يستمر القصف المتبادل بين قوات النظام والمعارضة قرب خطوط التماس جنوبي إدلب شمال غربي سورية، رغم استمرار وقف إطلاق النار المتفق عليه بين روسيا وتركيا في "منطقة خفض التصعيد" (إدلب وما حولها)، والذي جرى التوصل إليه، في مارس/ آذار الماضي.
وقالت مصادر ميدانية على الأرض، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام قصفت، بشكل مكثف، بلدتي قسطون والزيارة في الريف الغربي من حماة، الواقعتين ضمن الجزء المتبقي تحت سيطرة المعارضة من "منطقة خفض التصعيد"، حيث أوقع القصف خسائر مادية في ممتلكات المدنيين، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر بشرية أو إصابات.
في المقابل، ردت فصائل المعارضة بقصف استهدف تجمعات قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران وروسيا في قرية الملاجة بالريف الجنوبي من إدلب.
وجاء رد المعارضة من خلال فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" المقاتلة في إدلب عبر المدفعية الثقيلة التي أوقعت ضرباتها إصابات في صفوف قوات النظام وحلفائها في الملاجة، بحسب مصادر عسكرية من الفصائل.
وأشارت مصادر أخرى إلى أنّ الفصائل كذلك، استهدفت قوات النظام في معسكر جورين الضخم غربي حماة عبر ضربات مدفعية، وأكدت أنّ القصف أوقع مصابين في صفوف قوات النظام في المعسكر، الذي يعتقد بأنه مصدر القصف على بلدتي الزيارة وقسطون.
ومنذ توقيع الاتفاق الروسي- التركي، الذي أوقف العمليات في إدلب أو "منطقة خفض التصعيد"، لا تزال قوات النظام وحلفاؤها من المليشيات المدعومة من كل من إيران وروسيا، تحاول خرق الاتفاق بشكل يومي، سواء من خلال عمليات القصف المستمرة والمتكررة على قرى وبلدات قريبة من خطوط التماس بينها وبين المعارضة، أو من خلال عمليات التسلسل والتوغل على جبهات ومناطق تابعة لسيطرة المعارضة، التي صدت أخيراً الكثير من هذه الهجمات.
ودائماً ما يلوح النظام وحلفاؤه بإنهاء الاتفاق واستئناف المعارك في إدلب، انطلاقاً من جبل الزاوية جنوبي المحافظة، بهدف التوغل شمالاً والوصول إلى مدينتي أريحا وجسر الشغور الواقعتين على الطريق الدولي حلب– دمشق "أم 4" المار من إدلب، كهدف للوصول إلى الطريق والسيطرة عليه وفرض السيطرة على كامل الجزء المتبقي من إدلب جنوبي هذه الطريق.