أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، سبع مؤسسات فلسطينية حقوقية وأخرى تعمل في مجال المجتمع المدني، بعد اقتحام مقارها في مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، بالتزامن مع نهب محتوياتها.
وشمل القرار ست مؤسسات بعد أشهر من تصنيفها "إرهابية"، وبعد أقل من 24 ساعة على قرار لوزير حرب الاحتلال الإسرائيلي بني غانتس، تحدث فيه عن اعتبار ثلاث مؤسسات (مؤسسة الضمير، مركز بيسان، اتحاد لجان المرأة) بأنها "إرهابية" وبشكل نهائي، فيما جُدّد إغلاق مقر مؤسسة أخرى.
واقتحمت قوات الاحتلال، فجر اليوم، مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، ودهمت مؤسسات "الضمير" و"الحق" و"مركز بيسان للأبحاث" و"لجان العمل الزراعي" و"اتحاد لجان المرأة" و"الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال - فلسطين"، وأغلقت مقارها وصادرت معداتها، وقامت بتعليق قرارات بإغلاقها بحجة ما يسمى مكافحة البنية التحتية للإرهاب، كما جُدّد إغلاق مقر "لجان العمل الصحي".
وقال مدير "الحركة العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال" خالد قزمار، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اقتحمت مقر الحركة، وسرقت محتوياته، وعلقت ورقة بإغلاقه، بعدما قامت بلحم الأبواب الحديدية.
وأشار قزمار إلى أن قرار الإغلاق جاء مفاجئاً ومن دون إنذار، وأن المؤسسات سوف تتدارس خطوات من أجل محاولة الرد.
وأكد قزمار أن اقتحام تلك المؤسسات وإغلاقها بعد يوم من تصريحات غانتس، يأتي في سياق الحملات الانتخابية الإسرائيلية، وفي سياق الاستعراض ضد الشعب الفلسطيني، حيث كان العدوان ضد غزة، واليوم ضد المؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني.
وبالتزامن مع اقتحام مقار تلك المؤسسات، اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في العديد من أحياء مدينتي رام الله والبيرة، حيث أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمه تعاملت مع إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و33 بالاختناق، كما اقتحمت قوات الاحتلال ساحة مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، وأطلقت قنابل الغاز والصوت.
من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، الأسير المحرر محمد عبد الرؤوف حمدان، من بلدة عرابة جنوب جنين، شمالي الضفة الغربية، والقيادي بحركة "حماس" والأسير المحرر نزيه سعيد أبو عون، من بلدة جبع جنوب جنين، والشاب أحمد رضا أبو سلامة، من قرية فقوعة شرق جنين، فيما تزامن اقتحام جبع مع اندلاع مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال، أصيب خلالها عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
مصادر محلية: "قوات الاحتلال تعتقل القيادي في حــمــاس والأسير المحرر نزيه أبو عون عقب اقتحام منزله قي بلدة جبع جنوب جنين". pic.twitter.com/5G0To7kTV1
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 18, 2022
كما اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الخميس، الشاب خالد فرج، من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، والشابين أنس العواودة ومعتصم الشوامرة، من بلدة دورا جنوب الخليل، والشاب باسم المسالمة، من بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، والشاب سباق سلمي، من مدينة قلقيلية شمالي الضفة، والشابين محمود عطية وآدم محمود، من القدس، والأسير المحرر محمد البايض، من مخيم عقبة جبر في أريحا شرقي الضفة الغربية.
وجرّفت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، مساحات من أراضي قريوت جنوب نابلس، وفق تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس. واستولت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، على حفّار تابع لوزارة الزراعة الفلسطينية أثناء عمله في استصلاح أراضٍ في مسافر يطا جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، وفق تصريحات لمنسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور.
قائمة منظمات إسرائيلية على قوائم الإرهاب
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، اليوم الخميس: "إن هنالك استعدادا لدى دولة فلسطين للإعلان عن قائمة كبيرة بأسماء منظمات إسرائيلية لوضعها على قوائم الإرهاب، وذلك ضمن خطوات تعمل القيادة على اتخاذها رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا، وتنكّرها لقرارات الشرعية الدولية".
وأكد المالكي في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية أن "العمل جارٍ لاستكمال الإجراءات القانونية لوضع المنظمات اليهودية على قوائم الإرهاب، وحشد الدعم الدولي لتصنيفها منظماتٍ إرهابية، ومطالبة المجتمع الدولي بعدم التعامل معها، بحيث سيُعلن عن هذه القائمة في الوقت المناسب".
وأشار إلى أن التقرير الشهري لدولة فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية سيتضمن ملف إغلاق سلطات الاحتلال مقار المؤسسات، رغم رفض الدول الأوروبية التصنيف الإسرائيلي.
ومن بين الخطوات الفلسطينية، بحسب المالكي، التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، للحصول على قرار يطلب من محكمة العدل الدولية إبداء رأيها في طبيعة الوجود العسكري الإسرائيلي، سواء أكان دولة فصل عنصري أم سلطة احتلال.