أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، أن "اتفاق تبادل السجناء بين واشنطن وطهران الذي توسطت فيه دولة قطر دخل حيّز التنفيذ".
وقال الأنصاري في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، إن الدور القطري ما زال مستمراً، إذ يجري التواصل مع مختلف الأطراف لتطبيق الاتفاق، والإفراج عن السجناء، ورفع التجميد عن الأموال الإيرانية في البنوك، إلا أنه اعتبر أن الوقت ما زال مبكراً للحديث عن مكان تبادل السجناء، وما إذا كان سيجري في الدوحة، أو وصول الأموال المجمدة إلى البنوك القطرية، مضيفاً: "سيُعلَن ذلك في الوقت المناسب".
وكانت الولايات المتحدة وإيران قد توصلتا، في 11 من الشهر الحالي، بوساطة قطرية وعُمانية استمرت عامين، إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن خمسة أميركيين مسجونين في طهران، مقابل الإفراج عن خمسة إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة، و6 مليارات دولار تشكل أرصدة إيرانية مجمدة لدى كوريا الجنوبية.
وفي وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إنّ الولايات المتحدة تعتقد بأن تفاهماً بشأن إطلاق إيران سراح خمسة مواطنين أميركيين في نهاية المطاف لا يزال قائماً، لكنه أحجم عن تقديم أي جدول زمني.
وقال سوليفان للصحافيين في اتصال وفق ما أوردته وكالة رويترز "نعتقد أنّ الأمور تسير وفقاً للتفاهم الذي توصلنا إليه مع إيران. لا أملك جدولاً زمنياً دقيقاً لكم، لأن ثمة خطوات تستدعي عدم كشفها الآن. لكننا نعتقد أنّ ذلك (التفاهم) لا يزال قائماً".
ومن شأن السماح للأميركيين الخمسة بمغادرة إيران، وهو أمر قد يستغرق أسابيع، التخلص من أحد المنغصات الرئيسية في العلاقة بين واشنطن وطهران اللتين تظلان على خلاف بشأن قضايا من البرنامج النووي الإيراني إلى دعم طهران للفصائل المسلحة الشيعية في المنطقة، بحسب "رويترز".
ومن بين الإيرانيين الأميركيين الذين سُمح لهم بمغادرة سجن إيفين، في العاشر من أغسطس/ آب، رجلا الأعمال سياماك نمازي (51 عاماً) وعماد شرقي (58 عاماً) والناشط البيئي مراد طهباز (67 عاماً) الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضاً. ولم تُكشف هوية المواطن الأميركي الرابع الذي غادر السجن أو الخامس الذي كان خاضعاً للإقامة الجبرية بالفعل.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قد قال، أمس الاثنين، إن فترة شهرين هي السقف الزمني لتنفيذ الاتفاق مع أميركا.
وفي سياق آخر، ورداً على سؤال عما قيل عن تقدم إيجابي حصل في الملف الأفغاني، بعد الاجتماع الأميركي مع وفد من حركة "طالبان" في الدوحة آخر الشهر الماضي، وصف الأنصاري الاجتماع بأنه اختراق حقيقي، مؤكداً أنه سيتكرر، وأن الجهود القطرية في الملف الأفغاني ستتواصل باتجاه ضرورة توافق المجتمع الدولي لتحقيق حلّ يحفظ حقوق الإنسان، وحقوق الشعب الأفغاني، مشدداً على أن قطر ماضية في هذا الاتجاه لتحقيق تقدم في هذه القضية.
من جهة أخرى، لفت الأنصاري إلى أن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، سيقوم غداً الأربعاء بزيارة لسنغافورة، حيث يترأس الوفد القطري في اجتماع اللجنة المشتركة العليا القطرية - السنغافورية، كذلك سيلقي محاضرة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، عن "السياسية الخارجية القطرية والعلاقات بين قطر ودول آسيا".