أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، وصول المعارض الرواندي بول روسيسباغينا (68 عاماً)، الذي أُفرِج عنه بعد وساطة قطرية، إلى الدوحة.
وقال الأنصاري في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، إن روسيسباغينا، سيغادر وفق الاتفاق الذي جرى التوصل إليه، للالتحاق بعائلته في الولايات المتحدة الأميركية "في القريب العاجل".
ووجه الأنصاري الشكر للحكومة الرواندية لاستجابتها للوساطة القطرية، التي بدأت العام الماضي، وقال إن "هناك علاقات قوية واستراتيجية بين البلدين، سمحت لدولة قطر بتقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأميركية ورواندا، مؤكداً جاهزية قطر للعب أدوار إيجابية بهذا الصدد.
وزار الرئيس الرواندي بول كاغامي، الدوحة الأسبوع الماضي، حيث التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كذلك التقى رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وجاءت الزيارة قبل إعلان التوصل إلى اتفاق بشأن الإفراج عن المعارض الرواندي.
وأُطلق سراح روسيسباغينا في وقت متأخر الجمعة، بعد قضائه 938 يوماً في السجن، وذلك بموجب اتفاق توسطت فيه قطر بين الولايات المتحدة ورواندا. وفي رسالة مؤرخة في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، نشرتها الحكومة الرواندية الجمعة، تعهد روسيسباغينا بالتخلي عن أي نشاط سياسي وقضاء بقية حياته في الولايات المتحدة مقابل العفو.
وفي عام 2021، حُكم على المعارض الرواندي بالسجن 25 عاماً بتهمة الارتباط بـ"الحركة الرواندية من أجل التغيير الديمقراطي" المعارضة وجناحها المسلح، بيد أن روسيسباغينا نفى الاتهامات الموجهة إليه.
وكان روسيسباغينا مدير فندق في كيغالي، ويُنسب إليه الفضل في المساعدة في إنقاذ مئات الأرواح خلال الإبادة الجماعية عام 1994 التي قتل فيها نحو 800 ألف شخص. وأصبح الرجل الذي ألهمت قصته فيلم "فندق رواندا" عام 2004.
الاتفاق النووي
وفي سياق آخر، أكد الأنصاري تواصل جهود بلاده لتقريب وجهات النظر بين إيران والدول الغربية، سواء في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أو في الملفات الأخرى.
وقال في معرض تعليقه على الزيارة التي يقوم بها وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي لطهران، إنه يأمل أن تثمر الجهود القطرية نتيجة إيجابية، تتمثل بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وبتبادل السجناء بين طهران والولايات المتحدة الأميركية.
عودة النظام السوري إلى الجامعة
وبشأن الموقف القطري من عودة سورية إلى الجامعة العربية، رد بالقول: "لا يوجد إجماع عربي حتى الآن على عودة النظام السوري إلى الجامعة، وبناءً على ذلك، فإن الموقف القطري من هذه القضية ثابت، حتى تزول الأسباب التي دفعت إلى تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة".
وأضاف: "حتى يتوافر الإجماع بشأن عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، يجب أن يكون هناك تطورات إيجابية وإصلاحات ترضي تطلعات الشعب السوري، وفي الوقت الحالي لا يوجد ما يدعو إلى إعادة النظام إلى جامعة الدول العربية".
في المقابل، أكد الأنصاري دعم بلاده لأية جهود عربية أو دولية، تسعى لحل الأزمة السورية بما يستجيب لمطالب الشعب السوري وتطلعاته وتضحياته.