أعرب الاتحاد الأوروبي، الجمعة، عن "قلقه" حيال أنشطة روسيا العسكرية قرب الحدود الأوكرانية، بعدما طالبت واشنطن موسكو بتوضيحات، في حين أكد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه في حالة تأهب، وهو ما دفع الكرملين إلى نفي وجود أي خطط لغزو البلد الجار.
وقال المتحدث باسم شؤون الاتحاد الأوروبي الخارجية بيتر ستانو، للصحافيين: "نراقب الوضع، والمعلومات التي جمعناها حتى الآن مقلقة". وأفاد بأن الاتحاد يراقب الوضع مع شركائه، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، و"نحن منفتحون على التفكير بخطوات إضافية إذا لزم الأمر".
واشنطن: التحركات غير عادية
بدوره، لفت المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كربي إلى أن التحرّكات الروسية "غير عادية في حجمها"، وأن "النوايا الروسية غير واضحة تماما".
من جانب آخر، أكد مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن الحلف "في حالة تأهب ويراقب بشكل دوري تحركات القوات الروسية"، وقال: "من المهم ضمان الشفافية وتجنّب أي عمل غير محسوب".
كانت أوكرانيا قد شكت، الأسبوع الماضي، من أن روسيا أبقت عشرات الآلاف من جنودها في موقع غير بعيد عن حدودها، بعد إجراء مناورات حربية في محاولة لممارسة مزيد من الضغط على جارتها السوفييتية السابقة.
روسيا: لا خطط للغزو
في المقابل، استنكر الكرملين، اليوم الجمعة، الشكوك الغربية في تحركاتها على الحدود، مؤكدا أن روسيا بحاجة إلى ضمان أمنها.
ونفى ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، تقارير نشرتها وسائل إعلام غربية، والتي تزعم وجود نوايا لدى موسكو لغزو أوكرانيا، ووصفها بأنها "محاولة جوفاء لا أساس لها من الصحة لإثارة التوترات".
وقال بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: "روسيا لا تهدد أحدا... تحرك القوات على أراضينا لا ينبغي أن يكون مدعاة لقلق أحد".
تدريبات قرب الحدود البولندية
بالتوازي مع ذلك، أعلنت بيلاروسيا وحليفتها روسيا، الجمعة، أن البلدين يجريان تدريبات عسكرية مشتركة قرب حدود بيلاروسيا الغربية مع بولندا، وهي منطقة تشهد أزمة هجرة.
وأعلنت وزارة الدفاع البيلاروسية على "تلغرام" أن "كتيبة مشتركة" من قوات مظلية من البلدين تجري تدريبات في غوسكي، غرب بيلاروسيا، نظرا "لتفاقم النشاط العسكري" قرب الحدود.
وأضافت أن طائرات روسية من طراز "إل-76" ومروحيات عسكرية بيلاروسية تشارك في التدريبات، حيث يجري جنود "عددا من المهام المرتبطة بالتدريب على القتال".
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أوردته وكالات إخبارية روسية، أن موسكو أرسلت قوات مظلية إلى بيلاروسيا للمشاركة في المناورات كجزء من "تحقق من الجهوزية للقتال المفاجئ".
وعلق مئات المهاجرين، معظمهم أكراد، على مدى أيام عند الحدود بين بيلاروسيا وبولندا في درجات حرارة قريبة من درجة التجمّد.
وتتهم الدول الغربية الحكومة البيلاروسية باستدراج المهاجرين إلى بيلاروسيا وإرسالهم للعبور إلى بولندا ردا على عقوبات سابقة فرضها الاتحاد الأوروبي على مينسك على خلفية قمعها للمعارضة.
الكرملين: لوكاشينكو لم يشاورنا بشأن التهديد بقطع الغاز
في شأن متصل، أكد الكرملين، اليوم، أن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو لم يتشاور مع موسكو قبل أن يثير احتمال قطع تدفق الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وأن روسيا دولة مصدّرة "يعوَّل عليها وتفي بالتزاماتها".
وهدد لوكاشينكو، أمس الخميس، بالرد على أي عقوبات جديدة يفرضها الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة المهاجرين على الحدود بين روسيا البيضاء والاتحاد الأوروبي، بما يشمل منع مرور الغاز الطبيعي والسلع عبر بلاده.
وقال بيسكوف: "هذا تصريح من رئيس بيلاروسيا". وأضاف: "أود أن أذكّركم بتصريح الرئيس (فلاديمير) بوتين بأن روسيا تفي دوما بالتزاماتها التعاقدية... بيلاروسيا حليفتنا، لكنها دولة ذات سيادة".
وأكد أن بلاده ضامن لأمن الطاقة في أوروبا، وقال: "لا يمكن التشكيك في مصداقية روسيا كمورّد وشريك في العقود الآنية والآجلة".
(فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز)