تمر اليوم الذكرى الخامسة لاستشهاد محمد الزواري على يد الموساد الإسرائيلي، في محافظة صفاقس بالوسط التونسي، في ظل عدة مستجدات تؤكد تحرك القضية مجددا، رغم تجميد الملف لنحو عامين.
ونظمت الهيئة الوطنية للمحامين والجمعية التونسية للمحامين الشبان وهيئة الدفاع عن الشهيد محمد الزواري، اليوم الأربعاء، مؤتمرا صحفيا بالعاصمة لإحياء ذكرى اغتيال الشهيد محمد الزواري.
وقال شقيق الشهيد محمد الزواري، وعضو لجنة الدفاع، رضوان الزواري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن القضية شهدت تجميدا استمر عامين تقريبا، حيث ظلت دون تعيين قاض إثر دعوة القاضي المشرف لمهام أخرى حينها ولكنها تعود الآن مجددا".
وأضاف، أنه "تم منذ يومين فقط تعيين قاض مكلف بالقضية وذلك بعد سنتين من الفراغ"، مؤكدا أن "القاضي الجديد انطلق مباشرة في العمل، واليوم سيجتمع بقيادات أمنية وسيتولى الاستماع للشهود".
وأكد رضوان أن "هذه الخطوة جيدة وهامة"، وأن "بعض القيادات الأمنية التي يشتبه في تغطيتها وتخاذلها في قضية الاغتيال، تمت ترقية بعضها، وهناك من عينوا سفراء، ولكن ستتم دعوتهم من جديد والاستماع إليهم، وهو ما ستتمسك به هيئة الدفاع" بحسب قوله.
وبيّن أن "ليلة القبض على المجرمين، منفذي الاغتيال واللذين قدما على متن باخرة روسية، حصل ضغط سياسي لإطلاق الباخرة الروسية، وكان ضمنها منفذا الاغتيال، واختلطت عدة عوامل قادت إلى طمس الحقيقة"، مضيفا أنه "تم إطلاق سراح جميع المشتبه بهم في القضية (...) ورغم حجم الملف إلا أنه لا يوجد أي موقوف على ذمة القضية، واليوم فقط عاد المكتب عدد 23 والمكلف بالعمل على القضية للعمل مجددا".
وأشار رضوان إلى أنه "بلغهم كهيئة دفاع أنه سيتم اليوم البحث في قضية الصحفي الإسرائيلي الذي تولى التغطية الصحفية من منزل الشهيد لصالح القناة الإسرائيلية"، مؤكدا أنهم "فقدوا الأمل في فترة ما من كشف الحقيقة ومعرفة ملابسات ما حصل واستعادة حق الشهيد حتى أنهم شعروا بمرارة وخيبة، لأنه تمت استباحة دم مواطن تونسي في وطنه وأمام منزله من قبل الموساد الإسرائيلي والذي خطط ونفذ العملية بتواطؤ جهات داخلية، رغم أن الجريمة واضحة منذ البداية، ولكن يؤمل محاسبة المجرمين".
وأفاد المتحدث أنه "لا تمر ذكرى للشهيد إلا ويجدون تكريما من عدة دول، حيث لديهم تواصل مع المقاومة في فلسطين (حماس) والتي ساعدها الزواري باختراعاته وبحوثه وطور من التقنيات المستعملة، والتي كثيرا ما تثني وفي كل ذكرى ومناسبة على دوره، أو من خلال عدة دعوات تصلهم من بلدان عربية إسلامية حيث تمت دعوتهم من إيران مثلا لتكريم دور الشهيد".
ودعا رضوان، رئيس الجمهورية قيس سعيد، إلى "لعب دوره في إطار كشف ما أسماهم بالخونة وتتبع المجرمين لكي لا يفلت أي مجرم من العقاب".
واغتيل محمد الزواري في 15 ديسمبر/كانون الأول 2016، حين أطلق عليه الرصاص فيما كان يهم بقيادة سيارته. وأكدت حركة حماس في بيان لها، انتماء الزواري لكتائب الشهيد عز الدين القسام وإشرافه على مشروع تطوير طائرات بدون طيار التي أطلق عليها اسم أبابيل1، واتهمت جهاز الموساد الإسرائيلي باغتياله، ووعدت بالانتقام له.