فجّرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، منزل الشهيد عبد الفتاح خروشة، في مخيم عسكر شرق نابلس، وهو منفذ عملية إطلاق نار في حوارة يوم 26 فبراير/شباط التي أسفرت عن مقتل مستوطنين.
وبعد نحو سبع ساعات من اقتحام مخيم عسكر وإخلاء منزل الشهيد والمنازل المحيطة، حيث اضطرت العائلات إلى اللجوء لمسجد قريب، فجرت قوات الاحتلال نحو الساعة السادسة من فجر اليوم الثلاثاء، منزل الشهيد، وانسحبت من المخيم.
وتزامن اقتحام قوات الاحتلال لمخيم عسكر مع اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة بين مقاومين وتلك القوات، أصيب فيها 185 فلسطينياً بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، إضافةً إلى إصابة شاب بجروح بالرصاص الحي في القدم، بحسب بيان لطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس.
ووفق بيان الهلال الأحمر، فقد تم نقل إصابة لشاب بعد اعتداء جيش الاحتلال عليه بالضرب، ونقلت إصابة أخرى لشاب بعد إصابته بحجر في الرأس، وجرى التعامل مع 3 إصابات بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وتم إخلاء عائلة مكونة من خمسة أفراد، وكذا تم إخلاء مسنة وعلاجها ميدانياً جراء استنشاقها غازا مسيلا للدموع، وجرى التعامل مع إصابتين بشظايا الرصاص، و4 إصابات جراء السقوط، كما تم إسعاف عائلة نتيجة الاختناق بالغاز.
وبعد تفجير منزل الشهيد القسامي خروشة، يرتفع عدد المنازل التي هدمها الاحتلال لمنفذي العمليات البطولية من أسرى وشهداء منذُ بداية العام الجاري، إلى 13 منزلاً بمختلف محافظات الضفة الغربية، 3 منها بنابلس، بحسب بيانات إحصائية لمركز معلومات فلسطين.
#فيديو | لحظة تفجير منزل الشهيد عبد الفتاح خروشة في مخيم عسكر شرق نابلس. pic.twitter.com/8zgDKJcmTj
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) August 8, 2023
واقتحمت العشرات من الآليات العسكرية الإسرائيلية مع جرافات المنطقة الشرقية لنابلس، حيث مخيم عسكر مسقط رأس الشهيد خروشة، من محاور عدة، أبرزها حاجز بيت فوريك العسكري.
وأعلنت قوات الاحتلال أن الهدف من الاقتحام هو هدم بيت الشهيد خروشة، حيث اقتحمت العشرات من فرق الهندسة العسكرية المنزل، تمهيدا لزراعة المتفجرات فيه وتفجيره في عملية تستغرق ساعات عدة، في الوقت الذي حوّل جيش الاحتلال الحي الذي فيه منزل خروشة إلى ثكنة عسكرية، وتمت السيطرة على جميع الأبنية العالية المحيطة، وتحويلها إلى نقاط لقناصة الاحتلال.
ونفذ الشهيد خروشة عملية إطلاق نار في شارع حوارة الرئيسي في 26 فبراير/ شباط، بالتزامن مع الاجتماع الأمني الخماسي الذي شاركت فيه السلطة الفلسطينية، إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي في مدينة العقبة الأردنية.
وقتل في العملية شقيقان من مستوطنة "هار براخا" المقامة على أراضي قرى جنوب نابلس، وينفذ مستوطنوها هجمات إرهابية على أهالي القرى الفلسطينية، ويحرقون محاصيلهم وبيوتهم بشكل دائم.
وخروشة أسير محرر، أمضى تسع سنوات في سجون الاحتلال، اغتالته قوات الاحتلال الإسرائيلي في 7 مارس/ آذار الماضي حين حاصرت المنزل الذي كان يتحصن فيه في مخيم جنين، وقصفته بالصواريخ ما أدى لاستشهاد خروشة وخمسة مواطنين آخرين، وإصابة 26 مواطنا بجراح.
ومنعت أجهزة الأمن الفلسطينية تشييع الشهيد خروشة بمسيرة جماهيرية راجلة من مستشفى رفيديا، مرورا بوسط مدينة نابلس، حيث دوار الشهداء كما جرت العادة، وأصرت على أن يجري نقله وتشييعه بالسيارات.
في السياق ذاته، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، طاولت 20 فلسطينياً على الأقل، بينهم أسرى محررون من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب مصادر محلية وصحافية، فإن قوات الاحتلال نفذت حملة اعتقالات في بلدة كوبر شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، طاولت 14 فلسطينياً، كما اعتقلت الأسير المحرر محيي الدين نجم من بلدة سيريس جنوب جنين شمال الضفة، علماً بأنه أمضى 19 عاماً في سجون الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان من بيت لحم جنوب الضفة، وشابين من بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، بينهما الجريح أبي يوسف أبو ماريا.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتدت، مساء أمس الاثنين، على الشاب رجا سليمان أبو صفط من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالضرب أثناء تواجده عند مدخل بلدة يعبد ثم اعتقلته، كما اعتقلت شاباً قرب حاجز الجيب شمال غرب القدس المحتلة.
إلى ذلك، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، على مواد بناء ومولد كهربائي من قرية جنبا في مسافر يطا جنوب الخليل، وأخطرت بهدم منزل قيد الإنشاء في قرية بيرين شرق الخليل.