاحنة مدمرة بعد اللحظات الأولى من قصف قالت إنه أميركي، دون أن تعلق السلطات على هذه الأحداث لغاية الآن.
وتأتي التطورات الأمنية بالتزامن مع قصف جديد هو الثالث من نوعه خلال أقل من يومين الذي يستهدف قاعدة "عين الأسد"، التي تضم مئات العسكريين الأميركيين غربي الأنبار.
وقالت مصادر في بلدة البغدادي، التي تقع داخلها القاعدة لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مسيرة واحدة على الأقل وعددا من صواريخ الكاتيوشا استهدفت القاعدة، دون معرفة ما أسفر عنه الهجوم.
وأمس الاثنين، أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن تخوف بلاده من تبعات اقتصادية وعسكرية بسبب استمرار الفصائل المسلحة استهداف القوات الأميركية، كاشفا عن تحرك لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني نحو تلك الفصائل من أجل إيقاف هجماتها ضد الأميركيين.
ويثار جدل في العراق حول قدرة الحكومة على ضبط إيقاع الفصائل المسلحة، ونتائج زيارة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الأخيرة لطهران، وأيضاً الفكرة من تبني الجماعات العراقية بشكل صريح الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية داخل سورية، وهو الأمر الجديد في ملف مواجهة تلك الفصائل مع القوات الأميركية.