انتقد القيادي البارز بحركة فتح في القدس حاتم عبد القادر قرار السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس بإعادة مسار العلاقات مع إسرائيل استناداً إلى ما سماها "ورقة تافهة" وصلت للسلطة الفلسطينية عبر الفاكس من قبل ضابط عسكري إسرائيلي يطلق عليه "منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية".
وتأتي انتقادات عبد القادر هذه، تزامنًا مع سلسلة انتقادات من قبل الفصائل الفلسطينية لإعلان رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، الليلة الماضية، عن عودة العلاقات مع إسرائيل كما كانت عليه قبل قرار القيادة الفلسطينية وقفها في مايو/أيار الماضي، بعد إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلي ضم أجزاء من الضفة الغربية إليها.
وقال عبد القادر، في تصريحات لـ"العربي الجديد": "إن العودة هذه دون تحقيق أي إنجاز سياسي والتذرع بما سمي إعلان إسرائيل الالتزام بالاتفاقات الموقعة، تثير كثيرًا من علامات السؤال من حيث التوقيت، سواء ما يتعلق بجهود المصالحة لرأب الصدع الداخلي، وما تمخضت عنه اجتماعات الأمناء العامين للفصائل".
وتساءل عبد القادر: "متى كانت إسرائيل ملتزمة باتفاقاتها وتعهداتها معنا؟ ثم لماذا ترسل هذه الورقة عبر الفاكس ومن قبل ضابط عسكري، وليس من مستويات سياسية عليا في دولة الاحتلال، مثل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أو وزير خارجيته؟ هل هذا هو مستوانا الذي بلغناه ووصلنا إليه؟".
واعتبر "أنه من المهانة قبول هذه الورقة التي ضربنا بموافقتنا عليها وإعلان العودة للمفاوضات بعدها عرض الحائط بجميع الجهود التي بذلت لتحقيق المصالحة، وكل ما اتفق عليه في اجتماعات الأمناء العامين للفصائل، ويبدو أننا قررنا تغليب العلاقة مع إسرائيل على هذه المصالحة وعلى محاولات بناء شراكة وطنية ومع كافة الفصائل، في ما يبدو أنه نسف متعمد للجهود الحثيثة والكبيرة التي بذلها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب في اتصالاته ومشاوراته مع حركة حماس، حيث تم التوصل إلى تفاهمات مهمة كانت ستمهد لبناء قاعدة صلبة في مواجهة الاحتلال، وكان هناك من يحاول متعمدًا أن يعطّل كل هذه الجهود".
وتساءل عبد القادر مرة أخرى: "هل كان الحوار مع حركة حماس ومع الفصائل مجرد تلويح للإسرائيليين بالمضيّ قدماً في المصالحة إذا لم يعودوا للمفاوضات؟".
واتهم عبد القادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "بتغليب العلاقة مع إسرائيل على جهود ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتحقيق المصالحة، ما سيعيد الكل الفلسطيني إلى نقطة الصفر واستنبات الوهم الذي لا طائل من ورائه".
وأضاف "يبدو أن الرئيس عباس هو المقرر الوحيد في كل ما هو من مسؤولية مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي هو وحده الذي يقرر نيابة عن هذه المؤسسات، التي فقدت أي دور لها وباتت عاجزة عن اتخاذ أي قرار".