حاصرت قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، مدينة جاسم شمالي محافظة درعا، جنوبي سورية، وسحبت قواتها الأمنية من داخلها تمهيدا لعملية عسكرية محتملة، وسط استمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى محيطها.
وقال الناشط الإعلامي في درعا يوسف المصلح لـ"العربي الجديد" إن شرطة النظام السوري انسحبت من مخفر مدينة جاسم ليلة أمس، بالتزامن مع نشر قوات من "الفرقة التاسعة" نقاطا عسكرية جديدة في محيط المدينة.
وأضاف أن قوات النظام السوري ثبتت 7 نقاط عسكرية على أطراف مدينة جاسم، في حين دارت اشتباكات متقطعة بين مسلحين وقوات النظام في محيط المركز الثقافي الذي تتمركز فيه قوات النظام أثناء محاولتها الانسحاب إلى خارج المدينة.
وأكد المصلح أن قوات النظام السوري من خلال حصار المدينة تتجه لتصعيد الأمور، وهي تتخذ من شماعة وجود مطلوبين لها وعناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي حجة لاجتياح المدينة، ورأى أن الهدف هو إخضاع المدينة لسلطة النظام، وابتزاز أهلها لاعتقاده أن أحوالهم ميسورة، إذ يعمل جزء من أبنائهم في الخليج العربي، مضيفا أن قوات النظام لم تقدم أي مطالب لوجهاء المدينة حتى اللحظة.
وكانت جاسم من أولى المدن التي ثارت ضد النظام في 2011 بعد درعا البلد، وسقط من أبنائها أكثر من 500 قتيل، فضلاً عن آلاف الجرحى والمعتقلين.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أكد، أمس الخميس، أن عنصرا من القوات الروسية قتل متأثرا بإصابته، نتيجة انفجار عبوة ناسفة تزامنا مع مرور سيارة عسكرية للقوات الروسية في بلدة محجة بريف درعا يوم الثلاثاء الفائت.
والعام الفائت، حاصرت قوات النظام السوري مدينة جاسم بحجة وجود عناصر من تنظيم "داعش"، قبل أن تنسحب منها تنفيذاً لبنود الاتفاق الذي توصلت إليه لجنة التفاوض في المدينة مع لجنة النظام الأمنية، والذي قضى بإنهاء الحملة العسكرية عليها مقابل دخول قوات النظام وتفتيش عدد محدود من المنازل للتأكد من عدم وجود أشخاص من خارج المدينة فيها.