دعا عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" حاتم عبد القادر، في تصريح لـ"العربي الجديد" اليوم الأحد، الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، المزمع إجراؤها في الـ31 من شهر يوليو/تموز 2021.
وعن إصرار عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي على الترشح للانتخابات الرئاسية؛ دعا عبد القادر إلى عدم استثناء مقام الرئاسة من تجديد النظام السياسي الفلسطيني، وقال: "ما دامت ستجرى انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، فيجب أن يحدث تغيير في كل المقامات بما فيها موقع الرئاسة المهم".
وأضاف: "مروان البرغوثي مناضل وقائد مؤهل لخوض التنافس على منصب الرئاسة ولديه الرغبة في ذلك، لكنها أيضًا رغبة الشارع، وهناك قطاعات واسعة في حركة فتح والشعب الفلسطيني تؤيد ترشحه وبقوة لمنصب الرئاسة، وهذا حقه إذا ما احتكمنا إلى الديمقراطية، نعم الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يمثل الشرعية، ولكن هذه الشرعية عندما تنزل إلى صندوق الانتخابات فمن حقنا أن نقول رأينا فيها".
وردا على سؤال حول إمكانية منافسة البرغوثي لعباس في انتخابات الرئاسة، قال عبد القادر: "حتى لو نافس الرئيس أبو مازن، ولكن نتمنى على الرئيس ألا يرشح نفسه وأن يبقى رمزًا للشعب الفلسطيني، وأن يبقى رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تشكل الإطار الأوسع للقضية الفلسطينية".
وبخصوص الانتخابات التشريعية، قال عبد القادر: "نحن نريد قائمة فتحاوية واحدة موحدة، يتم اختيارها على أسس ديمقراطية وتتميز بالكفاءة والشفافية والنظافة"، لكن عبد القادر بالمقابل أكد أن اختيار قائمة لا تراعي المواصفات الديمقراطية والشفافية، سيؤدي إلى تشكيل قائمة أخرى، و"لن تحظى بإجماع أو غالبية الأصوات"، مشيراً إلى أن كوادر من حركة "فتح" سيقومون بتشكيل قائمة أخرى تكون قادرة على نيل ثقة الشعب.
وقال عبد القادر إن قائمة "الشرعية الفلسطينية" كما أسماها؛ من المفترض أن تشكلها اللجنة المركزية وأبو مازن بالتنسيق مع كل الأطياف الفتحاوية المؤيدة للشرعية.
وعن الجهات التي يمكن أن تشكل القائمة الموازية لقائمة حركة "فتح" في حال عدم تلبية الأخيرة لرغبة كوادر الحركة، وعلى رأسهم مروان البرغوثي؛ أشار عبد القادر إلى ضرورة أن تضم كوادر "فتح" الأساسيين وتيار مروان البرغوثي، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة، وكل الكفاءات الحركية التي من الممكن أن تنهض بعمل المجلس التشريعي.
وحول وجود تحالف مع القيادي المفصول من فتح محمد دحلان، أجاب عبد القادر: "قضية دحلان قضية أخرى، لن يتم التحالف معه في أي قائمة، ولكن حقه أن يشكل قائمة أخرى ويخوض فيها الانتخابات".
ووضع عبد القادر الكرة في ملعب اللجنة المركزية لحركة "فتح" والرئيس عباس، "إذا ما أُحسن الاختيار لا مشكلة لدينا، وإن تم اختيار قائمة من خلال المحسوبيات أو من خلال الإسقاطات، فأعتقد أن قائمة أخرى لحركة فتح ستخوض الانتخابات، نريد مجلسا تشريعيا قويا، يحاسب ويسن القوانين، ولا نريد إنتاج الحالة السابقة والشلل الذي اعترى عمله خلال السنوات الماضية".
وقال عبد القادر: "إن الانتخابات مهمة لتجديد النظام السياسي الفلسطيني والخروج من عنق الزجاجة على الصعيدين الداخلي والخارجي".
وتأتي تصريحات عبد القادر بعد أيام من زيارة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ لمروان البرغوثي في سجون الاحتلال لبحث موضوع الانتخابات بعد موافقة إسرائيلية على الزيارة، وكان "العربي الجديد" قد انفرد، قبل أيام، بكشف طلب الشيخ إذناً من الاحتلال لزيارة البرغوثي في معتقله، الذي يقبع فيه منذ عام 2002 بتهمة قيادة كتائب "شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح".
فيما أكدت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة "فتح" في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الخميس الماضي، أن الشيخ عرض على البرغوثي الانسحاب من المشهد الانتخابي. وأكدت لاحقا مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد" أن البرغوثي لا ينوي الترشح لانتخابات المجلس التشريعي، لأنه عازم على الترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه سيدعم قائمة انتخابية غير رسمية لحركة "فتح" إن لم تلب قائمة "فتح" الشروط الديمقراطية داخل الحركة.